كيف قطعت "يافا" الحوثية نحو ألفي كم وتسللت إلى قرب السفارة الأمريكية في تل أبيب؟

الجمعة 19 يوليو 2024 03:46 م / بتوقيت القدس +2GMT
كيف قطعت "يافا" الحوثية نحو ألفي كم وتسللت إلى قرب السفارة الأمريكية في تل أبيب؟



القدس المحتلة/سما/

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه فتح تحقيقا في قطع مسيرة "يافا" الحوثية التي انفجرت قرب السفارة الأمريكية في تل أبيب، فكيف قطعت المسيرة نحو ألفي كلم على مدار 10 ساعات؟

وقال موقع Ynet إنه بعد التفتيش الأولي الذي أجراه الجيش الإسرائيلي لهجوم المسيرة، اعترف الجيش بأن "هذا حادث سيئ لا ينبغي أن يحدث، ويتحمل سلاح الجو المسؤولية الكاملة عن الحادث باعتباره المدافع عن سماء البلاد".

ووفقا للجيش الإسرائيلي، تم اكتشاف الهدف بعد فوات الأوان وشاهدت أنظمة الكشف الهدف في جزء من مسار الرحلة، ولكن بسبب خطأ بشري لم تتحرك ضده ولم يتم إسقاطه، مؤكدا أنه "لا توجد معلومات استخبارية عن وجود نية لإلحاق الضرر بالسفارة الأمريكية".

وأضاف: "سيكون هناك تقييم آخر للوضع في وقت لاحق هذا الصباح. نحن في حرب طويلة والدفاع الجوي ليس محكما. وإلى جانب حقيقة أننا نجحنا في إسقاط هدف من الشرق، فإننا نحقق في هذا الحدث".

وكشف "أننا شاهدنا آثار طائرات مسيرة حاولت تضليلنا وغيرت اتجاه الطيران خلال الرحلة"، معلنا أنه قام بتعزيز نظام الدفاع الجوي، مبينا أنه لا توجد طائرات بدون طيار إضافية في طريقها إلى إسرائيل.

واصطدمت المسيرة بشقة في تل أبيب في الساعة 3:12 صباحا بالتوقيت المحلي، بعد أن جاءت على ما يبدو من الجنوب، وهي طائرة بدون طيار من نوع كبير ومداها طويل وتطير لساعات طويلة.

وانفجرت المسيرة في شارع بن يهودا عند زاوية شالوم عليخم في تل أبيب، وتم العثور على جثة رجل في مبنى مجاور، وبحسب الشرطة، أصيب 10 بجروح طفيفة - بعضهم أصيب بشظايا وآخرون انهاروا من الصدمة.

مسيرة الحوثيين هاجمت تل أبيب من البحر ولم يُرصد مسارها كلّه

دلّ التحقيق الأولي الذي أجراه الجيش الإسرائيلي أن المسيرة التي أطلقها الحوثيون وانفجرت في وسط تل أبيب، وقرب السفارة الأميركية، الليلة الماضية، وأسفرت عن مقتل شخص وإصابة آخرين، لم تُعترض بادعاء أنها لم ترصد كهدف معاد. لكن تبين من مقطع فيديو جديد نُشر ظهر اليوم، الجمعة، أن المسيرة دخلت إلى تل أبيب من جهة البحر وهي جهة غير متوقعة بالنسبة للدفاعات الجوية الإسرائيلية.

ويعزو الجيش الإسرائيلي تحقيق مسيرة الحوثيين إصابة مباشرة بانفجارها على مبنى في تل أبيب أنه ناجم عن تضليل نفذه الحوثيون، أو ربما ميليشيا أخرى في العراق، بإطلاق مسيرة بالتزامن، أسقطتها طائرات حربية إسرائيلية في شرق إسرائيل وقبل أن تصل إلى المجال الجوي الإسرائيلي.

ولأنه لم ترصد مسيرة الحوثيين القادمة من جهة البحر أنها "معادية"، وعلى إثر إسقاط المسيرة القادمة من جهة الشرق، فإنه لم يتم إطلاق صافرات الإنذار في تل أبيب ومنطقتها.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، إن مسيرة الحوثيين من طراز "صماد 3" وحجمها كبير نسبيا، وأنها انطلقت من اليمين.


وحلقت المسيرة لساعات طويلة على ارتفاع منخفض. وأشار المحلل العسكري في موقع "واينت" الإلكتروني، رون بن يشاي، إلى أن منظومة الإنذار والمراقبة الجوية في سلاح الجو الإسرائيلي رصدت مسار مسيرة الحوثيين في عدة مقاطع من مسارها، وعدم رصدها أنها "معادية" ناجم عن "تحليقها باتجاه بدا للشخص المناوب في منظومة المراقبة الجوية أن المسيرة ليست متجهة نحو دولة إسرائيل أو تشكل خطرا عليها".


وأضاف بن يشاي أن المسيرة واصلت مسارها "واختفت عن شاشات الرادارات، وربما أنها حلقت فوق مصر وخليج السويس. ويرجح أنه في المقطع الأخير من مسارها حلقت على ارتفاع منخفض جدا فوق البحر، وفي هذه الأثناء حوّلت مسارها بين حين وآخر كي تستغل ’نقاط ميتة’ لا ترصدها الرادارات الإسرائيلية والسفن الأميركية".

من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن استهداف المسيرة لتل أبيب "يعكس مرحلة جديدة في الحرب بين إسرائيل وأعدائها منذ 7 أكتوبر، والآخذة بالتحول إلى حرب إقليمية ومتعددة الجبهات".

وأشار إلى أن تل أبيب ومنطقتها تعرضت لإطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة في بداية الحرب، وتقلص ذلك في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي البري للقطاع. وحزب الله، كي يمتنع عن حرب شاملة، لم يهاجم أهدافا تقع جنوب بحيرة طبرية، بينما ركز الحوثيون هجماتهم على منطقة إيلات.

وحسب هرئيل، فإن "إسرائيل بإمكانها، مبدئيا، ضرب أهداف حوثية من الجو. والسؤال هو ما هي القيمة المضافة لخطوات كهذه من جانبها، بعد الهجمات الغربية. كما أن على إسرائيل توزيع مواردها القتالية على مناطق أخرى، التي تبدو بعضها أنها ملحة أكثر، وهي حماس وأكثر منها إمكانية تطور حرب شاملة مع حزب الله، ومن خلفه إيران ومجموعة ميليشيات شيعية في العراق وسورية".

وذكر المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي، دورون كادوش، أن 7 إسرائيليين قُتلوا في منطقة الشمال من جراء إطلاق حزب الله طائرات مسيرة، من أصل 30 قتيلا في هذه المنطقة، إضافة إلى القتيل في تل أبيب إثر انفجار مسيرة الحوثيين في تل أبيب اليوم.

وصباح اليوم الجمعة، وأعلنت حركة "أنصار الله" اليمنية أنها "ضربت هدفا مهما في تل أبيب بطائرة مسيرة جديدة تحمل اسم "يافا" قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية ولا تستطيع الرادارات اكتشافها".

وقد نشرت وسائل إعلامية إسرائيلية صورا فيديوهات من موقع الحادث تظهر دمارا كبيرا.