على الشعب الفلسطيني في كل مناطق تواجده ان يرفع صوته بشكل موحد لدعم المقاومة و من اجل العمل لعقد مجلس وطني فلسطيني جديد وشامل و ومن اجل إعادة صياغة ميثاقه الوطني و المطالبة بحق العودة و انهاء الاحتلال والتحرير الشامل و الاستقلال
في ظل حرب الإبادة الصهيونية الهجومية الشعواء المستمرة منذ اربعين يوما، و بدء تحرك رجال قانون عالميين و دول مؤيدة لفلسطين، من اجل محاكمة الكيان الصهيوني المجرم لارتكابه جرائم حرب و جرائم ضد الانسانية في محكمة الجنايات الدولية، وفي مواجهة الولايات المتحدة التي تتصرف و كأنها الحاكم الفلسطيني الاول ، باحثة عن فرض حلول مصطنعة مشبوهة جديدة على الشعب الفلسطيني، بمساعدة حلفائها ، يبدو لي ان هناك فراغ في الاستراتيجية المستقبلية الفلسطينية الشعبية و السياسية الداعمة للعمل العسكري المقاوم، و بالنسبة للتوقيت المناسب للعمل من اجل التقكير بالمستقبل يبدو ان البعض يفضل الانتظارلنهاية المعركة للقيام بالتفكير، و كأن التفكير سيزاحم المعركة بدلا من النظر اليه كمكمل و داعم للمقاومة في الميدان ، و بما ان الفكر الاستراتيجي موضوع متشعب ، فعلى كل الشعب الفلسطيني و مفكريه اعادة فتح كل ملفات القضايا الفلسطينية المعلقة و من اهمها حق العودة لكل الشعب الفلسطيني و اللاجئين بشكل خاص حيث اصبجت مخيمات اللجوء الفلسطيني أ هداف الابادة الصهيونية ، مع التشديد على ان غزة الجريحة هي جزء لا يتجزأ من كل القضية الفلسطينية و ليست قطعة مقطوعة من المريخ حيث ان70 في المئة من شعبها هم أصلا من ضحايا نكبة عام 1948 و لهم الحق بالعودة الى ديارهم و قراهم ان كانت في ما يسمى اليوم غلاف غزة، او من بين الخمسمئة و اربعون قرية التي دمرت و محيت تماما من الوجود، منذ ذلك الحين او من بين مدن الساحل الفلسطيني مثل يافا او من مدن تاريخية عريقة مثل اللد و الرملة و غيرها.
لذلك من العاجل و الحيوي التحضير لعقد مجلس وطني فلسطيني عاجل لجمع و توحيد كل الشعب الفلسطيني من اجل صياغة اعلان سياسي جديد من اجل التحريرو الاستقلال و العودة و انهاء الاحتلال بعيدا عن كثير من القرارات السابقة الملغومة التي كانت تردد و كانها لصالح الشعب الفلسطيني بينما، لم تطبق أصلا، من جهة بسبب نسف الكيان لها منذ البداية، و من جهة اخرى لانها اصبحت لاغية و قد عفى عليها الزمن، رغم استمرار الكثير بترديدها مثل الببغاوات حتى من قبل الاطر السياسية الفلسطينية و العربية و خاصة قرارات مثل 181، 194و 242.
و الجدير بالاهتمام ان الولايات المتحدة الاميركية و هي المحرك و الشريك الاكبر في حرب الابادة الحالية، تتصرف بشكل علني و كانها رئيسة شركة يعمل فيها موظفين صغار و من اهمهم الموظف الصغيرالمجرم الكبير نتنياهو، التي تطالبه بالاسراع لانهاء مهمته تخوفا من الانفجار السياسي والاعلامي العالمي الكبير الذي قد يندلع بسبب طول الحرب الحالية، و رغم معاملته و كانه موظف صغير الا ان نتنياهوالسفاح يتصرف كالابن المتمرد و الكلب المسعور المتمسك بانيابه بلقمته المسروقة، و من الجهة الاخرى فوقاحة بايدن تجعله يحاول السيطرة على الطرف الفلسطيني و اخذ قرارات باسمه دون خجل.
لقد فتحت حملة الابادة الشعواء التي تشكل نكبة ثانية و استمرارا للحرب الاجرامية القائمة ضد الشهب الفلسطيني منذ اكثر من قرن، كل القضايا المطموسة، و اعادت الى مخيلة الشعب الفلسطيني النكبة الاولى و السنوات التي مضت بهد هذه النكبة من شتات و قمع و صمت و ضياع، و هي فترة يجب ان يتم تفاديها بشتى الطرق و الاشكال.
كاتبة فلسطينية