إسرائيل لواشنطن: “مارِسوا الضغوطات لإجبار مصر على بقائنا بمحور فيلادلفيا” وقلقون من تخاف مصري تركي..

الثلاثاء 10 سبتمبر 2024 11:07 ص / بتوقيت القدس +2GMT
إسرائيل لواشنطن: “مارِسوا الضغوطات لإجبار مصر على بقائنا بمحور فيلادلفيا” وقلقون من تخاف مصري تركي..



يبدو واضحًا كالشمس أنّ عربدة دولة الاحتلال لا تعرف الحدود، لا الأخلاقيّة ولا الجغرافيّة، كما أصبح معروفًا بأنّ رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي ما زال يُعرقل صفقة التبادل مع حركة (حماس) مصرًا على إبقاء جيش احتلاله في ممّر فيلاديلفيا، رغم معارضة القوى الأمنيّة في تل أبيب، والقوى الإقليميّة وفي مُقدّمتها مصر، التي لم تُخفِ معارضتها لهذه الخطوة الاستفزازية والوقحة، علمًا أنّ القاهرة تلعب دورًا رئيسيًا في الوساطة بين الكيان وحماس من أجل التوصّل لاتفاقٍ لتبادل الأسرى بين الطرفيْن.
وفي السياق، ما يزال صدى الزيارة الأولى لرئيس الأركان المصري أحمد خليفة إلى منطقة رفح يتردد، في أوساط نظرائه في الوطن العربيّ وواشنطن والاتحاد الأوروبي، وبالطبع في إسرائيل.

وبحسب موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ، فقد اصطحب خليفة في جولته مجموعة من كبار القادة العسكريين المعنيين مباشرة بمنطقة سيناء وغزة وإسرائيل، حيث شملت الزيارة المعبر الحدوديّ المصريّ في رفح، وانتهت في ممر فيلادلفيا.
ووفقًا للموقع، النقطة اللافتة هي أنّ اسم إسرائيل لم يُذكر، ولو مرة واحدة، خلال الزيارة. فقد حرص الفريق خليفة على أنْ تكون زيارته موجهة للجنود المصريين المتمركزين عند الحدود التي تفصل بين مصر وغزة، والتي تلامس الحدود مع دولة الاحتلال في كرم أبو سالم. أمّا مهمة انتقاد إسرائيل بشدة وتسليط الضوء على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فقد أُسندت إلى كبار المعلقين الذين جلسوا في استوديوهات التلفزيون في القاهرة.
ومضى الموقع العبريّ قائلاً إنّ “القنبلة التي ألقاها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، عندما كشف عن قراره ببقاء إسرائيل في ممر فيلادلفيا، لم تمر بسلاسة في الجانب المصري. الرئيس عبد الفتاح السيسي سارع إلى زيارة تركيا، حيث التقى بالرئيس رجب طيب أردوغان، والذي سارع بدوره إلى تقديم 17 اتفاقية تعاون اقتصادي وتجاري، مع التركيز على التعاون العسكريّ”.
وأردف: “ردًا على اتهامات نتنياهو بأنّ مصر متورطة في تهريب الأسلحة عبر ممر فيلادلفيا، أصدر المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بيانًا شديد اللهجة نافيًا هذه الاتهامات. ووصف بعض المحلّلين هذه الخطوة من نتنياهو بأنّها “خطأ جسيم”، حيث قطع العلاقات التي بُنيت بحذرٍ مع الرئيس السيسي، والذي لا يملك موقفًا إيجابيًا تجاه حركة حماس، وهو ما كان يجب أنْ يُستغل في تعزيز التعاون. إلّا أنّ نتنياهو اختار أنْ يقطع كل شيء دفعة واحدة، ويهاجم مصر، ما أدى إلى تدهور العلاقات”، وفقًا للموقع العبريّ، الذي استند لمحافل وزانةٍ في تل أبيب.
علاوة على ما جاء أعلاه أوضح الموقع العبريّ أنّ “الواقع يكمن في المنتصف، فوفقًا لمعلومات محدثة، هناك نحو 20 نفقًا حُفرت بعمق تحت ممر فيلادلفيا، ولكنها لا تؤدي إلى مصر. في ظلّ هذا الوضع؛ كان ينبغي على رئيس الوزراء نتنياهو أنْ يتواصل مع مكتب الرئيس المصري ويقترح: “دعونا نعمل معًا”. لكنّه اختار إثارة قضية أنفاق فيلادلفيا الآن، متجاهلًا الفرصة الكبيرة المتاحة أمامه، ما أسفر عن خلق حالٍ من العداء في الجانب المصري الذي يطالب الآن بانسحاب الجيش الإسرائيليّ فورًا من معبر رفح وممر فيلادلفيا. حتى الخطة الأمريكيّة الجديدة ستتطلب إعلان انسحاب”.
وشدّدّ الموقع، نقلاً عن ذات المصادر، على أنّ “الرئيس السيسي ورئيس المخابرات العامّة المصرية عباس كامل، والذي يعقد اجتماعات منفصلة مع الوفود الإسرائيلية وحماس، والآن أيضًا رئيس الأركان خليفة، يتعمدون الصمت التام تجاه الجانب الإسرائيليّ. يتحدثون مع واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي. والسؤال الآن لم يعد ما إذا كان يمكن الوثوق بالجانب المصري في قضية ممر فيلادلفيا، بل ما إذا كانت إسرائيل قد فاتتها الفرصة، فهل يمكن لنتنياهو أنْ يتراجع ويتصل بمكتب الرئيس المصري ليقول: “سأزوركم وبأقصى درجات السرية” لعقد محادثة جادة؟ يبدو أنّ نتنياهو ليس في هذا المزاج الآن، لكن مصر التي ما تزال تتحدث عن أهمية السلام، لمّا تغلق الباب بعد”؛ على حد قول الموقع.
على صلةٍ بما سلف، نقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، عن مصادر سياسيّةٍ وصفتها بالرفيعة جدًا، قولها إنّ دولة الاحتلال ستتوّجه لواشنطن بطلبٍ لزيادة الضغوطات الأمريكيّة على مصر، التي ترفض حتى اللحظة مواصلة احتلال إسرائيل لمحور فيلادلفيا، مُضيفةً في الوقت عينه أنّ وفدًا رفيع المستوى في اللوبي الصهيونيّ-اليهوديّ بالولايات المُتحدّة (أيباك)، سيقوم خلال الأيّام القريبة القادمة بزيارة لإسرائيل، حيث سيجتمع إلى كبار المسؤولين الذين سيطلبون منهم تفعيل تأثيرهم في الكونغرس والبيت الأبيض للضغط على القاهرة بهدف “إجبارها” على تكثيف جهودها لإتمام صفقة التبادل، ولس حصر وظيفتها بالضغط على حركة (حماس) فقط، طبقًا للمصادر المطلعة بالكيان.
والسؤال الذي يبقى مطروحًا على الأجندة: هل القاهرة قادرةٌ على التنصّل من اتفاق السلام مع إسرائيل، والموقّع في العام 1979، في ظلّ تحوّل الكيان عالميًا إلى دولةٍ منبوذةٍ ومعزولةٍ ومُصابة بالجذام؟ علمًا أنّ دولة الاحتلال تُقِّر بأنّ السلام مع مصر ما زال مرفوضًا جدًا من قبل الشعب المصريّ على جميع شرائحه.