نوال عايد الفاعوري: غــزة ومـا أدراك مـا غزة؟ نوال عايد الفاعوري

الأحد 12 نوفمبر 2023 05:30 م / بتوقيت القدس +2GMT
نوال عايد الفاعوري: غــزة ومـا أدراك مـا غزة؟ نوال عايد الفاعوري



كي لا يسقط الشهداء سدى، كانت غزة تحتاج كل يوم إلى موت كبير، تحتاج إلى موت مرعب، إلى مجزرة يليق رقم موتاها بأن يكون افتتاحية لنشرة أخبار غربية .فالموت بالتقسيط لا يصلح خبراً عندما يكون موتاً عربيًّا .

فائض الدم العربي أجاز للعالم ألا يحترمنا نطالب بكرامة موتانا، الذين لا رقماً محدداً لهم . الكرامة لا تحتاج إلى درس في الحساب بل إلى درس في الحياء.

ذلك الرقم العربي الضائع دوماً ، هو الذي صنع مهانتنا بين الأمم.

تشن إسرائيل حرباً وتستبيح مليونين فلسطيني في غزة  ونتفرج عليها تقتل و تحرق البشر .تقضي على حياه ٣٠٠٠٠ شخص بين شهيد و جريح، و تجوع شعباً كاملاً و تقطع عنه الدواء و الكهرباء، و تسد كل منافذ الحياة إليه و لا يتحرك لنا ساكناً.هل كانت لتفعل هذا لو كانت تدري أن على رأس هذه الأمة رجالا سيقفون في وجهها و يخجلون لاحقاً من استقبال مجرميها.

من مذلة الحمار صنع الحصان مجده. فمن غيرنا صنع مجد إسرائيل وقبل يدها و قَبِلَ أن يتفاوض مع حذائها!

غزة المغدورة بدمعها، ببحرها، بسمائها، بمائها، المغدورة بجراحها، بدمها، بعتمتها، بليلها و نهارها، برغيفها المنتظر، بسيارة إسعاف لا تحضر، بأمنية انفتاح معبر ليس اكثر  .غزة التي أحببناها عندما ما عاد لها من عيون لترى حبنا، و لا كهرباء لتشاهد مظاهراتنا و مهرجاناتنا من أجلها، وصلينا لنصرتها بعد أن انهدت على مصليها المساجد.نعتذر لها و هي في منتصف قافلة الشهداء، لأننا لا نملك من أجلها سوى دموع وحياء.

باختصار غزة أكثر منكم صبرا وأكثر وعيا وأشد انتماء لأمتها وأكثر بأسا هي اليوم ترسل باقات حبها لفلسطين صواريخ على المعتدي، والمحتل، والمستوطن، فيما تنسى انكم على خارطة الحياة أو أنكم من رواد الأرض، تسمعون ما تشكو او تفهمون ما يدور فيها.

غزة اختارت ألا تموت إلا واقفة مثل الشجر، وكلما كنتم بعيدين عنها كان الأمل في أن تبقى على قيد الحياة .. انسوها .. دعوها لحبها الوحيد الذي اختارته لأنه لايعجبكم طالما أنه موجه ضد حليفكم الغالي اسرائيل. 

غزة عزة العرب يوم يذكر الفوارس

جاء زمن غزة، أما زمنكم إلى زوال

جاء عز غزة، اما ذلكم فقد استطبتموه وجعلتموه قلادة على صدوركم. لن يغفر لكم التاريخ، ولن يسامحكم الله، ولسوف يلعنكم كل شهيد ساهمتم في سقوطه، وكل منزل سقط خرابا، وكل شارع تدمر.

وبعد أكثر من ١١٠٠٠ شهيداً وأكثر من ٣٠٠٠٠ ألف جريح، وجدت جامعة الأعراب أن الوقت قد حان كي تعلن حضورها في بيدر الوساطات

جامعة الأقزام العربية اجتمعت دون أن  تأتى جعجعتها طحينا لكل الكوارث التي حلت بهذه الأمة .

الذين يجتمعون في مأدبة عكاظيات جامعة الاقزام العربيه بالكاد يستحقون كلمة عرب و في أقصى الحالات هم عملاء و خدم للصهيونية العالمية    فالجميع متورطون في لعبة قمار مدمرة على مصير الأمة العربية ولانهم هواة و مغفلون و خونة فهم يراهنون و يقامرون بالشرف و الضمير العربي و في نهاية اللعبة يخسرون كل شيء و يعودون إلى بلدانهم خالي الوفاض منهوكي القوى منزوعي الشرف

ممثلي دول كرتونية ليس  لها من الجرأة و الشجاعة الأدبية و الأخلاقية الوقوف في وجه العدو أو ممول عدوانه الأمريكي ؟

مجرد الاجتماع هو إعلان معلوم ببداية مسرحية نعلمها

نهايتها بلاغ يتيم قاصر معتل.

و في نهاية الأمر “تطبخ” جامعة الأقزام على نار أكثر من هادئة بيان التأبين لأكثر من ٨٠٠٠ شهيد و ٢٠٠٠٠ جريح فلسطيني ، بيان جاهز سقيم مع تبرع  ببعض القروش لشراء لعب لمن تبقى من أطفال غزه !!

قممْ

قممْ

قممْ…

معزى على غنمْ

جلالة الكبشِ

على سمو نعجةٍ

على حمارٍ

بالقِدم

.

غزه سأخبرك شيئاً قبل أن أودّعكِ: بوصلة الأحرار تُشير إليكِ، قبلتهم الحرية، وقبلاتي لكِ، لكل الأحرار، لشهدائكِ في الجنة  للصارخين “لا” في وجه الذين يساومونهم أن يقولوا “نعم” بالقوة.

العاشرة وجعاً إلا خمس حرائق، التوقيت العالمي للحرية ومآقيها.

محبّتكِ