أسدى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أوامر بأن تشمل عملية إجلاء رعايا بلاده من السودان، المواطنين الفلسطينيين والسوريين أيضا، في إطار التضامن مع هذين البلدين العربيين.
وقالت الرئاسة الجزائرية في بيان لها، إن السيد تبون في إطار متابعته الدقيقة والمستمرة لأوضاع جاليتنا في السودان، وفور تدهور الأوضاع الأمنية المؤسفة في هذا البلد الشقيق، أعطى أمرا بإجلاء أعضاء جاليتنا الراغبين في العودة، في ظروف جيدة، حرصا منه على أمنهم وسلامتهم.
كما أمر الرئيس، وفق البيان بأن تشمل عملية الإجلاء والمساعدة، كل رعايا الدول الشقيقة والصديقة الراغبة في ذلك، في مقدمتهم أشقاؤنا الفلسطينيون المقيمون في السودان، حيث مست العملية لحد الآن 13 مواطنا فلسطينيا و22 مواطن سوريا.
وكان عدد من أفراد الجالية الجزائرية في السودان وعائلاتهم، وأعضاء السفار بالخرطوم، قد وصلوا، مساء أمس إلى أرض الوطن، قادمين من مطار بورتسودان على متن طائرة عسكرية تابعة للجيش الوطني الشعبي الجزائري.
ولاقت خطوة الجزائر التي تترأس حاليا الجامعة العربية على مستوى القمة، إشادة من الفلسطينيين على مواقع التواصل الذين عبروا عن شكرهم للسلطات الجزائرية على هذه الالتفاتة الإنسانية، في ظل صعوبة عملية الإجلاء وتكلفتها الباهظة.
وكتب الباحث والمؤرخ الفلسطيني، أسامة الأشقر تدوينة على صفحته بموقع فيسبوك ذكر فيها أن “مسؤولي السفارة لم يقبلوا بوصف الفلسطينيين الذين لجؤوا إلى سفارتهم بالأجانب، بل نادوهم بالجزائريين”.
وأضاف أنه قد تم الإجلاء “بحافلة كانت تحمل السفير وطاقم السفارة من بينهم ولداي وخالهما وعائلته، وقطعت الحافلة رحلة استمرت 20 ساعة حتى وصلت إلى مدينة بورتسودان على البحر الأحمر”.
وأشار الكاتب إلى أن السفارة تحمّلت تكاليف الرحلة كاملة رغم ارتفاع أجرتها إلى أضعاف مضاعفة كما هو الحال في مثل هذه الظروف، مبرزا أن “السفير وطاقمه التحديات التي واجهتهم بحنكة ذكية وصبر مشهود ونَفَس طويل وصدر مفتوح وحسم رغم كل التوتر والإشكالات والقلق واختلاط المشكلات وتعقيدها”.
ووصف السفير الجزائري بجمهورية السودان، مراد أسعد، عملية الإجلاء التي مست رعايا فلسطينيين وسوريين بالناجحة، مؤكدا أن ذلك “تحقق بفضل الخبرة التي اكتسبتها الجزائر في مجال حماية أمن مواطنيها في أصعب الظروف وفي كل الأمكنة”.
وقال من جهته سفير دولة فلسطين لدى الجزائر، فايز أبو عيطة، إن الجزائر قامت بإجلاء عائلتين فلسطينيتين من العاصمة السودانية، معتبرا أن هذا القرار يعكس إنسانية الجزائر وموقفها الشجاع والمشرف الداعم لفلسطين في كافة المحافل الإقليمية والدولية.”
وكشف سفير دمشق بالجزائر، نمير وهيب الغانم، عن تقديم السلطات الجزائرية يد المساعدة لإجلاء 22 مواطنا سوريا من السودان. وأبرز في تصريح صحفي عقب استقباله في الرئاسة إثر انتهاء مهامه بالجزائر، أنّه “قدم الشكر للرئيس تبون على تجاوبه الكبير في مساعدتنا على إجلاء 22 مواطنا سوريا، حيث تم وضعهم في أماكن آمنة بالسودان”.
وبدأت يوم الإثنين الماضي عملية إجلاء لفائدة الرعايا الجزائريين المقيمين بالسودان، وطلبت الخارجية الجزائرية من رعايا البلاد “توخي أقصى درجات الحيطة والحذر والبقاء في تواصل دائم مع مصالحها من أجل الإبلاغ عن مستجدات أوضاعهم عبر الرقم الأخضر والبريد المخصص لذلك المنشورين على المنصات الإلكترونية لها.”