شعار "الأرغون".. تعرف على قصة خريطة سموتريتش التي أغضبت الأردن وفلسطين

الإثنين 20 مارس 2023 08:33 م / بتوقيت القدس +2GMT
شعار "الأرغون".. تعرف على قصة خريطة سموتريتش التي أغضبت الأردن وفلسطين



وكالات/سما/

ظهر وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، في خطاب ألقاه الأحد 19 مارس/آذار 2023، في العاصمة الفرنسية باريس، وأمامه منصة مزينة بخريطة متداخلة بين فلسطين والأردن، وهي الخريطة التي تحمل شعار إحدى المنظمات المتطرفة، والتي تعتقد أن إسرائيل هي فلسطين والأردن.

تستند هذه الخريطة إلى شعار "الأرغون" التابع "للمنظمة العسكرية الوطنية في أرض إسرائيل"، وهي جماعة مسلحة تطالب بأن دولة فلسطين التاريخية ومملكة الأردن هي دولة يهودية، وأطلق عليها أيضاً اسم "إتسل".

تأسست هذه المنظمة السرية عام 1931م بالاشتراك مع جماعة مسلحة من حركة "بيتار" الإرهابية والهاغاناه؛ احتجاجاً على ما اعتبر "سياسة الهاغاناه الدفاعية"، وأصبحت الـ"إرغون" تحت إمرة "فلاديمير جابوتينسكي"، وكان شعارها يداً تمسك بندقية مكتوباً تحتها "هكذا فقط".

في عام 1943م تسلم مناحيم بيغن زعامة الـ"إرغون" التي صعّدت عملياتها الإرهابية ضد العرب. وأهم تلك العمليات: نسف فندق الملك داوود في القدس في 22/7/1946م، والهجوم الوحشي على قرية دير ياسين في 9/4/1948م.


وفي سبتمبر/أيلول 1948م، دمجت الـ"إرغون" في الجيش الإسرائيلي بناء على أوامر الحكومة الإسرائيلية، وقد كرّم رئيس الدولة العبرية قيادات الـ"إرغون" في نوفمبر/تشرين الثاني 1968م؛ "لدورهم القيادي" (حسب تعبيره) في خلق "دولة إسرائيل".

وبدأ الدعم السري من بولندا، للأرغون عام 1936، بسبب طموحات الحكومة البولندية، لتشجيع اليهود من أجل الهجرة إلى أرض فلسطين، عبر هذا الدعم.

ويعود سبب التشجيع على الهجرة، على اعتبار أن يهود بولندا، هم أفقر الطبقات في المجتمع، وبالتالي سهولة إقناعهم في المغادرة إلى أرض جديدة، سيحصلون فيها على حياة جديدة ومنازل.

وقدمت بولندا التدريب العسكري، للعناصر الراغبة في الهجرة، وكذلك الأسلحة والذخائر، التي استخدمت في ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين.
 

وخلال الثورة الفلسطينية التي انطلقت عام 1936، التي قامت ضد الاحتلال البريطاني لفلسطين، قامت "الأرغون" بتنفيذ 60 عملية إرهابية ضد الفلسطينيين.



مناحيم بيغن خلال إلقاء كلمة أمام عناصر المنظمة ويظهر فيها الشعار



عناصر من الأرغون خلال تلقيهم تدريبات في بؤر الاستيطان التي نشأت قبل قيام دولة الاحتلال


ملصقات ومنشورات وطوابع بريدية تتبع للمنظمة خلال فترة نشاطها-

ملصقات ومنشورات وطوابع بريدية تتبع للمنظمة خلال فترة نشاطها--

ملصقات ومنشورات وطوابع بريدية تتبع للمنظمة خلال فترة نشاطها

وخلال كلمته، عاد وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، لإطلاق تصريحاته المثيرة للجدل بشأن الفلسطينيين، وأنكر وجود الشعب الفلسطيني.

الأردن يستنكر

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الأردنية إدانتها واستنكارها الشديدين لاستخدام وزير المالية الإسرائيلي، خلال فعالية عُقدت في باريس، خريطة لإسرائيل تضم حدود المملكة الأردنية الهاشمية والأراضي الفلسطينية المحتلة، معتبرة أن هذا الإجراء يمثل تصرفاً تحريضياً وخرقاً للأعراف الدولية ومعاهدة السلام.

فلسطين: تصريحات عنصرية  
 

وأدانت الرئاسة الفلسطينية، اليوم الاثنين، تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في باريس والتي أنكر فيها وجود الشعب الفلسطيني. وأدانت الخارجية الفلسطينية هذه التصريحات، معتبرة أنها "دعوة إلى خلق الفوضى واستمرار دوامة العنف". كما أدانت الخارجية الأردنية استخدام سموتريتش خريطة لدولة الاحتلال الإسرائيلي تضم أجزاءً من المملكة الهاشمية.

وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان، اليوم الاثنين، "إن التصريحات العنصرية لوزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش التي أنكر فيها وجود الشعب الفلسطيني، هي محاولة لتزييف التاريخ وتزويره، وتكشف عنصرية الحكومة الإسرائيلية التي تحاول إنكار وجود الشعب الفلسطيني الموجود على هذه الأرض منذ الأزل".

وأضافت الرئاسة الفلسطينية "إن المحاولات الإسرائيلية لاختراع روايات كاذبة تنكر وجود شعبنا يفنّدها التاريخ الذي يؤكد أن الشعب الفلسطيني صاحب هذه الأرض التي تمتد جذوره فيها إلى أعماق التاريخ، ولا يحتاج أصلاً لأمثال سموتريتش للتعريف بتاريخه الممتد منذ فجر التاريخ".

بداية شهر مارس/آذار الجاري قال سموتريتش إن بلدة حوارة "يجب أن تُمحى"، مضيفاً: "أعتقد أن على إسرائيل أن تفعل ذلك وليس أشخاصاً عاديين"؛ مما أثار ردود أفعال عربية ودولية منددة، وحاول الوزير الإسرائيلي المتشدد التراجع عن تصريحاته.

لكن الوزير اليميني في حكومة نتنياهو عاد مجدداً لتصريحاته المتطرفة، وقال سموتريتش، الذي يتزعم الحزب الصهيوني الديني: "لا وجود لما يسمى بفلسطينيين لأنه لا وجود لما يسمى بشعب فلسطيني. من هم الفلسطينيون الحقيقيون؟ أنا فلسطيني".