رغم التفاؤل بإمكانية التوصل إلى صفقة تبادل اسرى قبل شهر رمضان، تدخل رئيس الحكومة الإسرائيلية ليلة الاثنين وفرض طلبات جديدة من شأنها أن تنسف المفاوضات التي من المقرر أن تبدأ اليوم الاثنين في قطر.
وحذر مسؤول إسرائيلي كبير قائلا: حتى لو كان ذلك تكتيكًا تفاوضيًا، فإن كلمات يمكن أن تقلل من دوافع حماس للتحلي بالمرونة'.
ولكن هناك عقبة رئيسية لا تزال عالقة في المفاوضات، وهي إصرار حماس على الوقف الكامل لعمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. وقال المتحدث باسم حماس: "لا يمكننا الحديث عن أي "هدنة مؤقتة" أو "تهدئة مؤقتة" لا تضمن هذه النقاط"، مضيفاً أن أي اتفاق يجب أن يشمل انسحاب جميع الجيش الإسرائيلي من غزة واستعادة القطاع.
وتحدث نتنياهو بحزم وقال: "لست مستعداً للمضي قدماً في المعايير قبل أن نحصل على إجابات عن الأسرى الإسرائيليين من هم أموات ومن هم على قيد الحياة.
وقال خلال اجتماع عبر الهاتف مع وزراء الكابنيت الحربي " أنا أسألكم: نحن بحاجة إلى أن نكون أقوياء. ليست هذه هي الطريقة". "نحن نتفاوض. يجب أن نكون صارمين. لا نتقدم إلى الأمام دون أن تكون لدينا أسماء الأحياء والأموات". بالإضافة إلى ذلك، طالب نتنياهو بربط إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ذوي الأحكام العالية بترحيلهم إلى قطر.
وفي المؤتمر الهاتفي، انتقد نتنياهو أيضا تعهد الوفد الإسرائيلي في باريس بزيادة عدد شاحنات المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة إلى 500.
وأعربت مصادر مطلعة في اسرائيل عن خشيتها من أن يقوم نتنياهو بالتشدد في المواقف بهدف نسف الصفقة لارضاء ضغوط من الائتلاف.
نتنياهو لم يتوقف عند ذلك، يلوح بالعملية المخطط لها في رفح لزيادة الضغط على حماس. لكن مصادر مطلعة على المفاوضات حول الصفقة تخشى من أن الحديث عن عملية قادمة في رفح تحديداً قد يخرج المفاوضات عن مسارها ويؤدي إلى تصلب مواقف حماس.
ووفقاً للتقارير المختلفة، فإن الصفقة تتضمن هدنة مؤقتة لمدة ستة أسابيع يتم خلالها إطلاق سراح ما يصل إلى 40 مختطفاً - نساء وأطفال وبالغين - مقابل إطلاق سراح ما يصل إلى 300 إسير فلسطيني .
وقد أعرب كبار مسؤولي حماس عن تشاؤمهم، وقالوا إن الحركة تواصل إصرارها على إنهاء الحرب والانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي، على الرغم من التقارير التي تفيد بأنها تراجعت عن تلك المطالب وتكتفي بالقبول بـ المفاوضات بشأن وقف دائم لإطلاق النار خلال وقف إطلاق النار الأولي.
ويعترف كبار المسؤولين في اسرائيل بأن الأمور "تبدو جيدة" في الوقت الحالي. و يؤكدون أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان سيتم التوصل إلى صفقة على وجه اليقين، حيث أن هناك شخصًا واحدًا مفقودًا وهو زعيم حماس في غزة يحيى السنوار. ويقولون: "في النهاية، لا أحد يعرف ما يدور في رأسه". وأضافوا: "سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى تنضج الصفقة، لكن الاتجاه إيجابي".
ويغادر اليوم وفدا إسرائيليا إلى الدوحة لبدء محادثات مع الوسطاء القطريين حول تفاصيل صفقة التبادل .