نفذ أعضاء كنيست من أحزاب الائتلاف الإسرائيلي اليمين المتطرف الحاكم أمس جولة لتفقد العمل في البنى التحتية للجزء الأول من المشروع الاستيطاني في مدرج "مطار القدس" في قلنديا تمهيدا لدفع مخطط إقامة مستوطنة ضخمة تضم 11 ألف وحدة استيطانية على ثلاثة مراحل، وفنادق ومرافق ومؤسسات، مع توسيع المنطق الصناعية القائمة وربطها بخط القطار الخفيف بالقدس الغربية والمستوطنات بالقدس الشرقية.
تأتي الجولة بعد جولة وزير الخارجية الأمريكي وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي للإدارة الأميركية بعدم دفع هذا المشروع الاستيطاني أو الموافقة عليه في اللجان اللوائية والحكومة.
وكشفت أعضاء الكنيست الذين ينفذون جولات تفقدية ويجتمعون بالمهندسين والشركات الاستيطانية التابعة للبلدية التي تنوي تنفيذ المشروع ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيجري مداولات تتعلق بالمشروع الأسبوع الحالي، بهدف إيجاد كتلة استيطانية فاصلة وعازلة بين الفلسطينيين وأحياء القدس المحتلة وفصل التواصل الجغرافي والديمغرافي بآلاف الوحدات الاستيطانية بين مدينتي القدس ورام الله في وسط الضفة الغربية المحتلة.
وقال افير روزبرغ أحد المخططين للمشروع، إن المخطط لن ينفذ بالشكل الذي صادقت عليه لجان البلدية قبل أكثر من عام وإنما هناك تقليص في مناطق حساسة واضافات في مناطق ذات عمق وبعد عن تلك المباني الشاهقة الارتفاع في الطرف الثاني من الجدار للأسباب المعروفة.
وأضاف: إن قسم التخطيط والبناء في البلدية صادق قبل 4 أشهر على مخطط يشمل بناء نحو 11 ألف وحدة استيطانية على مرحلتين، أولّها المصادقة على 3800 وحدة سكنية استيطانية، على أن يرتفع العدد إلى عشرة آلاف وحدة استيطانية لاحقًا، في هذه المرحلة يحدد مشروع البلدية عن مساحة 1265 دونماً من المقرر بناء 9 آلاف وحدة استيطانية فيها ومناطق تجارية ومشاغل.
وأوضح أنه نظراً لوجود (عطروت)على طريق القدس تل أبيب، وفي شمال المدينة لا يوجد فنادق لاستيعاب السياح والمحتاجين للسكن المؤقت تقرر أن يشمل المخطّط بناء فنادق فخم وتحويل الصالة الرئيسية في مطار القدس المهجور إلى "مرفق سياحي". ومرافق ترفيهية ومدينة ملاهي. وحدائق عامة ومناطق صناعية تقام على 1250 دونما ويشمل المخطط إقامة مجمعات تجارية بمحاذاة شارع رقم 45.
يذكر أن مطار القدس الدولي على أراضي بلدة قلنديا في شمال مدينة القدس، وهو المطار الأقدم في فلسطين قبل النكبة حيث تمت إقامته في العام 1920، خلال الانتداب البريطاني على أرض مساحتها 650 دونما، وحتى الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة عام 1967 تم استخدام المطار للأغراض السياحية والتجارية من وإلى القدس وأقيمت فيه محطة لصيانة الطائرات الحربية – الاباشي- ومقر لشركات سياحة داخلية مثل (اركيع)الإسرائيلية وبقي كذلك إلى بداية الانتفاضة الأولى.
وحذر دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي خلال جولة في "عطروت"، بعد مصادقة بلدية القدس على المخطط، من أن "المصادقات على آلاف الوحدات الاستيطانية، هدفه عزل الفلسطينيين عن مدينتهم وتغيير طابع القدس الشرقية المحتلة، وأن عمليات كهذه لا تخرق فقط تعهدات إسرائيل كدولة احتلال، وإنما هي تقوض الخطوات نحو سلام دائم بين الجانبين وتثير توترات على الأرض".
