ألمانيا: بين ذنب الهولوكست والصمت عن إبادة غزة !! طارق القزيري

الجمعة 10 نوفمبر 2023 12:22 م / بتوقيت القدس +2GMT
ألمانيا: بين ذنب الهولوكست والصمت عن إبادة غزة !! طارق القزيري





‏‎قبل خمسة عشر عاما قالت المستشارة الالمانية السابقة أنجيلا ميركل أمام الكنيست إن دعم إسرائيل هو سبب وجود الجمهورية الاتحادية. وللمفارقة فقد استنكر بعض السياسيين الإسرائيليين، حديثها أمامهم باللغة الألمانية.

‏‎وبعد السابع من اكتوبر قال المستشار الحالي أولاف شولتز خلال زيارة لإسرائيل إن "تاريخ ألمانيا ومسؤوليتنا الناشئة عن المحرقة يجعل من واجبنا الدفاع عن وجود وأمن دولة إسرائيل".

‏‎وبالمقابل يستنكر انصار فلسطين في ألمانيا انه في حين يُسمح للنازيين الجدد برفع شعاراتهم الفاشية في العلن، بعد انتقاد إسرائيل جريمة، معتبرين ذلك فشلاً أخلاقياً لألمانيا. كما يقول الناشط ماجد سلامة أصيل غزة وحامل الجنسية الألمانية.

‏‎وأعلنت ألمانيا حظراً كاملاً على أنشطة حركة حماس والتي تم تصنيفها بالفعل كمنظمة “إرهابية” في البلاد. كما أمرت بحل جماعة مؤيدة لفلسطين.

‏‎ما دفع أسامة حمدان، ممثل حماس في لبنان، للقول “هل العقلية السياسية الألمانية هي عقلية محرقة تطال كل الشعوب ولا تقتصر على طرف أو آخر”.

و بمعزل عن وطأة جزيرة الهولوكست، تخشى الحكومة في برلين من تنامي الانشقاق الداخلي، بعد انضمام قوى اليسار وحتى أقصى اليمين للتظاهرات من اجل غزة. وأظهر استطلاع للرأي أجري مؤخرا أن 78% من مؤيدي حزب البديل من أجل ألمانيا وهو يميني متطرف لا يتفقون مع فكرة أن البلاد لديها "التزام خاص تجاه إسرائيل". داعين للتغلب على "عبادة الذنب". كما قالوا.

وتصاعدت بعد السابع من اكتوبر، التوترات في عدة مدن ألمانية أخرى. وعززت الشرطة الألمانية الإجراءات الأمنية في المؤسسات الثقافية ودور العبادة.

و الموقف الألماني سابق لطوفان الأقصى إذ قامت الإذاعة الألمانية "دويتشه فيله" المملوكة للدولة قبل عامين بفصل سبعة صحفيين فلسطينيين وعرب بسبب تصريحات مزعومة معادية للسامية. وطعن بعضهم أمام المحكمة التي قضت لصالحهم في النهاية.

ويقول النشطاء من اجل فلسطين او غزة ان ألمانيا لا تفصل بين الصهيونية واليهودية على الرغم أن هذه المساواة مرفوضة حتى من بعض الجماعات اليهودية.

ورغم هذا لم تسلم ألمانيا من الانتقاد الاسرائيلي بعد تصويتها لصالح قرار يطالب بوقف اطلاق النار في غزة بالجمعية العامة للأمم المتحدة. وأعتبر ممثل الدولة اليهودية، ان هذا لا يتفق مع موقف ألمانيا واساس وجودها كجمهورية.

ورغم ذلك نرى ألمانيا وبسبب تاريخها بالذات، انها قد دوراً مفيداً. ولكنها تحتاج قدراً كبيراً من الحساسية والدقة، وليس القليل من الصلابة. كما كتب موقع بوليتيكو

وبين ارادة التكفير المستمر عن خطيئة الهولوكوست، والوفاء باستحقاقات الإنسانية، تبدو برلين مشتتة بالفعل كما يحدث الان بسبب غزة.
صحفي ليبي