عبّر وزير الدفاع الأميركيّ، لويد أوستن، خلال محادثته التي جرت مع وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، الثلاثاء، عن قلق أميركي بشأن حالة الجيش الإسرائيليّ وكفاءته، وذلك في ظلّ امتناع جنود احتياط عن الخدمة العسكرية، عقب المضيّ قدما في خطة إضعاف القضاء، من قبل حكومة بنيامين نتنياهو.
جاء ذلك بحسب ما أفادت القناة الإسرائيلية 13، في تقرير نشرته مساء الأربعاء، وأشارت فيه إلى أن أوستن قد أوضح لغالانت أن لاتفاقات السياسية بشأن جهاز القضاء في إسرائيل؛ مهمة لأمن إسرائيل، "في ضوء التهديدات والتحديات الأمنية المختلفة".
وأشار التقرير إلى أن الجانب الأميركيّ، لا يطالب تل أبيب بالتوصل إلى توافقات واسعة بشأن "إصلاح القضاء"، "لأن هذا هو الشيء الصحيح في نظرهم في الديمقراطية، بل يقولون أيضًا إنه الشيء الصحيح لإسرائيل من وجهة النظر الأمنية".
وذكرت القناة أن غالانت ردّ على أوستن بالإشارة إلى جهوده للتوصل إلى تسوية. وكانت جهات في الائتلاف الحكومي، يتقدمها غالانت، قد حاولت الدفع نحو تعديل أحادي الجانب و"تخفيف" صيغة قانون ذريعة عدم المعقولية، وذلك على وقع تصاعد الاحتجاجات التي امتدت إلى الجيش، وسط تحذيرات من تداعيات التشريعات القضائية على جهوزية وتماسكه، وما قد تسببه من "فوضى" داخلية في إسرائيل، مدعوفةً بانقسامات مجتمعية عميقة.
وفي ما يتعلّق بجهوزية الجيش الإسرائيلي، فقد قال غالانت لأوستن إنه لا يوجد حاليًا أي ضرر على كفاءته، غير أنه أضاف أنه "من الصعب معرفة النتيجة النهائية للتهديدات الموجهة إلى الجيش، والتي تلوّح بالتوقّف عن التطوّع في الخدمة العسكرية.
كما قال غالانت لأوستن: "نحن نعمل مع رئيس الأركان (رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي) لضمان استمرار جهوزية" الجيش.
غالانت... ربّما يكون العنوان الوحيد في حكومة نتنياهو
ولفت التقرير إلى أن المحادثة التي جرت بين أوستن وغالانت، هي المحادثة "الأولى والوحيدة" التي جرت حتى الآن بين مسؤول أميركي وإسرائيلي، بعد المصادقة على قانون ذريعة عدم المعقولية.
وشدّدت على أن حقيقة اختيار غالانت كعنوان في إسرائيل لذلك؛ "تُظهر مرة أخرى أنه يُنظر إليه من قبل الإدارة الأميركية على أنه شخص مسؤول في الحكومة" الإسرائيلية.
وأضاف التقرير أن غالانت "ربما يكون من العناوين الوحيدة" للإدارة الأميركية، داخل الحكومة الحالية.
كما تطرّق التقرير إلى اللقاء المحتمَل عقدُه بين نتنياهو والرئيس الصينيّ، شي جين بينغ، خلال العام الجاري، وذكر أن زيارة كتلك، تُعدّ "نوعا من التحدي للأميركيين، حيث لا يزال من غير الواضح متى سيلتقي (الرئيس الأميركي، جو) بايدن ونتنياهو"، الذي لم يزُر البيت الأبيض بعد، منذ تولّيه منصبه في الحكومة الحالية.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن مكتب نتنياهو، أنه تلقّى من الرئيس الصينيّ رسالة مفادها، أنه يتطلّع للّقاء به، هذا العام.
ويأتي إعلان مكتب نتنياهو، في ظلّ أزمة بين إدارة بايدن، علما بأن الرئيس الإسرائيليّ كان قد خُصِّص بالدعوة إلى البيت الأبيض، وقد زار واشنطن قبل أيام، وألقى خطابا في الكونغرس.
وشدّدت إدارة بايدن خلال الفترة الأخيرة، على أنها تريد التوصل إلى إجماع، أو توافق واسع بشأن خطة "إصلاح القضاء" في إسرائيل، غير أن هذا لم يحدث.