رام الله / سما / نفت حركة فتح بشكل قاطع أن تكون هناك ترتيبات لعقد لقاء بين الرئيس محمود عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، قبل أن توقع حماس على ورقة المصالحة، وذلك خلافاً لتصريحات وزير الخارجية الكويتي الذي توقع عقد لقاء بين الرجلين خلال 10أيام، فيما أكدت حماس وجود جهد كويتي للمصالحة. وأكد عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتحأن أبو مازن لن يعقد أي لقاء مع مشعل ’قبل أن توقع حركة حماس على ورقة المصالحة المصرية’. وأشار الأحمد في تصريحات لصحيفة القدس العربي إلى أن هذا القرار لا رجعة عنه، وأضاف ’أي لقاءات بين الرئيس أبو مازن وقادة حماس مرتبطة بتوقيعهم على ورقة المصالحة التي قدمتها مصر، ووافقت عليها فتح’. وسبق أن أعلن ليل السبت الرئيس عباس أمام المجلس الثوري أنه لا لقاء مع قيادة حماس قبل أن يوقعوا الورقة المصرية، وقال ’ننتظر أي وقت تحب حماس أن توقع فيه على الورقة المصرية، وبعد ساعة أو نصف ساعة أو ربع ساعة يكون هناك لقاء معهم، ولكن قبل ذلك لا’، مشترطاً أن يكون التوقيع في مصر. واتهم الأحمد في سياق حديثه حماس بـ’التهرب من المصالحة، رغبة منها في إبقاء الانقسام الفلسطيني’. وفي السياق أكد الأحمد بقاء الجهد المصري الهادف إلى إنهاء الانقسام، وقال ان مصر لم تبلغ الفصائل الفلسطينية تجميد اتصالاتها الهادفة للوصول الاتفاق، على خلفية مقتل الجندي المصري أحمد شعبان خلال صدامات وقعت على حدود مصر مع غزة قبل أسبوعين. وكانت تقارير تحدثت أن مصر جمدت اتصالاتها ووساطتها في ملفي المصالحة وتبادل الأسرى، بسبب خلافاتها مع حماس في حادثة مقتل الجندي المصري. وأكد الأحمد وهو مسؤول ملف الحوار مع القوى الفلسطينية أن مصر ’لا تزال وستبقى’ راعية للحوار الفلسطيني الداخلي، وقال ان جولة وفد حماس الأخيرة لعدد من الدول العربية ’لا علاقة لها بملف المصالحة’، مشيراً إلى أن هدف حماس من ورائها كان ’تبييض صورتها أمام العرب، بسبب ارتباطها بالمشروع الإيراني’. وقال الأحمد ان صورة حماس في دول الخليج العربي عدا قطر ’مشوهة بسبب التقارب مع إيران’.وجاءت تصريحات الأحمد تعقيباً على تصريحات صحفية لوزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح توقع خلالها عقد لقاء ’في المدى القصير’ بين أبو مازن ومشعل، لتوقيع المصالحة. وقال ان اللقاء والتوقيع بين الرجلين على الحل سيكون على ’أسس الورقة التي تم التوافق عليها في القاهرة، وحين سئل عن موعد اللقاء، قال ’في اقرب وقت’، وتوقع أن يتم في غضون عشرة أيام. يشار إلى أن كلا من الرئيس عباس وخالد مشعل قاما الأسبوع المنصرم بزيارة منفردة كل على حدة للكويت ضمن جولة عربية شملت عدة أقطار للرجلين، وقال الرجلان انه تم التباحث خلال جولتهما في سبل إنهاء الانقسام الفلسطيني. لكن رغم نفي فتح وجود أي وساطات عربية غير مصر لإنهاء الانقسام، تحدثت حركة حماس عن وجود ’جهد كويتي للمصالحة’. وقال الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي كشف عن الجهد الكويتي ان ’الوقت سابق لأوانه للحديث عن نتائج’. وأشار إلى أن الأمر ’يحتاج إلى أيام لرؤية النتيجة’، لافتاً إلى أن الجهد الكويتي لا يطرح جديداً لكنه يسعى إلى المساهمة في عملية المصالحة. وأكد أبو مرزوق أن حماس تدعم أي حراك أو جهد عربي تجاه تحقيق المصالحة الفلسطينية، لكنه