قال الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، إن هناك أربعة معطيات يجب معرفتها من أجل فهم مخاطر حشرة "بق الأفرشة" الصحية على الفرد ثم على الصحة العامة، أهمها أن "هذه الحشرة غير ناقلة للأمراض، سواء الفيروسات أو البكتيريا، وتأثيرها يكون فقط على شكل حساسية في جلد الإنسان".
وأضاف حمضي، أن تأثيرها الثاني هو نفسي، حيث "إن الناس تخاف من أن تمص هذه الحشرات دمهم"، مشيرا إلى أن "هذه الحشرة يمكن أن تؤدي إلى فقر الدم في حالة ما كانت كثيرة في منزل الشخص، وتمكنت من جسده، حيث يمكنها عض جسم الإنسان أكثر من 70 مرة في ليلة واحدة".
وأفاد الباحث في السياسات والنظم الصحية، أن: "هذه الحشرة ليست وليدة اليوم، بل ظهرت قبل أكثر من خمسين سنة، وكان قد تم القضاء عليها من خلال استعمال أحد المبيدات، الذي تم منعه فيما بعد لخطورته على المنتجات الفلاحية؛ ورغم التوصل لعدد من المبيدات الحشرية الأخرى إلا أنها لم تعمل بفعالية كبيرة مثل المبيد الحشري الأول؛ الذي تم منعه".
وأشار المختص إلى أن "بق الفراش، عاد إلى الظهور قبل ما يزيد عن 15 سنة، بسبب اكتسابه مقاومة ضد المبيدات المنتشرة؛ وتزداد خطورة انتشاره عبر إعادة استعمال الأثاث المنزلي القديم، حيث أن هذا الأمر هو حصان طروادة الذي يعزز من انتشار بق الفراش".
وأكد حمضي أن "هناك مسحا أجرته شركة إبسوس في تموز/ يوليو 2022؛ كشف أنه من 2017 إلى 2022 كانت 11 في المئة من الأسر الفرنسية تعاني منه، فيما أظهرت دراسة أخرى أنه في 2018 كان هناك 400 ألف مكان موبوء في فرنسا بسبب هذه الحشرة، التي تتكاثر بسرعة كبيرة".
وأكد المتحدث نفسه، على أنه "ليس لانتشار هذه الحشرات أي علاقة بالنظافة، حيث إنها تتنقل من مكان لآخر عبر الأفرشة واللباس وحقائب السفر وغيرها، ويمكن لأي إنسان نقلها، مهما كان مستواه الاجتماعي" مشيرا إلى أن "ارتفاع درجة الحرارة سبب مهم في تكاثرها السريع، وحين تنخفض درجة الحرارة تختبئ عن الأنظار، لكنها لا تموت".
وأوصى الباحث في النظم الصحية، جميع المواطنين، بأخذ "كافة تدابير الحيطة والحذر، خاصة ممّن يسافرون كثيرا داخل وخارج الوطن، ويكثرون من النزول في المنازل المفروشة، وبضرورة تفتيش غرف الفنادق أو الشقق المفروشة قبل النوم فيها، من أجل تفادي نقلها إلى منازلهم".
وفي الوقت الذي دعا فيه حمضي إلى "ضرورة الاستعانة بمتخصصين في الميدان بمجرد العثور على حشرة البق في الأفرشة"؛ أكد على أهمية "مراقبة الموانئ والمطارات ووسائل النقل، لتفادي السيناريو الفرنسي".
