خبر : تقرير: القاعدة حاولت الحصول على اسلحة دمار شامل ولم تتخل عن طموحاتها حتى الان

الأربعاء 27 يناير 2010 12:37 ص / بتوقيت القدس +2GMT
تقرير: القاعدة حاولت الحصول على اسلحة دمار شامل ولم تتخل عن طموحاتها حتى الان



لندن حذر تقرير لمسؤول سابق في الاستخبارات المركزية الامريكية ’سي اي ايه’ من ان القاعدة لم تتخل عن طموحات سابقة لها باستخدام اسلحة دمار شامل كيماوية وبيولوجية ونووية، وتنفيذ هجمات موسعة على امريكا. ويظهر التقرير الذي اعده رولف موات ـ لارسين تنظيم القاعدة وزعماءه خاصة ايمن الظواهري الذي الغى عام 2003 هجوما خطط بأسلحة الدمار الشامل على امريكا بأنهم يتمتعون بالتصميم والصبر والتخطيط الهادئ، وانهم مستعدون للانتظار سنوات طويلة من اجل الحصول على اسلحة قادرة على احداث اكبر الاضرار والضحايا. وبنى موات ـ لارسين تقريره على معلومات استقاها من ادلة ووثائق سرية وحللها بناء على خبرته حيث قاد فريقا للتفتيش عن اسلحة الدمار الشامل وجاء فيه ان القاعدة طورت اسلوبا متقنا للحصول على اسلحة الدمار الشامل اكثر مما هو معروف عنها، ويعتقد انها طورت اسلوبا متوازياً من اجل اكتسابها وعبر توثيق صلاتها مع جماعات يعتقد ان لديها القدرة والخبرة لتوصيلها لمصادر الاسلحة هذه. وجاء في التقرير انه لو كان اسامة بن لادن وجنرالاته مهتمين بهجمات صغيرة فمما لاشك فيه انهم كانوا قد حصلوا على الاسلحة الان. وصدر التقرير عن جامعة هارفارد. ويتزامن صدور التقرير مع تحضير لجنة عينها الكونغرس الامريكي لاصدار تقييم حول استعداد الحكومات الفدرالية لمواجهة هجمات تتعلق بالتعامل مع الخطر الارهابي البيولوجي. وكان تقرير المفوضية الاولي الصادر عام 2008 قد حذر من امكانية قيام الارهابيين بهجمات تستخدم اسلحة دمار شامل وان هذه الهجمات قد تحدث في عام 2013. وبالنسبة لتقرير موات ـ لارسين الذي خدم في ’سي اي ايه’ مدة 23 عاما وقاد فريقا لدراسة وبحث جهود القاعدة فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل في الفترة التي تبعت هجمات ايلول (سبتمبر) 2001 وعين لاحقا مديرا للاستخبارات ومكافحة الارهاب بوزارة الطاقة فقد حذر من ان تهديدات زعيم القاعدة اسامة بن لادن بهجمات على الغرب تستخدم اسلحة دمار شامل ليست فارغة، مؤكدا ان امتلاك القاعدة اسلحة دمار شامل يعتبر اولوية استراتيجية لمنظمة تسعى لتدمير اقتصاديات الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين والمسلمين.ويقدم معد التقرير امثلة حول اشكال وطرق السعي لامتلاك اسلحة الدمار الشامل التي تقوم بها القاعدة منذ 15 عاما. وبحسب صحيفة ’واشنطن بوست’ التي اطلعت على التقرير فان موات ـ لارسين يشير الى الطريقة التي قام فيها الرجل الثاني بالقاعدة باستئجار عالمين متعاطفين مع القاعدة احدهما باحث باكستاني في علم الجراثيم والآخر باحث علمي ماليزي. وعمل كل من الباحثين على حدة في مختبرين لتطوير والحصول على عناصر من بكتيريا الجمرة الخبيثة. ويعتقد ان القاعدة نجحت بهدفها قبل الهجمات على امريكا لكنها لم تكن قادرة على تطوير اسلحة تحمل العناصر هذه بسبب الغزو الامريكي الذي اجبر الباحثين على الهرب من هناك.ووصف موات ـ لارسين الجهد هذا بانه لم يكن عرضيا بل كان مؤسسا ويتمتع بمهنية عالية. ومع ذلك فليست لديه ادلة تربط بين القاعدة وهجمات الانثراكس على الولايات المتحدة عام 2001. ويقول موات ـ لارسين لـ’واشنطن بوست’ ان هدف الظواهري الشخصية المهتمة بالمشروع لم يكن تخويف مجموعة من الاشخاص عبر رسائل ولكن هجمات تؤدي لقتلى بالمئات. ويضيف المسؤول الاستخباراتي السابق ان القاعدة وجدت في الانثراكس الخيار المناسب مع اعتقادها ان الادوات اللازمة لتطوير اسلحة بيولوجية ليست بعيدة المنال فيما اعتقدت ان تطوير اسلحة نووية يحتاج لوقت طويل. ويعتقد ان الحملة التي قامت بها السعودية ضد ناشطي القاعدة عام 2003 جاءت بعد ان تنصتت الاستخبارات الامريكية