ترأس مساعد وزير الخارجية والمغتربين للشؤون العربية السفير فايز أبو الرب، اليوم الأحد، في العاصمة العراقية بغداد، جلسة المشاورات السياسية الأولى التي تُعقد بين دولة فلسطين وجمهورية العراق، مع رئيس الدائرة العربية السفير أسامة الرفاعي، في مقر وزارة الخارجية العراقية، وذلك بناءً على تعليمات وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي.
وأشاد السفير أبو الرب بعمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين ومتانتها، وبالموقف العراقي الدائم والثابت والكامل في دعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة والعادلة في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، في المحافل الدولية كافة.
وأشار أبو الرب إلى أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في الإطار السياسي، وتحديدا في مجال دعم حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، والمضي قدما نحو توقيع المزيد من اتفاقيات التعاون بين البلدين.
كما استعرض آخر المستجدات الميدانية في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة، في ظل حكومة الاحتلال الحالية التي تمارس الجرائم اليومية بحق المواطن الفلسطيني، وكان آخرها الإعدامات التي حصلت في مدينة نابلس، والعدوان الوحشي الأخير على مدينة جنين ومخيمها، الذي خلّف شهداء وجرحى وتدميرا كاملا للبنية التحتية للمخيم، بالإضافة إلى جرائم مليشيات المستوطنين المسلحة ضد المواطنين الفلسطينيين العزل وأرضهم ومنازلهم وممتلكاتهم ومركباتهم، كما حصل في حوارة، وترمسعيا، وأم صفا، وعوريف، التي تتم بحماية ودعم وإسناد من جيش الاحتلال.
وأشار إلى الانتهاكات اليومية بحق المقدسات المسيحية والإسلامية في مدينة القدس، في محاولات الاحتلال الرامية إلى إخراج القدس من دائرة المفاوضات النهائية، كمدخل لتخريب فرصة تجسيد الدولة الفلسطينية واستبدالها بمفاهيم الصراع الديني، لإخفاء حقيقة وجود الاحتلال الإسرائيلي على أرض دولة فلسطين.
وأطلع السفير أبو الرب، السفير الرفاعي على الانتهاكات التي تقوم بها قوات الاحتلال بحق أسرانا الأبطال في سجونها، من تضييقات وسن قوانين عنصرية بحقهم، كما تطرق إلى الأزمة المالية التي تعاني منها دولة فلسطين والحاجة إلى دعم مالي عاجل، في ظل استمرار عمليات القرصنة الممنهجة التي يقوم بها الاحتلال للأموال الفلسطينية، وفي هذا السياق، طالب أبو الرب الأشقاء في العراق بسرعة الوفاء بالتزاماتهم المالية وتسديدها وفق للمقررات الصادرة عن القمم العربية.
وفي سياق الحديث عن أحوال الجالية الفلسطينية، تطرق السفير أحمد عقل إلى مشروع قانون مساواة الفلسطيني بشقيقه العراقي.
من جانبه، أكد السفير الرفاعي موقف العراق الرسمي والشعبي الثابت من القضية الفلسطينية، ورفض أي مشروع استيطاني في المنطقة، مؤكدا "الوقوف مع إخواننا الفلسطينيين في دفاعهم عن حقوقهم المشروعة، وإقامة دولتهم المستقلة"، وشدد على "استمرار الدعم السياسي والمالي والتنموي والاقتصادي لدولة فلسطين".
وقد انضم وكيل وزارة الخارجية العراقية محمد بحر العلوم للعلاقات الثنائية إلى الاجتماع، حيث أكد "الوقوف مع الأشقاء في فلسطين، والاستعداد لتقديم أشكال الدعم كافة من أجل نيل حقوقهم المشروعة ومنها حق العودة، وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
واتفق الطرفان على انعقاد اللجنة المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين، التي تشمل جميع القطاعات ذات الاهتمام المشترك خلال الفترة القريبة المقبلة.
وحضر اللقاء من الجانب الفلسطيني: مسؤول ملف جمهورية العراق في وزارة الخارجية والمغتربين، سكرتير ثالث كلثوم جابر، ومن الجانب العراقي: نائب رئيس الدائرة العربية نوفل البصري، ومسؤول قسم فلسطين عدي حاتم، ومعاون مدير الدائرة العربية فؤاد غازي.