"إسرائيل" تدرس الرد على الحوثيين في الأراضي اليمنية

الجمعة 19 يوليو 2024 03:39 م / بتوقيت القدس +2GMT
"إسرائيل" تدرس الرد على الحوثيين في الأراضي اليمنية



القدس المحتلة/سما/

أجرى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، مشاورات أمنية بمشاركة رؤساء المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حول مقتل إسرائيلي وإصابة ثمانية آخرين جراء انفجار طائرة مسيّرة بمدينة تل أبيب، ليل الخميس الجمعة، في هجوم تبنته جماعة الحوثيين في اليمن، وهو الأول من نوعه الذي تنفذه الجماعة على هدف في المدينة.

ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم "سيكون هناك رد على إطلاق المُسيّرة الإيرانية من الحوثيين. الرد سيأتي. إمكانية العمل على الأراضي اليمنية مطروحة على الطاولة ولا يمكن استبعاد أن تتم هناك".

وتشير التقديرات الإسرائيلية الحالية، أن هدف الهجوم كان سفارة الولايات المتحدة، رغم الحديث في وقت سابق اليوم بأنه لا معلومات استخبارية تدل على ذلك. وقال مسؤولون إسرائيليون تحدّثوا لموقع واينت العبري دون تسميتهم: "يتم فحص هذا الأمر، لكن يبدو أنها (المُسيّرة) لم تسقط هناك (قرب مكتب للسفارة) صدفة. يبدو أن هذا كان هدفهم".

جماعة الحوثيين: سنصل إلى عمق العدو
وصباح اليوم الجمعة، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين  العميد يحيى سريع، إن الجماعة نفذت "عملية عسكرية نوعية في تل أبيب بطائرة مسيّرة جديدة اسمها (يافا)، قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية للعدو ولا تستطيع الرادارات اكتشافها". وأكد أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وقال سريع في كلمة بثتها قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين: "نعلن أن مدينة يافا المحتلة منطقة غير آمنة وهدف أساسي في مرمى أسلحتنا، وسنركز على استهداف جبهة العدو الصهيوني الداخلية والوصول إلى العمق"، لافتاً إلى أن الجماعة "تمتلك بنكاً للأهداف في فلسطين المحتلة، منها الأهداف العسكرية والأمنية الحساسة، وسنمضي في ضرب تلك الأهداف رداً على مجازر العدو وجرائمه اليومية في قطاع غزّة". وعاود تأكيد أن عمليات الحوثيين "لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة".


من جهته، قال مسؤول عسكري إسرائيلي، الجمعة، إن مسيّرة "كبيرة جداً" استخدمت في الهجوم، مشدداً على أن "خطأ بشرياً" وراء عدم اعتراض المسيّرة. وأضاف المسؤول للصحافيين إن "مسيّرة كبيرة جداً يمكنها التحليق لمسافات طويلة" استخدمت في الهجوم، مشدداً على أنها "اصطدمت بمبنى سكني، ولم تكن مسيّرة يمكن شراؤها" عبر الإنترنت، وفقاً لـ"فرانس برس".

وفي السياق، يرى الصحافي والكاتب الإسرائيلي بن كسبيت، في مقال نشره في صحيفة "معاريف" اليوم، أن قدرة سلاح الجو الإسرائيلي على توفير حماية من تهديد المسيّرات منخفضة جداً، مقارنة بقدراته في مجال الصواريخ والقذائف الصاروخية.


وأضاف: "في هذا المجال ضُبطنا في حالة ضعف، وفي تقديري سيتم حل هذه المشكلة في الفترة القريبة من خلال الصناعات الأمنية، ولكن على أي حال، لم يكن أبداً ولن يكون أي غطاء محكماً للغاية، ولن يكون أي حل مطلقاً". لكن "المشكلة الأصعب بالنسبة لإسرائيل في هذه الأوقات"، كما يراها بن كسبيت، "ليست حقيقة عدم امتلاكها حماية ناجعة ضد المُسيّرات، ولكن حقيقة افتقادها الردع. الردع الإسرائيلي قد انهار".

ولفت الكاتب إلى أن المدة التي استغرقتها رحلة المُسيّرة التي أطلقها الحوثيون وانفجرت في تل أبيب، تتراوح بين عشر و11 ساعة، "وهذا هو بالضبط الوقت المتوقع لرحلة طائرة جناح صهيون، المنتظر أن تنطلق بعد يومين إلى واشنطن (في إشارة إلى زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة). رحلتان متعاكستان في الاتجاه والأهداف، وكلتاهما تشغلان نتنياهو جداً، وكذلك الجمهور الإسرائيلي والشرق الأوسط برمته".


من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، أن استهداف مسيّرة "يافا" تل أبيب، هو مؤشّر على "مرحلة جديدة من الحرب الدائرة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) بين إسرائيل وأعدائها، والتي تسير نحو ارتداء ثوب حرب إقليمية متعددة الجبهات". وأوضح هارئيل: "لقد كانت تل أبيب ومنطقتها هدفاً لإطلاق صواريخ كثيرة من حركة حماس في غزّة، في بدايات الحرب، ولكن مع دخول (اجتياح) الجيش الإسرائيلي إلى القطاع، تراجع ذلك التهديد على مركز البلاد كثيراً، كما أن حزب الله الذي يمتنع حتى الآن عن حرب كاملة، لم يهاجم مناطق تتجاوز جنوب بحيرة طبريا. والحوثيون في اليمن ركّزوا حتى اليوم على محاولات استهداف منطقة إيلات".


واعتبر أن "دماء سكان تل أبيب ليست أغلى من دماء سكان كريات شمونة والكيبوتسات (المستوطنات) على الحدود الشمالية، الذين يواجهون هجمات الصواريخ والطائرات المسيّرة يومياً (تم إخلاء معظم المستوطنات من سكانها في بداية الحرب نظراً للتهديدات)، إلى جانب جنود الجيش الإسرائيلي هناك". لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن "الاستهداف الاستثنائي لمركز البلاد"، لاقى اهتماماً إعلامياً مثيراً وباتت تُسمع طلبات متزايدة في الشبكات الاجتماعية واستوديوهات القنوات التلفزيونية الإسرائيلية، "لإعلان الحرب على من يقف وراء إطلاق المسيّرة القاتلة، وإطاحة رؤوس المسؤولين (الإسرائيليين) عن الخلل في منظومة الدفاع الجوي التي لم تُفعّل".

ومن حيث المبدأ، تستطيع دولة الاحتلال الإسرائيلي، في نظر الكاتب، ضرب الأهداف الحوثية من الجو، لكن "السؤال، ما هي القيمة المضافة من تحركات كهذه من جانبها بعد الهجمات؟ تحتاج إسرائيل أيضاً إلى توزيع مواردها القتالية على جبهات أخرى، والتي يبدو بعضها حالياً أكثر إلحاحاً: الحرب مع حماس، والأكثر من ذلك احتمال نشوب حرب شاملة مع حزب الله، ومن خلفه إيران ومجموعة من المليشيات الشيعية في العراق وسورية".


ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تشن جماعة الحوثيين عمليات استهداف لسفن مرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي أو متجهة إلى موانئه عن طريق البحر الأحمر، وذلك رداً على الحرب في قطاع غزّة. ولاحقاً أضافت الجماعة سفن بريطانيا والولايات المتحدة إلى قائمة الاستهداف بعد شن الدولتين ضربات على مواقع في اليمن، ضمن تحالف دولي شُكل "لحماية الملاحة الدولية".