قال المحلل العسكري "الإسرائيلي" في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، يوآف زيتون، إن حركة حماس أثبت خلال معارك قطاع غزة أنها "جيش لا نهاية له".
وأضاف في تحليل نشرته "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأحد، أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" الموجود بقطاع غزة يعرف أن وقته محدود، وبالتالي عليه أن يقرر أي الأهداف أهم وأي الأنفاق أكثر خطورة.
ويتحدث المحلل العسكري عن معارك جنوب قطاع غزة، وتحديداً خانيونس، حيث تعمل الفرقة 98 من جيش الاحتلال منذ حوالي أسبوعين، محاولة البحث عن النفق الذي يختبئ فيه كبار مسؤولي حماس، وفق زعمه.
وتابع: "خانيونس لم ينزح سكانها، على عكس ما حدث في مناطق شمال قطاع غزة، حيث تكون المعارك في الغالب بأحياء وشوارع خالية، وبالتالي فإن الوضع أكثر تعقيدا".
وأضاف: "ليس السكان وحدهم المؤثر على سير المعركة، إنما مساحة خانيونس الكبيرة، والتي تشبه مساحة تل أبيب، ولذلك فإن تركيز الجيش هناك عالي حيث نشر عدة ألوية نظامية واحتياطية فقط بأجزاء محدودة".
ويكشف المحلل العسكري أن كتائب القسام تمكنت في الأسبوع الماضي من ضرب "قافلة لوجستية" كانت تحاول سحب دبابة متضررة من ضربات المقاومة، وخلال استهداف القافلة اللوجستية قتل أحد الضباط بداخلها.
وعن حادثة أخرى وتحدي آخر تعامل معه الجيش، كتب زيتون أن عددًا من جنود كتيبة هندسية حاولوا اقتحام مدرسة كبيرة تضم عدة مباني، قبل نحو عشرة أيام، وباغتتهم قوة من القسام خرجت من نفق قريب وقتل جنديين.
شاطئ خانيونس يُصعب المهمة..
وأما عن منطقة شاطئ خانيونس، يقول المحلل العسكري، إن الشريط البحري الفاصل بين "إسرائيل" وجنوب قطاع يبلغ طوله 14 كيلومترًا وهو ضعف حجمه في الشمال، ما يجعل إنشاء خط عازل كما حدث في الشمال أمراً صعباً ومعقد.
ويقول إنه خلال الأسبوع الأول من توغل الجيش الإسرائيلي في خانيونس، كانت المقاومة قليلة تماماً كما حدث في الأسبوع الأول من معارك الشمال، معتقداً أن ذلك يعود إلى أن حماس تقوم أولا بتحصين نفسها تحت الأرض، ثم تبدأ بدراسة نمط عمل الجيش.
ومع انتهاء الأسبوع الأول، بدأت المقاومة في خانيونس تتصاعد، ومن المرجح أن تتصاعد أكثر إذا دخل الجيش الإسرائيلي إلى "معاقل القتال" الرئيسية في خانيونس، مثل مخيمات اللاجئين في المدينة.
ويضيف: "يعمل حاليا لواء الكوماندوس بوحدات النخبة مثل ماجلان وإيجوز في أحد مراكز المدينة حيث توجد كتيبة قوية جدا لحماس، وبالتالي فإن المعارك تجري هناك في على نهج يومي غير متوقف".
ويدعي بأن القضية الأخرى التي سيواجهها الجيش في خانيونس تكمن في أن آلاف المقاتلين الذين انسحبوا شمال قطاع غزة "كنازحين" سيعملون على تعزيز الكتائب في خانيونس وإبلاغهم بطرق تحرك الجيش.
وبجميع الأحوال تنقسم مهمة الجيش "الإسرائيلي" في خانيونس إلى قسمين، وفق تحليل يديعوت، قسم في "المدينة العلوية" التي يمكن رؤيتها بالعين، وقسم في "المدينة السفلية"، التي تم تصميمها كعالم منفصل تحت الأرض، حسب وصف "زيتون".
ويؤكد أنه "لا تزال هناك دلائل مهمة على سيطرة حماس على خانيونس، وبالتالي فإن العملية هناك يجب أن تستمر لعدة أسابيع أخرى، ربما يحتاج الأمر لإدخال ألوية إضافة".
ونبه: "تركز الفرقة 98 العاملة في خانيونس على مهمة محاولة الاقتراب قدر الإمكان من كبار مسؤولي حماس من أجل اغتيالهم، حيث تستخدم حيلاً مختلفة وتقنيات غير عادية وأسلحة متطورة وسرية، والأولوية هو تدمير فرق النخبة".
الشمال ما زال يُقاوم..
وفي شمال قطاع غزة، لم يسيطر جيش الاحتلال حتى الآن حيث لا تزال هناك مقاومة كبيرة ولا تزال الأنفاق موجودة، في نهاية هذا الأسبوع فقط، خاض لواء 401 من سلاح المدرعات معركة استمرت لساعات ضد العشرات من مقاتلي حماس في حي الرمال.
واستدرك المحلل العسكري: "كان حي الرمال أحد الأهداف الأولى التي وصل إليها الهجوم البري للجيش الإسرائيلي في بداية المناورة".
وفي جباليا أيضاً، شهد أمس السبت معارك ضارية مع مقاتلي حماس الذي يحاول الجيش بكل قوته إخراجهم من "مخابئهم المحمية" تحت الأرض، وفق قول ووصف المحلل الإسرائيلي.
ونوه إلى أن المعارك المتواصلة في شمال قطاع غزة، وآلاف المقاتلين وكبار مسؤولي حماس المتواجدين جنوب القطاع، والمدن والأحياء التي لم يدخلها الجيش بعد في رفح ودير البلح والنصيرات والبريج.
واستطرد: "كل ذلك يؤكد أن كل ما كشف عنه الجيش حتى الآن حول نهاية قدرة حماس الاستراتيجية، تؤدي إلى شيء واحد أن نهاية الحرب لا تزال تحتاج أشهر عديدة، وكل إعلان حول اقتراب تفكك حماس وإسقاطها أو إنهائها من المؤكد أنه إعلان منفصل عن الواقع وضرب من الوهم والخيال".
ويُواصل جيش الاحتلال قصف مناطق متفرقة في القطاع، بالتزامن مع معارك عنيفة تخوضها المقاومة في اليوم الـ 72 من العدوان على غزة.
وقد ارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين منذ بدء هذه الحرب إلى 18 ألفا و800 شهيد، والجرحى 51 ألفا، معظمهم من النساء والأطفال.
ويجتمع مجلس حرب الاحتلال "الإسرائيلي"، اليوم، لبحث العودة إلى مفاوضات للتوصل لصفقة تبادل أسرى مع المقاومة. تزامنًا مع الكشف عن المزيد من خسائره في صفوف الضباط والجنود إثر المعارك التي يصفها بأنها صعبة.