تدخل في العلاقات العكرة بين القدس وانقرة مؤخرا شخص هو ليس الا الرئيس الامريكي براك اوباما. في الاشهر الاخيرة هرع الرئيس الامريكي بمساعدة اسرائيل على تخفيض مدى اللهيب مع تركيا. وتروي مصادر في واشنطن بانه في اثناء الزيارة الاخيرة لرئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان الى واشنطن تحدث معه اوباما في الموضوع. وحاول الرئيس الامريكي اقناع اردوغان بالكف عن الانتقاد العلني الشديد ضد اسرائيل. غير أن رئيس الوزراء التركي اجاب بان ليس له أي نية لتخفيف حدة انتقاده لسلوك اسرائيل حيال الفلسطينيين. اضافة الى ذلك، طرح مسؤولون كبار في الادارة المسألة مع نظرائهم في أنقرة، وكانت الردود التي تلقوها مخيبة للامال. مصادر سياسية في العاصمة الامريكية ترى في هذا الحدث الفشل الاكثر صدى للادارة في سياستها الخارجية. يشار الى أن الزيارة الاولى في المنطقة التي اجراها الرئيس اوباما بعد انتخابه كانت الى تركيا، في كلمة أمام الطلاب في جامعة اسطنبول. في واشنطن يقدرون بان علاقات اسرائيل مع تركيا ستواصل التدهور في المستقبل. مسؤولون كبار في جهاز الامن يشيرون الى أنه حاليا العلاقات الخاصة بين جهازي الامن في الدولتين لم تتضرر رغم التدهور والتفاقم في العلاقات كما تظهر في تصريحات رئيس الوزراء اردوغان وردود الفعل عليها من الجانب الاسرائيلي. في محيط رئيس الوزراء نتنياهو يتابعون بقلق التقرب بين تركيا وايران، وسوريا ودول عربية اخرى. ومع ذلك يجدر بالذكر بان العلاقات بين اسرائيل وتركيا كانت دوما حساسة بسبب التوتر الديني. في آب 2001، في اثناء مؤتمر صحفي مشترك بين رئيس الوزراء في حينه ارئيل شارون ونظيره التركي بولنت اتشفيت، سأل صحفي تركي شارون عن سلوك اسرائيل في المكان المقدس للمسلمين في القدس في "الحرم الشريف". شارون عدل السائل وقال: "أفهم بانك تقصد جبل البيت، المقدس قبل كل شيء لليهود". وواصل شارون محاضرته عن تاريخ العلاقة بين اليهود وجبل البيت وعندها سارع السفير الاسرائيلي دافيد سلطان الى ارسال بطاقة له كتب عليها: "انت توجد في دولة اسلامية، وهنا متبع القول الحرم الشريف". فرد شارون البطاقة وبعد ذلك وضعها في احد جيوبه.في ذات المساء قال لي شارون: "هذا الموظف من وزارة الخارجية ذهل عندما اعطيتهم درسا عن قدسية جبل البيت ولكن هذا هو المكان للحديث عن ذلك وليس للانبطاح امام الاتراك. فقط هكذا سيحترموننا".