تدور التقييمات الإسرائيلية، حول أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، لم يستطع حتى الآن تحقيق أي إنجاز استراتيجي في عدوانه على قطاع غزة، كما أنه ورغم التقدم البري في القطاع، إلّا أنّه لم يحقق سيطرة كاملة على عدة مناطق في شمال القطاع.
وقال المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية يوسي يهوشوع: "يمكن تلخيص القتال في غزة في جملة واحدة: حتى الآن تم تحقيق آلاف الانتصارات التكتيكية على حماس، ولم يتم تحقيق أي انتصار استراتيجي حتى الآن"، مشيرًا إلى أن الضغوط الدولية والوضع الاقتصادي داخل دولة الاحتلال ستكون عامل ضغط.
ويشير يهوشوع، إلى أن الاشتباكات تدور في الشجاعية وجباليا وخانيونس، وهذه مناطق "لم تسقط بعد، والقتال صعب فيها"، مشيرًا إلى أن الشجاعية شهدت المعارك الأبرز مع جيش الاحتلال في حرب عام 2014، وأن جباليا لم يحصل فيها أي اشتباك منذ عام 2005.
وينقل المعلق العسكري لـ"يديعوت أحرونوت، عن أحد كبار أعضاء هيئة الأركان العامة: "إذا سمعنا صوت فرقعة المفاصل [الكسر]، فسوف ينقلب الوعاء"، في تلخيص للاشتباكات المستمرة حتى الآن.
تقدم بدون سيطرة
من جانبه، تحدث المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، عن معارك الشجاعية وجباليا، مشيرًا إلى أن الفرق 162 و36 من جيش الاحتلال هي من تشن العدوان البري على هذه المناطق، قائلًا: "جاءت مقاومة أشد في الشجاعية. حماس قامت ببناء كتائبها لمواجهة الهجوم، بحيث بقيت الوحدات القوية بالقرب من الحدود، في المنطقة التي لم تتعرض للهجوم قبل هذا الأسبوع".
وأضاف هارئيل "لدى الحي تقليد في اتخاذ موقف حازم ضد إسرائيل، كما في حرب الرصاص 2009 وحرب 2014".
أمّا عن أزمات الجيش الإسرائيلي في غزة، قال هارئيل: "الصعوبة الرئيسية التي يواجهها الجيش الإسرائيلي لا تكمن في تحقيق التقدم، بل في الجهود المبذولة لتحقيق السيطرة العملياتية على المنطقة"، موضحًا: أنها "مهمة معقدة وبطيئة وسيكون من الصعب إنجازها في إطار زمني محدود".
وأشار هارئيل، إلى أنه خلال هذا الأسبوع، سيتعين على هيئة أركان جيش الاحتلال، وكابنيت الحرب الإسرائيلي، اتخاذ قرار عن للسيطرة على الشمال أو مواصلة العدوان على جنوب.
وعلى صعيد العدوان في جنوب غزة، أوضح هارئيل أن العدوان يتشكل من الفرقة 98 من جيش الاحتلال، وهي تضم قوات مشاة وكوماندوز من الجيش النظامي ومن قوات الاحتياط، بالإضافة إلى ألوية مدرعة. مضيفًا أن "افتراض جيش الاحتلال، هو أن خانيونس مكان الذي توجد فيه قيادة حماس في غزة".
وحول ذلك، طرح هارئيل سؤالًا عن مدى نجاعة "قتل زعيم في خضم حرب مكثفة"، وهل سينعكس ذلك على "رغبة حماس في مواصلة الحرب".
وأضاف: في الماضي، لم تولد الاغتيالات تراخيًا فوريًا في حماس. وعلى مر السنين، اغتالت إسرائيل الشيخ أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وصالح شحادة، وأحمد الجعبري، وإبراهيم مقادمة وغيرهم من الشخصيات البارزة (وفشلت محاولات قتل الضيف وخالد مشعل). ولم يدفع ذلك حماس إلى الاستسلام أو التحول إلى الاعتدال".