تعتبر دولة الاحتلال إيرلندا بمثابة رأس الحربة في القارّة الأوروبيّة في حملة العداء لإسرائيل وفرض المقاطعة عليها وتأييد قضية الشعب العربيّ الفلسطينيّ، وفي هذا السياق، استعرّت الحملة الإسرائيليّة ضدّ رئيس الوزراء الإيرلنديّ ليو فارادكار بعد أنْ وصف إسرائيليّة تحمل جنسية أيرلنديّة بأنّها كانت (مفقودة) ولم يقل (مخطوفة) في قطاع غزة، من قبل حركة (حماس)، التي أسرتها في هجوم السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) الفائت، ولم يتوقّف الهجوم على الساسة في دولة الاحتلال، بل تعدى ذلك كثيرًا، وركزّت وسائط التواصل الاجتماعيّ هجومها السافل والسافر على رئيس الوزراء الإيرلندي مدعيّةً فيما هي مدعيّةً أنّ أقواله هي “وقاحة معاديّة للساميّة”، وتوعدوا بأنّهم “لن ينسوا علته بالمرّة”.
وكتب أحد الإسرائيليين على صفحته في موقع (إكس)، تويتر سابقًا: “لماذا لم يقُل رئيس الوزراء الإيرلندي الحقيقة عن الطفلة إيميلي؟ أنّه عمليًا يخاف من القوى المُعادية لإسرائيل في بلاده، ومن الحركات اللا سامية الفاعلة في إيرلندا”، على حدّ تعبيره.
وهاجم وزير الخارجية الإسرائيليّ إيلي كوهين أمس الأحد رئيس الوزراء الأيرلنديّ ليو فارادكار بعد أنْ وصف إسرائيلية تحمل جنسية أيرلندية بأنها كانت (مفقودة) ولم يقل (مخطوفة) في قطاع غزة.
وكتب رئيس الوزراء الأيرلندي في تغريدة عبر منصة إكس: “هذا يوم من الفرح والراحة الهائلين لإيميلي هاند وعائلتها، حيث تمّ العثور على طفلةٍ بريئةٍ فُقدت، ونحن نتنفس الصعداء بعد الاستجابة لصلواتنا”.
وتبلغ إيميلي من العمر 9 سنوات، وكانت من بين الأسرى الإسرائيليين في غزة، وشملتها الدفعة الثانية من عملية التبادل يوم أوّل من أمس، السبت.
وأغضبت التغريدة كوهين، فرد بتغريدة قائلاً “السيّد رئيس الوزراء، يبدو أنّك فقدت بوصلتك الأخلاقية وتحتاج إلى التحقق من الواقع”. وأضاف “لم تكن إيميلي هاند مفقودة، بل تمّ اختطافها من جانب منظمة إرهابية”، وفقًا لتعبيره.
وتابع كوهين “لقد احتجزت حماس إيميلي وأكثر من 30 طفلاً إسرائيليًا آخر كرهائن، وأنت يا رئيس الوزراء تحاول إضفاء الشرعية والتطبيع مع الإرهاب.. العار عليك”، على حد قوله.
وردًّا على التصريحات الإسرائيلية، أعاد فارادكار، الأحد، نشر البيان الكامل الذي أصدره حول الإفراج عن هاند، وفيه يشير أيضًا إلى أنّ الطفلة كانت قد “انتُزعت من بيتها وأبقيت محتجزة على مدى سبعة أسابيع تقريبًا”.
وفي السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي أسرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نحو 239 إسرائيليًا، وبدأت في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري صفقة تبادل مع إسرائيل التي تحتجز أكثر من 7 آلاف فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجونها.
وفي مناسبات عديدة وجّه مسؤولون أيرلنديون انتقادات حادة إلى ممارسات إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.
واتهم رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار قبل أيام دولاً في الاتحاد الأوروبيّ والغرب عمومًا بازدواجية المعايير، وذلك على خلفية الصراع في الشرق الأوسط.
وفي مقابلة مع الإذاعة الأيرلندية (آر تي إي) وجّه فارادكار اتهامه إلى الاتحاد الأوروبيّ ودول غربية أخرى، وقال إنّ “عدم اتخاذ ردّ فعلٍ مشابهٍ للرفض المطلق لما فعله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا فيما يتعلّق بإسرائيل يُنظر إليه باعتباره ازدواجية في المعايير”، طبقًا لأقواله.
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية، قررت استدعاء سفير إيرلندا لديها لـ “توبيخه”، ردًا على تصويت البرلمان الإيرلندي على مقاطعة منتجات المستوطنات، خلال جلسة عُقِدَت في شهر كانون أول/ديسمبر الماضي.
ونص القرار الإيرلندي على حظر استيراد أوْ بيع البضائع المنتجة في المستوطنات المقامة في الضفة الغربية، وقد بذلت الولايات المتحدة وإسرائيل ودولٌ أوروبية جهودًا لمنع تأييد هذا القانون داخل البلاد، لكنها باءت بالفشل.
ووصف مكتب رئيس حكومة الاحتلال، القرار الإيرلندي، بأنه “نفاق ويعادي السامية”، مضيفًا، “إيرلندا تدين الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، العار”.
وجاء تصويت البرلمان الإيرلندي بعد تصويت مجلس الشيوخ في الدولة ذاته على تمرير القرار، ما يعني أنه أصبح جاهزًا للتنفيذ، وهو ما اعتبره الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي “انتصارًا باهرًا لحركة المقاطعة والمقاومة الشعبية وفلسطين، وهزيمة لحكام إسرائيل وسياستهم العنصرية”.
وأضاف البرغوثي أنّ جهودًا تُبذل لإقرار قوانين مماثلة في عددٍ من الدول الأوروبية في المرحلة المقبلة.
وكانت حكومة أيرلندا حذرت بعد مضي فترة قصيرة على عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية على إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي من أنّه يجب على تل أبيب ألّا تبالغ في ردّ فعلها في قطاع غزة وإلّا فإنّها ستخاطر بفقدان دعم دول أخرى لها.