أطلع وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، وفدا برلمانيا ألمانيا برئاسة عضو البرلمان الألماني (البوندستاغ)، المتحدث باسم المجموعة البرلمانية لحزب الاتحاد المسيحي للشؤون الخارجية السيد يورغن هارت، على آخر التطورات والمستجدات السياسية على الساحة الفلسطينية.
وتحدث المالكي خلال اللقاء الذي عُقد بمقر الوزارة في مدينة رام الله، اليوم الأربعاء، عن المشهد اليومي في الأرض الفلسطينية المحتلة، في ظل التوسع الاستيطاني، والاستيلاء على الأراضي، وتهويد القدس، وتوزيع إخطارات الهدم، وإجبار المواطنين الفلسطينيين على هدم منازلهم ذاتيا، واستمرار قتل شعبنا كما حصل مؤخرا في جريمة إعدام الطفل محمد التميمي بعمر عامين.
وتطرق إلى اعتداء المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين ومنازلهم وممتلكاتهم ومركباتهم وأرضهم ومقدساتهم، بحماية ودعم من حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، وتحريض علني ومستمر من أعضاء الكنيست المتطرفين مثل بن غفير وسموتريتش، مشيرا إلى أن هذه الانتهاكات والجرائم هي أكبر دليل على أن الحكومة الإسرائيلية العنصرية تعمل على إلغاء الوجود الفلسطيني، خاصة في القدس والمناطق المصنفة (ج).
ولفت المالكي إلى أن إسرائيل انتقلت من مرحلة الاحتلال إلى مرحلة الاستعمار الكولونيالي، وأنشأت نظاما مختلفا موازيا للنظام الموجود للشعب الفلسطيني تحت احتلالها، يعطي امتيازا للمستوطنين المستعمرين على حساب الفلسطينيين، وهذا نظام تمييزي ونظام فصل عنصري (أبارتهايد) بامتياز.
وقال: إن إسرائيل عملت على منع إجراء انتخابات فلسطينية مرارا وتكرارا في القدس الشرقية، والمناطق المصنفة (ج)، تحت ذرائع وحجج واهية، وحرمان المواطن الفلسطيني من حقه الديمقراطي في الانتخابات.
وطالب المجتمع الدولي بالخروج من إطار المناشدات والإدانات الدولية، إلى خطوات عملية رادعة لانتهاكات الاحتلال ومستوطنيه وجرائمهم المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، وإجبار دولة الاحتلال على الانصياع للقرارات الدولية والقانون الدولي.
وثمن المالكي الدعم المالي المستمر الذي تقدمه ألمانيا إلى دولة فلسطين، خاصة للمشاريع الحيوية في مختلف المجالات، إذ تُعتبر إحدى أكبر الدول المانحة لفلسطين للمؤسسات الحكومية، إضافة إلى دعمها السياسي والمالي لوكالة "الأونروا".
كما أشاد بالدور الذي تلعبه "رباعية ميونخ" من أجل إحياء عملية السلام، وضرورة أن تلعب المجموعة دوراً أكثر فعالية، داعيا البرلمان الألماني (البوندستاغ) إلى تشكيل لجنة صداقة برلمانية مع فلسطين، من أجل إعطاء مساحة أكبر للرواية الفلسطينية.
من جانبه، استعرض هارت ما شاهده على أرض الواقع من إجراءات إسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني خلال جولته والوفد المرافق له إلى مدينة الخليل، مؤكدا موقف بلاده الثابت باستمرار تقديم الدعم لفلسطين في مختلف المجالات، سواء للمؤسسات الحكومية أو مؤسسات المجتمع المدني، ولوكالة الأونروا.
وشدد على موقف بلاده الثابت من حل الدولتين، وتقديم الدعم التنموي والمالي للمؤسسات الرسمية الفلسطينية، لتعزيز عملها وبناء قدراتها.