مركز دراسات: الحرب على غزة تدفع روسيا ببطء نحو “محور المقاومة”

الثلاثاء 16 يوليو 2024 05:21 م / بتوقيت القدس +2GMT
مركز دراسات: الحرب على غزة تدفع روسيا ببطء نحو “محور المقاومة”



غزة/سما/

تطرقت ورقة علمية صدرت عن مركز الزيتونة للدراسات، إلى الاستراتيجية الروسية تجاه الحرب على غزة، وذكرت أن الحرب تدفع روسيا ببطء نحو “محور المقاومة”، خصوصاً مع انحياز إسرائيل للمعسكر الغربي في حرب أوكرانيا.

وذكرت الورقة التي أعدها الدكتور وليد عبد الحي، أن روسيا أدركت ضرورة بناء استراتيجيتها نحو الشرق الأوسط لمواجهة التخطيط الغربي الساعي لمتابعة التفكك السوفييتي باتجاه مزيد من التفكك في الاتحاد الروسي، وخصوصاً من خلال تحريك النزعات الانفصالية داخله، لا سيما وأن روسيا تضم 22 جمهورية و89 كياناً اتحادياً، وتشكل أقلياتها 19% من السكان.

وأوضحت أن روسيا تنظر لإيران من زاويتين، الأول أنها حليفها الأقوى في المنطقة، ولكنها مركز “محور المقاومة”.

وأشارت إلى أن معركة “طوفان الأقصى” وضعت العلاقة الروسية الإيرانية أمام اختبار بخصوص درجة اتساق العلاقة الروسية الإيرانية، وذكرت أن الرد الروسي على الهجمات الإسرائيلية على سورية ما زال قاصراً، وقالت “لكن ذلك لا ينفي أن هذه السياسة الإسرائيلية تعمق التباعد في العلاقات الروسية الإسرائيلية، وتدفع روسيا ببطء نحو محور المقاومة، خصوصاً مع انحياز إسرائيل للمعسكر الغربي في حرب أوكرانيا”.

وأوضحت الورقة أن روسيا خشت من انعكاس حرب غزة على استقرارها الاجتماعي، حيث حصلت اضطرابات في داغستان الإسلامية ضدّ قدوم يهود مهاجرين من إسرائيل بعد أيام من الحرب.

وأشارت إلى أن أغلب اليهود في إسرائيل ممن هاجروا من الاتحاد السوفييتي، ينتمون إلى كل من روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا، حيث تخشى روسيا أن تنعكس خلافات هذه الدول على استقرارها الداخلي.

وأوضحت أن الحرب أدت إلى تحويل بعض المساعدات الأمريكية والغربية من أوكرانيا لإسرائيل، مما خفَّف الضغط على روسيا.

كما ذكرت أن الموقف الإسرائيلي المنحاز لأوكرانيا، دفع نحو توجُّهٍ روسيٍ للتقارب مع حماس، وتوظيفه لتعميق وتحسين القبول الروسي في الدول الإسلامية والعالم الثالث، ولتقليص الفجوة مع التيارات الإسلامية حول التدخل الروسي في سورية سنة 2015، وتعزز ذلك باستضافة روسيا وفداً من حماس في 26 أكتوبر الماضي، وبعدها تم الإفراج عن 3 محتجزين روس من أصل 6، كما استضافت وفداً آخر يوم 24 يونيو الماضي.

وأشارت الورقة إلى أن الحرب الأوكرانية أجبرت إسرائيل على ضرورة اتخاذ موقف محدد، وهو ما فعلته بإدانة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وهو ما جعل روسيا “أقل حماساً لترميم العلاقة مع إسرائيل بعد انفجار الطوفان”.

وتطرقت الورقة إلى موقف الرأي العام الروسي من الطوفان وتداعياته، حيث يتضح في نتائج استطلاع رأي عام روسي أجراه مركز لافادا في 25 أكتوبر من العام الماضي، أن 88% من الروس يتابعون تطورات الطوفان مقابل 86% يتابعون أوكرانيا.

وأشار إلى أن 66% من الروس يتخذون موقفاً محايداً تجاه الحرب، وأن 21% يتعاطفون مع فلسطين مقابل 6% مع إسرائيل، وأن كبار السن الروس أكثر تعاطفاً مع فلسطين، بمعدل 4 أضعاف الشباب تقريباً، خلافاً للواقع في الغرب.

وحسب الورقة فقد ذكرت أن الديبلوماسية الروسية أقرب لموقف “محور المقاومة” في التصويت على القرارات الدولية في أجهزة الأمم المتحدة، أما في موقفها من قرارات المحكمة الجنائية (التي أصدرت حكماً على فلاديمير بوتين كالذي أصدرته ضدّ رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير جيشه الحالي)، فإنها لا تتبنى مواقف المحكمة، خصوصاً وأنها ليست طرفاً في نظام روما المؤسس لهذه المحكمة.

أما مع محكمة العدل الدولية (دعوى الإبادة الجماعية ضدّ إسرائيل) فإن الموقف الروسي هو تأييد أن “المحكمة اعترفت مبدئياً بمسألة الإبادة الجماعية للفلسطينيين، وهذا يؤكد ضرورة وقف العنف فوراً”.