أصدرت منظمة الصحة العالمية (المنظمة) دراسة بشأن جدوى الاستثمار في الوقاية من الغرق تبين كيف أن اتخاذ إجراءين فقط ، الأول الاستثمار في الرعاية النهارية للأطفال في سن ما قبل المدرسة وتلقين مهارات السباحة الأساسية للأطفال في سن المدرسة ، والثاني كفيل بحماية ملايين الأرواح. ويمكن أن يحقق كل دولار يستثمر في هذين الإجراءين فوائد تصل إلى تسعة أضعاف من القيمة الأصلية المستثمرة.
والغرق هو مشكلة صحية عامة قاتلة لكنها لا تحظى بالقدر الكافي من الاهتمام. وقد تسبب في أكثر من 2.5 مليون حالة وفاة في العقد الماضي، وسُجلت 90٪ من هذه الوفيات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وفي جميع الفئات العمرية، يعاني الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1-4 سنوات و5-9 سنوات من أعلى معدلات الغرق، مما يؤكد ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لحماية الأجيال القادمة.
ومع ذلك، هناك حلول فعالة. وتظهر دراسة جدوى الاستثمار الجديدة أنه يمكن بحلول عام 2050 أن تؤدي زيادة الاستثمار العالمي في تدبيرين فقط إلى إنقاذ أرواح أكثر من 774000 طفل، والوقاية من نحو مليون حالة غرق غير مميتة لدى الأطفال، وتجنب إصابات خطيرة تقصر من أعمار 178000 من ضحايا الغرق.
ويمكنها أيضا أن تجنب من خسائر اقتصادية محتملة تزيد عن 400 مليار دولار أمريكي في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل التي تتحمل أشد الأعباء، وأن تحقق فوائد تراكمية تقدر بزهاء 9 دولارات أمريكية مقابل كل دولار أمريكي مستثمر. وقد استثمرت بلدان مثل بنغلاديش وجنوب أفريقيا وتايلند وفييت نام بالفعل في هذه التدخلات الفعالة من حيث التكلفة، والتي تفيد الأطفال وأسرهم من خلال الحد من خطر الغرق، وإتاحة فرص جديدة في الوقت نفسه لتحسين الصحة والتنمية والرفاه.
وقال المدير العام للمنظمة، الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، "من خلال تنفيذ تدابير وقائية فعالة، وزيادة الاستثمارات، وإذكاء الوعي، يمكننا إنقاذ أعداد لا حصر لها من الأرواح. وبمناسبة احتفالنا اليوم باليوم العالمي للوقاية من الغرق، نطلب من البلدان والشركاء أن يتكاتفوا من أجل جعل الوقاية من الغرق أولوية عالمية".
وقد اعتمدت جمعية الصحة العالمية في أيار/ مايو 023، أول قرار لها بشأن الوقاية من الغرق. ويدعو هذا القرار المنظمة إلى قيادة الجهود داخل منظومة الأمم المتحدة للوقاية من الغرق وتيسير الاحتفال باليوم العالمي للوقاية من الغرق في 25 تموز/يوليو من كل عام.
وعلى النحو المطلوب في قرار جمعية الصحة العالمية، تطلق المنظمة التحالف العالمي للوقاية من الغرق. والتحالف هو شبكة من الشركاء الذين سيعملون معا لتنسيق الجهود الرامية إلى الوقاية من الوفيات الناجمة عن الغرق وتعزيز هذه الجهود وتحسينها وتوسيع نطاقها، اتساقاً مع أولويات المنظمة. ويعمل التحالف وفقا لمبادئ المواءمة والتنسيق، والمرونة والاستجابة، ودفع العمل على المستوى القُطري، والشفافية، والنهج القائمة على الأدلة، والتنسيق بين الأطراف المعنية.
وقال مايكل بلومبرغ، مؤسس بلومبرغ إل بي ومؤسسة بلومبرغ الخيرية والسفير العالمي لمنظمة الصحة العالمية للأمراض غير السارية والإصابات، "على مدى العقد الماضي، تسبب الغرق في مصرع أكثر من 2.5 مليون شخص. وتعمل مؤسسة بلومبرغ الخيرية مع شركائنا لتنفيذ حلول ثبتت فعاليتها في إنقاذ الأرواح، مثل تعليم مهارات البقاء الأساسية أثناء السباحة وتوفير الرعاية للأطفال. والآن، من خلال تضافر الجهود بين الحكومات والشركاء من جميع أنحاء العالم، يمكننا المساعدة في نشر هذا العمل وإنقاذ المزيد من الأرواح".
وتعكف المنظمة أيضا على إعداد تقرير عالمي عن حالة الوقاية من الغرق من أجل تحسين فهم أثر الغرق وتحليل الإجراءات الحكومية في جميع أنحاء العالم. وسيتيح التقرير العالمي عن حالة الغرق معلومات حاسمة لواضعي السياسات ومديري البرامج لحفز المزيد من الإجراءات لتنفيذ ما أوصت به المنظمة من تدخلات منخفضة التكلفة وقابلة للتوسيع وفعالة في الوقاية من الغرق، مع دعوة جميع الدول الأعضاء الـ194 إلى المشاركة.