المأزق الأمريكي في غزة..د. رسول عدنان

الثلاثاء 07 نوفمبر 2023 10:57 ص / بتوقيت القدس +2GMT
المأزق الأمريكي في غزة..د. رسول عدنان



سبق لي ان قلت أنّ الحرب الحقيقية لم تبدأ إلا في دخول الجيش الإسرائيلي الى غزة -لا سمح الله- عندها ستبدأ حرب شوارع طاحنة بين أهل الأرض الحقيقيين و بين قوات الأحتلال الأسرائيلي و كل ما حصل الى الآن من قصف تمهيدي بكفة و ما سوف يحصل في حرب الشوارع بكفة ثانية – -و في كل هذا يعيش الرئيس الأمريكي ( جو بايدن ) أسوأ أختبار لإدارته الديمقراطية منذ 3 سنوات خلت – – ففي بداية الأزمة أقدم على خطوات غير مدروسة بل مندفعة تماما و وضع غالبية بيضه في سلة حليفه ( النت ياهو ) و عندما أكتشف مدى الخطأ الذي أوقعه المتطرفون الصهاينة داخل إدارته و على رأسهم ( جاك شومر ) رئيس مجلس النواب ووزير خارجيته بلنكن و كلاهما يهودي – – و خاصة و قد اتسعت الخلافات داخل أدارته و تعالت الأصوات من داخل حزبه للضغط على حليفه ( النت ياهو ) لأيقاف هذا العدوان بعد الصور المروعة و الألاف من الضحايا الأبرياء و أغلبهم من الأطفال في غزة الصامدة و الذين قتلوا بسبب الدعم الأمريكي لإسرائيل – – بدأت الأدارة الأمريكية تراجع جميع حساباتها خاصة في داخل الحزب الديمقراطي الحاكم و الولايات المتحدة بشكل عام و هذه هي القراءة الدقيقة لوضع الرئيس ( جو بايدن )

1- الضغوط الكبيرة من قبل ( اليسار المعتدل داخل الحزب الديمقراطي ) و ( الضغط الكبير لمسلمي أمريكا و خاصة من العرب ) ( الضغط الهائل الذي يمارسه اليهود غير الصهاينة بقيادة ساندر ) ثم المظاهرات التي أخذت تتسمع في عرض أمريكا و طولها مطالبة بأنها الحرب في غزة

2- الخلافات السياسية و العسكرية بين الأمريكيين و الصهاينة في اسرائيل اتسعت بعد الأنزال الفاشل في غزة بمشاركة قوات النخبة الأمريكية و التي أبيدت بالكامل و وصول جثامينهم الى أمريكا

3-تهديد الجمهور الديمقراطي من ( المسلمين و العرب و اليهود و السود ) أصواتهم مقابل وقف الحرب خاصة والتحضير للحملة الأنتخابية قد بدأ فعلا و بايدن في وضع سيئ للغاية اقتصاديا و شعبيا و سياسيا

4- تعالي الأصوات لاستبدال الرئيس الأمريكي بمرشح آخر هو ( رئيس ولاية كاليفورنيا الديمقراطي كفن نيوزمن ) لأنقاذ الديمقراطيين من خسارة بدأت تتضح ملامحها

5- استغلال اليمين الأمريكي وخاصة المتطرفين منهم ( ترامب وحلفاؤه ) للأداء السيئ للرئيس بايدن بعد ان ورطوه بزيادة الدعم لأسرائيل و ها هم يستغلون هذا الدعم ضده مبررين بازدياد عدد الضحايا من الأطفال و الأبرياء و أن أدارة جو بايدن فشلت في وضع هدنة إنسانية و كل هذا فقط لأسباب أنتخابية فلو كان الجمهوريون في الحكم سواءا بقيادة ترامب ام غيره لكان دعمهم لإسرائيل أكبر بكثير من أدارة بايدن

6- اتساع الانتقادات للإدارة الأمريكية و الحكومة الإسرائيلية التي تمارس سياسية الأرض المحروقة ضد الأبرياء في غزة قادت هذه الخلافات أدت أن يوصي الدبلوماسيون و العسكريون الأمريكيون بوقف الدعم لأسرائيل بقيادة ( النت ياهو ) و الذي أصبح ينظر له كجواد كسرت ساقه

7- النت ياهو هذا يحاول ان يلبي رغبة حليفه بايدن غير ان اليمين الصهيوني المتطرف الذي أعاده الى رئاسة الوزراء يرفض مناقشة أي هدنة انسانية او وقف لإطلاق النار و خاصة حزب ( إسرائيل بيتنا )

8- أرسال حاملة طائرات ثانية الى البحر الأبيض المتوسط مباشرة بعد خطاب السيد ( حسن نصر الله ) و الذي قال بمنتهى الوضوح ( كل الخيارات مطروحة على الطاولة ) و هذا يعني أنّه أبقى باب الحرب ضد إسرائيل مفتوح

9- إذا اندلعت الحرب في شمال إسرائيل هذا يعني دخول كل من إيران و حلفاؤها الى جانب حزب الله و حماس و أمريكا و حلفائها الى جانب اسرائيل و هذا يعني خروج الحرب عن السيطرة تماما و قد تقود الى مواجهة مباشرة بين إيران و أمريكا الغارقة بالديون

10-المستفيد الأكبر في هذا المواجهة هما ( روسيا و الصين ) و اللذان ينتظران الخطأ الأمريكي القادم بفارغ الصبر لكي يجعلان الإدارة الأمريكية تدفع ثمن ( دعمها لأوكرانيا فيما يخص روسيا و حمايتها لتايوان و الحرب التجارية و عرقلتها لطريق الحرير فيما يخص الصين )

و في كل هذا الولايات المتحدة التي تغرق كل دقيقة في الديون لا تستطيع ان تواجه كل هذه التحديات دفعة واحدة – – و بالتالي الحل الوحيد هو الضغط على حليفتها إسرائيل بقبول هدنة إنسانية ووقف إطلاق النار لتزايد الانتقادات الحادة في كلا البلدين – – و في كل هذا ستبقى المقاومة الاسلامية الباسلة و الدفاع المستميت و الصمود الإعجازي الأسطوري لصناديد حماس والجهاد الإسلامي هو البوصلة التي ستشير إلى النصر الفلسطيني القادم ان شاء الله

شاعر و كاتب عراقي يقيم في أمريكا