مخاوف من خطة مراوغة لنتنياهو قبل لقاء بايدن وسط تهديدات من نواب الليكود

الأحد 21 يوليو 2024 05:43 م / بتوقيت القدس +2GMT
مخاوف من خطة مراوغة لنتنياهو قبل لقاء بايدن وسط تهديدات من نواب الليكود



القدس المحتلة/سما/

بالرغم من الحديث الإسرائيلي في هذا الوقت عن تقدّم في مفاوضات التهدئة، مع اقتراب عقد لقاء بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد الجمود الذي أصابها خلال الفترة الماضية، إلا أن الوقائع على الأرض تشير إلى أن الأخير يتجه للمراوغة إلى ما بعد اللقاء، الذي أجلته الإدارة الأمريكية أكثر من مرة، كتعبير عن رفضها لأسلوب نتنياهو.

وقد كشفت هيثة البث الإسرائيلية عن عقد نتنياهو اجتماعاً مع فريق التفاوض حول قضية صفقة تبادل الأسرى والتهدئة، قبل رحلته إلى الولايات المتحدة.

وذكرت، نقلاً عن مصادرها، أن الجهود تبذل في إسرائيل لتأكيد الرد على الصفقة، وكشفت عن “ضغوط” تمارس على رئيس الوزراء نتنياهو للموافقة على العرض الإسرائيلي الجديد، ليحمله الوفد الإسرائيلي إلى الوسطاء، حتى قبل اللقاء المقرر مع الرئيس بايدن.

وذكرت تلك المصادر، التي وصفتها الهيئة بـ “المطلعة”، أن هناك توقّعاً بتمرير الوثيقة بداية الأسبوع، بعد التغييرات التي اقترحها الأمريكيون في صياغة الخطوط العريضة.

وكشفت أن الإدارة الأمريكية بعثت، عبر الوسطاء، رسالة إلى “حماس”، مفادها أن عليها تجاهل تصريحات نتنياهو بشأن موضوع المفاوضات، إذ إن بعضها كان مخصصاً لاحتياجات سياسية فقط.

وكانت الرسالة تشير إلى ما يعلنه نتنياهو من الانسحاب من محور فيلادلفيا الفاصل بين جنوب قطاع غزة ومصر، وكذلك منع التعهد بوقف الحرب كاملة، والعودة إلى الحرب بعد انتهاء صفقة التبادل.

وحسب الهيئة، فقد تم تسليم الرسالة في الأيام الأخيرة على خلفية تصريحات نتنياهو العديدة أيضاً بشأن معبر رفح ومحور فيلادلفيا، وحول التفتيش الأمني ​​لعبور العابرين من جنوب القطاع إلى شماله، وحول قضايا أخرى.

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال، يوم الجمعة، إن المفاوضات حول وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس” تقترب من “خط النهاية”.

وكان نتنياهو صرح بأن “تمسكنا بمحور فيلادلفيا ومعبر رفح ضروريان للاستمرار”، وقد جاء ذلك في وقت كشف فيه، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين كبار، أن هذا الإصرار على الوجود الإسرائيلي في هذه المناطق يمكن أن يُعرقل الصفقة.

وقد جاء الكشف عن هذا الأمر في وقت قال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين إنه يوجد تقدّم ملموس لإنجاز صفقة تبادل الأسرى، ونقل عنه القول: “نحن الآن في أسبوعين مصيرييْن وحاسميْن”.

وكانت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية ذكرت أن نتنياهو سيبحث مع بايدن وكبار المسؤولين في البيت الأبيض ملف الصفقة، وسيحاول حسم بعض النقاط الخلافية، في إطار سعيه لنقل الوساطة كاملة إلى واشنطن.

ويدور الحديث في إسرائيل، حسب الصحيفة، عن أن الخلافات مع حركة “حماس” لم تحل كاملة، لكن مع وجود تقدّم في ما يتعلق بمحور فيلادلفيا.

وترفض حركة “حماس” بقاء أي قوات إسرائيلية على طول الحدود، كما ترفض سيطرة إسرائيل على معبر رفح، وهو أمر تتبنّاه مصر.

ورغم هذا الحديث الإسرائيلي عن التقدم، إلا أن حركة “حماس”، على لسان القيادي أسامة حمدان، قالت: “حتى الآن لم يقل نتنياهو نعم لأي جهد أظهره الوسطاء”، لافتاً إلى أن “حماس” نقلت للوسطاء موافقة جميع الفصائل.

وأكد حمدان، في تصريحات لقناة “الجزيرة”، أن الحركة لم تسمع أي شيء جديد من الوسطاء، وقال: “العائق الأكبر هو عناد نتنياهو وموقفه”.

وأضاف، وهو يهاجم نتنياهو: “في كل مرة يجد ذريعة لإخراج المفاوضات عن مسارها”، وتابع: “جميع الأطراف المعنية بالأمر مقتنعة بأن الحكومة الإسرائيلية، برئاسة نتنياهو، لا تريد وقف إراقة الدماء، بل تريد مواصلة الجرائم التي تخدم مشاريعها الاستيطانية”.

ويخشى في هذا الوقت أن تكون التسريبات الإسرائيلية عبارة عن خطة ينتهجها نتنياهو لتمرير زيارته إلى واشنطن، وتجنّب لوم بايدن له لعدم إنجاز صفقة التهدئة حتى اللحظة، واستمراره في المماطلة في قبول مقترح بايدن الذي قدم قبل أكثر من شهرين.

