القاهرة / سما / اكد الرئيس المصري محمد حسني مبارك، أن تأخير المصالحة الفلسطينية سيؤدي إلى تأخير حل القضية وزيادة المستوطنات، وتفاقم معاناة الشعب الفلسطيني، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة.معتبرا أن الانقسام الحالي في الصف الفلسطيني، لا يخدم سوى إسرائيل. وشدد مبارك خلال افتتاح ميناء الصيد ببرج البرلس في محافظة كفر الشيخ اليوم, على أن مصر لا تفرض شيئا على أحد، وأن الفلسطينيين هم الذين صاغوا ورقة المصالحة، وأن ما يتردد عن أن مصر أدخلت تغييرات على ما اتفقت عليه فتح وحماس هو كذب في كذب، وإنهم وافقوا جميعا على ما جاء في هذه الورقة، وتمت الموافقة على مطلب حماس بإرجاء موعد الانتخابات من يناير إلى يونيو القادم. وحول الأنفاق على الحدود مع قطاع غزة، قال الرئيس المصري": إن تلك الأنفاق تلحق بمصر أضرارا بالغة على أكثر من مستوى من أهمها المستوى الأمني، حيث كانت سببا في تفجيرات شرم الشيخ وطابا، بالإضافة إلى خطورة عمليات التهريب، وتهريب الأسلحة."وأعرب عن حزنه من التجاوزات التي صدرت من غزة على الحدود مع مصر، وأشار إلى أنه حزن كثيرا على الجندي المصري أحمد شعبان الذي استشهد مؤخرا خلال مهمته الوطنية على الحدود. وتابع": أن تلك الأنفاق قد تحولت إلى مصدر للتجارة من الجانب الفلسطيني، وما يهمنا نحن في مصر هو أننا نفتح معبر رفح لدخول الأفراد، فيما تصل المساعدات والاحتياجات الأخرى عبر معابر أخرى، والهدف في النهاية تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى "أن مصر لا يمكن أن تمنع دخول شيء من الاحتياجات اليومية للشعب الفلسطيني من غذاء ودواء". ورفض مبارك توجيه الاتهامات لمصر في الوقت الذي لا يجرؤ أحد على الذهاب إلى المعابر الستة الأخرى بين غزة والضفة الغربية والتي تسيطر عليها إسرائيل, مضيفا إن بلاده أكبر دولة تضحي من أجل القضية الفلسطينية، وقدمت نحو 120 ألف شهيد من أبنائها، وأنها ستواصل جهدها الداعم للحقوق الفلسطينية المشروعة. وحول تجاه عملية السلام وجهود استئناف المفاوضات اوضح الرئيس مبارك أن مصر قدمت بعض المقترحات لاستئناف المفاوضات، وأن مصر أرسلت وفدا إلى واشنطن بتلك المقترحات، حيث تدرسها الإدارة الأمريكية حاليا، وشدد على أن السلام يحتاج إلى صبر ومثابرة لأن البديل هو الحرب. وأكد الرئيس مبارك أن مصر تساعد بالطرق السلمية، مشيرا إلى أنه لولا الحروب التي خاضتها مصر لكانت الآن من أكبر الدول المتقدمة في المنطقة، وقال "إن مصر استعادت أرضها بالكامل، وخضنا طريق السلام، ونساعد على إقراره، وأنه لن يتمكن أحد من استفزاز مصر للدخول في حرب جديدة، ولكنها ستخوض فقط هذه الحرب في حالة الاعتداء على أراضيها، فالأرض هي العرض."