قالت جامعة كولومبيا الأمريكية، الأربعاء، إنها ستنظر في "خيارات بديلة" حال فشل المفاوضات مع الطلاب المحتجين في التوصل لاتفاق بحلول منتصف الليلة بالتوقيت المحلي.
جاء ذلك في بيان للجامعة على لسان رئيستها نعمت شفيق، نشر على الموقع الإلكتروني للجامعة.
ومنذ أيام، يواصل مئات الطلاب احتجاجهم في جامعة كولومبيا للمطالبة بـ"وقف دائم لإطلاق النار في غزة ووقف المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وسحب استثمارات الجامعة من الشركات التي تتربح من الاجتياح الإسرائيلي"، مع اعتقال عدد منهم.
رئيسة الجامعة قالت في بيان الأربعاء، إن مجموعة صغيرة من أعضاء هيئة التدريس وإداريين وأعضاء بمجلس الجامعة "أجروا لعدة أيام حوارات مع الطلاب لمناقشة فض وإفراغ المخيم".
وأشارت إلى أن منتصف الليلة بتوقيت مدينة نيويورك (ت.غ-5) هو الموعد النهائي لتلك الحوارات للتوصل إلى اتفاق بشأن المخيم.
وأضافت: "آمل بشدة أن ينجح الحوار. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فسيتعين علينا النظر في خيارات بديلة لاستعادة الهدوء في الحرم الجامعي حتى يتمكن الطلاب من إكمال الفصل الدراسي والتخرج".
وفي بيان لاحق، قالت الجامعة إن الحوارات مع المحتجين تحرز "تقدما مهما"، وفق ما ذكرته وكالة أسوشييتد برس.
وأوضحت أن "الطلاب التزموا بتفكيك وإزالة عدد كبير من الخيام ومغادرة من لا ينتمي إلى الجامعة".
كما سيلتزم الطلاب أيضا بمتطلبات إدارة الإطفاء بمدينة نيويورك و"اتخاذ خطوات لجعل المخيم موضع ترحيب للجميع وحظر لغة التمييز أو المضايقة"، بحسب الوكالة.
وفي السياق، وجه 26 من أعضاء الكونغرس الأمريكي، بقيادة شيلي مور كابيتو وتوم كوتون رسالة إلى وزير العدل ميريك غارلاند، يدعونه إلى "استعادة النظام في الجامعات التي تم إغلاقها فعليا من قبل العصابات المعادية للسامية التي تستهدف الطلاب اليهود".
وقال رئيس بلدية نيويورك إريك آدامز في بيانه إنه يشعر "بالرعب والاشمئزاز من معاداة السامية التي ظهرت في الاحتجاجات" في جامعة كولومبيا.
ونتيجة لتصوير المظاهرات السلمية على أنها معاداة للسامية وزيادة عدد الاعتقالات، بدأت احتجاجات مماثلة في العديد من المؤسسات التعليمية المرموقة في البلاد، بما في ذلك جامعة نيويورك، ونيو سكول، وستانفورد، وجامعة ييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إلى جانب جامعة كولومبيا.
والجمعة، أوقفت السلطات الأمريكية أكثر من 100 طالب خلال احتجاج نظموه بجامعة كولومبيا بعد أن سمحت رئيستها لشرطة نيويورك بإخلاء مخيم أقامه طلاب للاحتجاج على الحرب الإسرائيلية في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".