وكانت الرئاسة الفلسطينية، واستباقاً لأي ترتيبات أمريكية إسرائيلية بشأن غزة، خلال لقاء بايدن– نتنياهو، أعلنت، على لسان الناطق باسمها نبيل أبو ردينة، أن الشعب الفلسطيني وقيادته، الممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، “هي صاحبة الحق الوحيد بتقرير مصير شعبنا وأرضنا”.

وقال: “لن تكون هناك شرعية لأي أحد على قطاع غزة أو الضفة الغربية أو القدس، لا للاحتلال ولا لغيره، ولا شرعية لأي خطوة على الأرض الفلسطينية لم يقبل بها شعبنا وقيادته وليس أحد سواهم”.

وأكد أن الأنباء المسربة التي تشير إلى أن واشنطن تناقش خططاً حول مستقبل قطاع غزة مع بعض الأطراف “لن يكون لها أي شرعية، ولن يقبل بها الشعب الفلسطيني”.

وقال: “الأولوية الآن هي وقف العدوان الإسرائيلي والمجازر التي يتعرض لها شعبنا، وليس الحديث عن اليوم التالي للحرب فقط”.

وأكد أن وجود الاحتلال في قطاع غزة هو “غير شرعي وغير قانوني”، كما هو الحال في الضفة الغربية، وأضاف: “دولة فلسطين هي صاحبة الولاية على كامل الأرض الفلسطينية المحتلة في قطاع غزة والضفة، بما فيها القدس”.

وانتقد، في ذات الوقت، “الانحياز الأعمى” غير المبرر من الإدارة الأمريكية لإسرائيل، وقال إنه لولاه “لما استطاع الاحتلال مواصلة عدوانه وجرائمه بحق شعبنا وأرضنا، وتماديه على الشرعية الدولية”.

نواب في الليكود يهددون نتنياهو: الموافقة ستفكك الائتلاف
في غضون ذلك، أفاد موقع القناة 12 العبرية، مساء أمس السبت، أن ثمانية نواب من حزب الليكود وجهوا رسالة إلى نتنياهو، حددوا له من خلالها "الخطوط الحمراء" بشأن الصفقة، وهددوا بأن المصادقة على مقترح الصفقة الحالي سيؤدي إلى تفكك الائتلاف.

وأشار النواب عميت هليفي وحانوخ ميلبيتسكي ودان إيلوز وموشيه سعدة وأريك كلينر وشالوم دانينو وتالي غوتليب ونيسيم فاتوري إلى أهمية إعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة إلى منازلهم، لكنهم أكدوا أن "الطريقة الوحيدة الفعّالة لإعادة المختطفين هي إخضاع حماس عسكرياً". وبحسب رسالتهم، فإن هذه هي الطريقة التي ستطلق فيها حركة حماس سراح المحتجزين في إطار وقف لإطلاق النار، كما حدث في الصفقة الأولى.

وأوضحوا معارضتهم خطة إطلاق سراح المحتجزين على دفعات، وبالمقابل، دعمهم إطلاق سراحهم جميعاً دفعة واحدة: "إن أي اتفاق لا يتضمن عودة جميع المختطفين دفعة واحدة، وليس على مراحل، يحكم بالإعدام على من تبقّى من المختطفين الأحياء. لذلك، في كل الأحوال، لا ينبغي على الإطلاق قبول أي اتفاق لا يتضمن العودة الكاملة لجميع المختطفين".

وأعرب أعضاء الكنيست الثمانية عن معارضتهم الشديدة انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من المحاور المركزية باعتباره جزءاً من الصفقة: "إن اتفاقاً يتضمن انسحاب قواتنا من محاور السيطرة في قطاع غزة سيكون في الواقع هزيمة مطلقة لإسرائيل، لأنه سيؤدي حتماً إلى استعادة قدرات العدو العسكرية والسلطوية، وعودته إلى مواقع الهجوم على سكان غلاف غزة وجميع أنحاء البلاد".

كما اعتبروا أن أي اتفاق يشمل "عودة العدو إلى شمال قطاع غزة سيعني عملياً انتهاء الحرب. وسيؤدي إلى عودة إطلاق الصواريخ على سيديروت ومناطق الغلاف، وسيلغي فعلياً الإنجازات التي حققها جنودنا". وكتبوا في رسالتهم أن "اتفاقاً يتضمن تغييراً ما بشأن السيطرة الكاملة والمطلقة للجنود الإسرائيليين على معبر رفح ومحور فيلاديلفيا، من كرم أبو سالم وصولاً إلى البحر، سيؤدي حتماً إلى المذبحة القادمة".

واختتموا الرسالة بتهديد صريح: "بالنسبة لنا، تشكّل هذه المبادئ .. خطوطاً حمراء واضحة لائتلافنا (الحاكم). لقد اختيرت للحفاظ على هوية إسرائيل وأمنها، ولذلك لا يمكننا تجاوزها". في غضون ذلك، تواصلت في تل ابيب ومناطق أخرى الاحتجاجات الإسرائيلية المؤيدة لإبرام صفقة مع حركة حماس لإعادة المحتجزين الاسرائيليين، كما من المتوقع تنظيم تظاهرات في الولايات المتحدة من قبل جهات يهودية بالتزامن مع زيارة نتنياهو.