انتقد في ذات الوقت حركة فتح وقال أنها هي من ترفض المصالحة. وعقب أبو مرزوق على تصريحات الوزير الكويتي بالقول ’لا أستطيع الحديث بنعم أو بلا حول الموضوع’. وعلقت الجهود المصرية الرامية لإبرام اتفاق صلح بين الطرفين، في أعقاب طرح القاهرة ورقة مصالحة، تقوم على عدة بنود منها إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية فلسطينية في منتصف 2010، وإعادة ترتيب الأجهزة بإشراف عربي تتزعمه مصر، وإجراء انتخابات لمنظمة التحرير، ووقعت حركة فتح على الورقة، لكن حركة حماس قالت ان لها ملاحظات طالبت بتضمينها في الورقة قبل التوقيع عليها، غير أن مصر وفتح ترفضان أي إضافة. وفي هذا الشأن جدد خليل الحية عضو المكتب السياسي لحماس رفض حركته التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة بالصيغة المطروحة حاليا، موضحا في تصريح صحفي أن التوقيع دون إجراء تعديلات هو بمثابة ’سيف يشهر في وجه حركة حماس كي تقبل بكل ما تريده حركة فتح’. وكانت مصادر كشفت في وقت سابق عن جهود وترتيبات لعقد لقاء بين كل من عباس ومشعل خلال زيارة الأول المرتقبة إلى سورية، لكن حركة فتح نفت الأمر، وقالت وقتها حركة حماس على لسان مشعل انها لا تمانع في عقد اللقاء، واتهم فتح بوضع الشروط. وكان خالد مشعل دعا أبو مازن لعقد لقاء ثنائي من أجل معالجة ’الاختلافات البسيطة’ لتوقيع اتفاق المصالحة، وهو أمر رفضته فتح، وقالت ان حماس ’تمارس عملية خداع كبرى لتضليل الرأي العام الفلسطيني والعربي والإسلامي، بشأن موقفها الرافض لتوقيع ورقة المصالحة المصرية’. وفي ذات الشأن أكد حزب الشعب الفلسطيني أن أقصر الطرق لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية يتمثل بتوقيع وثيقة المصالحة المصرية. وأكد وليد العوض عضو المكتب السياسي للحزب أن ورقة المصالحة ’جاءت حصيلة حوار الفصائل الفلسطينية الجماعية منها والثنائية’، وأكد أن التردد في الإقدام على هذه الخطوة ومحاولة الهروب إلى الأمام ’سيزيد الأمور تعقيدا ولن يحقق المصالحة الوطنية التي ينشدها شعبنا’، ولفت إلى أن رفض التوقيع ’سيفسر كمراوغة وإهدار للوقت الذي يدفع خلاله الشعب الفلسطيني ثمنا باهظا من مشروعه الوطني والاجتماعي’. ومن جهته أكد الدكتور ياسر الوادية عضو وفد تجمع الشخصيات المستقلة الذي يشارك في حوار القاهرة أن القمة العربية المزمع عقدها في شهر اذار (مارس) المقبل في ليبيا ستعطي دفعة قوية نحو انطلاقة المصالحة الفلسطينية التي ترعاها مصر. وقال الوادية في تصريح صحفي أن الزيارات بين بعض الدول العربية والجولات التي يقوم بها الرئيس محمود عباس للعديد من الدول العربية، إضافة للقاءات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وبعض القيادات الأخرى للدول العربية تشير إلى أن القمة العربية ’ستعطي دفعة قوية نحو انطلاقة المصالحة الفلسطينية’. وأشار إلى أن الزعماء العرب سيكونون أمام اختبار حقيقي يتطلب إجابة عملية حول الوضع الفلسطيني وآثاره على القضية الفلسطينية. وطالب الفصائل الفلسطينية بالتجاوب مع الجهد العربي لإتمام المصالحة الفلسطينية والمتمثل بالجهود المصرية، خاصة وأن العرب أعطوا التفويض الكامل للشقيقة مصر بإتمام المصالحة.وأشار إلى أن الجهود المصرية ستتواصل ولن تتوقف، من أجل إتمام المصالحة الفلسطينية، وقال ’لا بديل عن مصر إلا مصر’.