على رسائل مشفرة واعلان عناصر سعوديين عن اجهزة نووية مسروقة من روسيا ومن ثم قامت ادارة بوش بزيادة درجة التحذير وبحملة ناجحة لملاحقة اتباع القاعدة بالسعودية. ضعف القاعدة والحاجة لهجمات واسعة ويتزامن الحديث عن محاولات القاعدة لامتلاك اسلحة دمار شامل في زيادة المخاوف الامريكية من هجمات جديدة للقاعدة، خاصة بعد الفشلين الامنيين لمنع هجومين في غضون شهرين واحد في قاعدة عسكرية واخر يوم عيد الميلاد،حيث حاول في الاخير شاب نيجيري تفجير طائرة امريكية في مطار ديترويت اضافة لهجوم قاعدة خوست الذي اعلن منفذه انه قام به انتقاما لمقتل بيعة الله محسود، زعيم طالبان الباكستان، واعلان زعيم القاعدة بن لادن عن تبنيه لهجوم عيد الميلاد في رسالته القصيرة والتي وجهها مباشرة للرئيس الامريكي اوباما. وجاءت الرسالة الجديدة منذ فترة طويلة وتراوحت طرق تحليل الرسالة الاخيرة والقصيرة نوعا ما. ففي تحليل نشرته صحيفة ’التايمز’ البريطانية جاء فيه ان الرسالة الاخيرة تشير الى ضعف القاعدة خاصة ان زعيم القاعدة تبنى القضية الفلسطينية وتحدث عن معاناة اهل غزة وهي القضية التي ظلت بعيدة عن اجندة القاعدة. واشار كاتب التحليل ريتشارد كيمب وهو مسؤول سابق في مجموعة كوبرا الامنية الحكومية ومسؤول وحدة الارهاب الدولي في اللجنة الامنية المشتركة الى ان مجرد مقارنة هجوم عيد الميلاد الفاشل بهجمات عام 2001 بحد ذاته دليل على ضعف القاعدة.فيما يظهر التسجيل الجديد جانبا اخر من ضعفها وهو انها تخسر معركة العقول والقلوب في العالم الاسلامي اي شعبيتها. فعلى الرغم من عنوان الرسالة ’ من اسامة الى اوباما’ الذي يلعب على لغة السجع الا ان جمهور الرسالة الموجهة له هو العالم الاسلامي وليس القادة الغربيين او اوباما نفسه، فعودة اسامة بن لادن لفلسطين ومعاناة اهلها تعني انه يأمل بالحصول على دعم جماهيري للتنظيم الذي تراجعت شعبيته كثيرا. ويقول كيمب ان الكثير ممن تعاطفوا مع التنظيم سابقا شعروا بالخيبة بسبب الهجمات التي ادت لمقتل وإسالة دماء مسلمين في العراق والباكستان ومناطق اخرى، فمنذ 9/11 قتلت القاعدة مسلمين اكثر مما قتلت من غير المسلمين. فمن بين 3010 قتلوا بسبب هجمات القاعدة في الفترة ما بين 2004 ـ 2008 هناك 15 بالمئة من غير المسلمين وذلك بحسب تقرير لمركز مواجهة الارهاب الامريكي. جانب اخر من اهتمامات بن لادن التي تبدو في الرسالة هو استعادة المبادرة بعد ان اصبحت القاعدة مقطوعة الرأس بسبب خروجها من افغانستان ومقتل وتشرد قياداتها في العراق وايران وباكستان. ويقول الكاتب ان مجلس ادارة التنظيم الذي انتقل لايران يعيش معظم افراده تحت الاقامة الجبرية فيما تقضي قيادة القاعدة المقيمة في باكستان معظم وقتها وهي تحاول النجاة، مما يعني ان الظروف المناسبة للتخطيط والتفكير بالاهداف باتت صعبة. واضافة لمصاعب القاعدة هذه هناك التعاون الامني بين اجهزة الامن العربية والمسلمة من جانب والغربية والامريكية من جانب اخر. فأمريكا تقوم بغارات مستمرة وفي عدد من المناطق فيما تضخمت قائمة المطلوبين بعد هجمات 9/11 الى 4 الاف اسم مع انها كانت تضم 16 مطلوبا قبل الهجمات.وعلى الرغم من محاولة القاعدة في الفترة الاخيرة تنفيذ عمليات كبيرة في اليمن والسعودية وامريكا الا انها لا تقارن بهجمات مثل تلك التي دمرت بارجة كول عام 2000 وسفارتي واشنطن عام 1998 قبلها. ومن اجل تحقيق عمليات مدمرة فبن لادن ورجاله بحاجة الى قاعدة ثابتة وآمنة في افغانستان ولهذا السبب تعتبر الهجمات وملاحقة قادتها هناك وفي باكستان مهمة، خاصة ان محاولة القاعدة ايجاد موطئ قدم لها في اليمن والصومال وان كانت مهمة الا ان ظرف البلدين لا يمكن مقارنته بما كانت تتمتع به القاعدة في افغانستان.كما ان محاولات القاعدة التوصل لاتفاقات مع جماعات اسلامية في شمال افريقيا تظل قاصرة عن تحقيق اهدافها وهي النجاح بتنفيذ هجمات واسعة وكبيرة تجعلها قادرة على استعادة المبادرة.