هناك من صنع خدعة الدول العظمى وجعل أمريكا على رأسها دون أن يكون هنالك ما يكفي حتى نعرف أنها بالفعل عُظمى بحجم ما تصدره للعالم من خدع ومهاترات ونظريات متناقضة حدها أبواب القاعات المغلقة ؛ ولعل القضية الفلسطينية هي أكثر مادة دسمة تاجرت بها منظمات الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي الذي صوت أخيرا على غرار أحداث 7 أكتوبر “طوفان الأقصى” بأن إسرائيل “البريئة المظلومة” لها الحق في الدفاع عن نفسها أو كان الأجدر الدفاع عن فكرة وجودها غير الشرعية من الأساس.
الإعلام الغربي أبدع أخيرا في استخدام كل ما بوسعه ليظهر على أنه آلة تحرك بعيدا عن قواعد المهنية وعن أي مهنية نتحدث في وقت بات التحريض على القتل صراحة في تقارير المراسلين الميدانيين الذين صوروا لأكبر قدر ممكن أن رد فعل إسرائيل كان على جريمة ارتكبتها حماس التي تصنف على أنها إرهابية في عناوين أخبارهم وصحفهم ؛ في حين أن سياسة قتل الأطفال والعزل هي أسهل طريقة ينتهجها الإرهابي الحقيقي وهو ما لم تفعله حماس البتة بل على العكس لم ترضخ لجرائم إسرائيل ومحاولاتها استخدام المدنيين للضغط والتهكم وكان بإمكانها أن تفعل ما يقهر الإسرائيليين ويحرق قلوبهم على أسراهم ، سيما وأن الإسرائيليين أنفسهم ممتعضين وغير راضين عن حكومة اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو وهناك حالة سخط شعبي لطالما حاولت أذرع الاحتلال وبواباته الإعلامية التشويش عليها ومحاولة إظهار البنية الداخلية على أنها بصلابة جيشهم الذي لا يقهر !
ما سبق بالنسبة للغرب وبعض الرؤساء والمنظمات التي تُرابي بالإنسانية مجرد رواية كاذبة من طرف واحد لأنهم يقتنعون أن إسرائيل وجدت لتدافع عن نفسها ولتحقق مصالح غيرها وبالتالي مصائب قوم عند قوم فوائد ، المقولة التي أكدها الرئيس الأمريكي العجوز جو بايدن عندما صرح أنه لو لم تكن هنالك إسرائيل لصنع إسرائيل ؛ لأن أقصر طريقة ليضغط على الشرق الأوسط من اليد التي تؤلمه هي إسرائيل ، وحتى المنطقة برمتها أصبحت تترجم أفعال ونظريات الغرب في هذا الشأن ولعل التطبيع كان شاهدا على عملية المساومة وتمرير المصالح ، أي أننا بالمختصر أمام أمريكا زوجة الأب التي تداهم وتغتصب الجميع لتصدر ملائكية ابنتها المدللة إسرائيل وتفعل ما بوسعها من تضحيات لجعل العالم يرى أن فلسطين باتت عبء ومخرج للحركات والفصائل الإرهابية وأن مصلحة العرب هي الرضوخ للتطبيع على أن يتم حُلم إبليس في الجنة بحل الدولتين المنشود .
صحافية أردنية
