مسؤول سابق في الموساد يتهم مصر بالضعف.. محاولة لتبرير اجتياح رفح؟

الجمعة 19 أبريل 2024 09:03 م / بتوقيت القدس +2GMT
مسؤول سابق في الموساد يتهم مصر بالضعف.. محاولة لتبرير اجتياح رفح؟



القدس المحتلة/سما/

في الوقت الذي يستمر فيه تعرض الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة إلى ضربات جوية ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وعلى الرغم من التعاون والتنسيق المستمر، المعلن من الجانبين المصري والإسرائيلي، والتأكيدات الرسمية المصرية أن القاهرة "بذلت جهوداً كبيرة خلال السنوات العشر الماضية للقضاء على أنفاق التهريب"، نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أمس الخميس، مقالاً لكاتب "مجهول" اكتفت بالقول إنه كان مسؤولاً كبيراً سابقاً في الموساد والمخابرات العسكرية، تقاعد عام 2019، اتهم خلاله "الحكومة المصرية بالضعف، وقيادات الجيش المصري بالفساد، ما أدى إلى تسليح حركة حماس وتدعيمها"، في ما بدا أنه "محاولة لتبرير الهجمات المستمرة على الحدود المصرية".

وتحت عنوان "القاهرة تجاهلت التحذيرات الإسرائيلية بشأن تهريب الأسلحة إلى غزة… اللامبالاة في مصر أدت إلى السابع من أكتوبر/تشرين الأول"، قال الكاتب إن "حرب السابع من أكتوبر، ليست مجرد حدث بين إسرائيل وحماس، أو بين إسرائيل ووكلاء إيران. إن الحرب تهز وتغير وجه الشرق الأوسط، وتسلط الضوء على أماكن لم نتعامل معها حتى الآن". وأضاف: "لقد تجاهلنا لسنوات عدة ضعف الحكومة في مصر، وفساد النخبة العسكرية في البلاد، ورفضنا أن نرى كيف أدى ذلك إلى تسليح حماس. إذا أردنا معالجة مشكلة غزة، فعلينا أن نتحدث عن مشكلة مصر".

وقال: "لقد حذرنا عشرات المرات من دخول الأسلحة إلى قطاع غزة، وأن ذلك سيؤدي في النهاية إلى حرب تلحق الضرر بإسرائيل، وتعرّض مصر للخطر أيضاً. وفي الواقع، منذ بداية الحرب الحالية، تم إطلاق عدد لا يحصى من الصواريخ المضادة للدبابات على قواتنا، مما سبّب وقوع خسائر كبيرة"، زاعماً أن "هذه الصواريخ جاءت من مصر، وأن الحكومة في القاهرة مسؤولة مسؤولية رئيسية عن بناء قوة حماس العسكرية، وجعلها على ما هي عليه اليوم".

واعتبر الكاتب أن "سيناء تحكمها عصابات بدوية، تنقل الأسلحة إلى غزة براً وبحراً من العريش. وعندما حذرنا المصريين من الأسلحة التي تصل إلى غزة، تارة اهتموا بها، وتارة حاولوا الاعتناء بها، وتارة غضوا الطرف عنها. وكان مسؤولو المخابرات المصرية على علم بتهريب الأسلحة وخروج عناصر حماس من القطاع للتدريب في الخارج، لكنهم ظنوا أنهم إذا لم يواجهوا المنظمة، فإنهم سيشترون السلام بثمن بخس. وهذا خطأ كبير".


وتابع: "لسنوات، خدعونا للاعتقاد بأن لديهم تغطية استخبارية قوية في غزة، وإمكانية الوصول إلى حماس. لا أعتقد أنهم كانوا على علم بهجوم السابع من أكتوبر مسبقاً. وهم أيضاً اشتروا هدوء حماس وأكاذيبها. كما أن علاقاتهم بالحركة لم تساعد في تأمين إطلاق سراح الرهائن"، لافتاً إلى أن "صفقة الرهائن الأولى أبرمتها قطر"، التي قال إنها "تتصرف بمسؤولية وتعمل على مدار الساعة لإيجاد حل، حيث لا يستطيع المصريون".

وقال الكاتب: "إذا أردنا حل مشكلة غزة، فعلينا أن نعالج السفينة، فليس هناك فائدة من سد الثقب من جانب واحد عندما يمكن للمياه الدخول من الجانب الآخر". مضيفاً: "يجب أن نطالب الحكومة المصرية بالبدء في العمل بداية صحيحة والتوقف عن غض البصر، وإغلاق الأنفاق تحت الحدود في رفح والتعامل مع طرق التهريب".

وإذ أشار إلى أن "الحكومة الأميركية هي الضامن لاتفاقية السلام الإسرائيلية المصرية"، شدد على أنه "حان الوقت لواشنطن لتتحرك بشأن هذا الأمر. لقد انسحبت إسرائيل من شبه جزيرة سيناء بشرط ألا تصبح منطقة تهدد وجود الدولة. وهذا هو أساس معاهدة السلام. ومصر لا تلبي هذا الشرط. فهي لا تهاجم إسرائيل مباشرة، ولكن لا مبالاتها وتقاعسها عن العمل، سمح لحماس بالاستعداد لهجومها ضد إسرائيل. إذا لم نعترف بالمشكلة، فلن نتمكن من معالجتها". وختم الكاتب قائلاً: "كفى اجتماعات في المطاعم الفاخرة في القاهرة. حان وقت العمل الميداني في رفح".

وفي السياق، يقول المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، السفير عبد الله الأشعل، في تصريح لـ"العربي الجديد" إنه "من الوارد جداً أن إسرائيل تستخدم هذه الحجج في تبرير اعتداءاتها المتكررة على الحدود"، مضيفاً أن "جيش الاحتلال سيقتحم رفح، وسيرتكب مذابح كبيرة جداً كما فعل في مناطق عدة بقطاع غزة، وسيحاول أن يؤذي المقاومة الفلسطينية".

وكان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات (تتبع لرئاسة الجمهورية المصرية)، ضياء رشوان، أكد  في بيان، يناير/ كانون الثاني الماضي، أن "الإدارة المصرية اتخذت خطوات أوسع للقضاء على الأنفاق  قضاءً نهائياً"، قائلاً إنه "تم عمل منطقة عازلة بطول خمسة كيلومترات من مدينة رفح المصرية إلى الحدود مع غزة، وتم تدمير أكثر من 1500 نفق، كما قامت مصر بتقوية الجدار الحدودي مع القطاع الممتد إلى 14 كيلومتراً، عبر تعزيزه بجدار خرساني طوله ستة أمتار فوق الأرض وستة أمتار تحت الأرض، فأصبح هناك ثلاثة حواجز بين سيناء ورفح الفلسطينية، يستحيل معها أي عملية تهريب لا فوق الأرض ولا تحت الأرض". وأكد رشوان أن "مصر لديها السيادة الكاملة على أرضها، وتحكم السيطرة سيطرة تامة على كامل حدودها الشمالية الشرقية، سواء مع قطاع غزة أو مع إسرائيل".