خبر : لا تخذلوه كما خذلتم عرفات من قبله...بقلم: ماجد هديب

السبت 07 نوفمبر 2009 11:53 م / بتوقيت القدس +2GMT
لا تخذلوه كما خذلتم عرفات من قبله...بقلم: ماجد هديب



قبل خمسة أعوام أو ما يزيد كنت قد كتبت بأنه إن لم نرص صفوفنا, وان لم يكف بعض المراهنين والمقامرين عن محاربة أبو عمار تحت مظلة حق ولكن كان يراد بها باطل في حينه وهي الإصلاح,فانه سيأتي يوما نبكي فيه أبا عمار كما يبكي فيه الشيعة الحسين والعباس بعد ألاف السنين , وذلك في ظل تعرضه للمؤامرة الدولية التي كانت تستهدفه, والتي  اتضحت معالمها رسميا لحظة انعقاد مؤتمر القمة العربية في بيروت ,الذي تم الإعلان فيه رسميا بضرورة  الخلاص منه ليس فقط لأن العرب قد عقدوا قمتهم دون حضوره , وإنما لإصرارهم أيضا عن قصد وتصميم لقطع خطابه المتلفز من مقره المحاصر في رام الله  وذلك من خلال أداة النظام السوري في لبنان أمين لحود. وها أنا اليوم أكتب لأقول وبعد سماع خطاب السيد الرئيس أبو مازن بأننا إن لم نتوحد ونصطف خلف قيادته أحزابا وقوى وإعلاميين وجماهير, فان أيام  تصفيته هو الآخر ليست ببعيدة, وكما بكينا أبو عمار وما زلنا نبكيه لأننا بأمس الحاجة إليه كلما مضت بنا السنين وتوالت على غيابه ,فانه حتما سيأتي يوما نبكي فيه أبو مازن كما يبكي فيه العرب على حالهم لخيانتهم الدولة العثمانية الإسلامية أو على  الأقل لعدم حيادهم أثناء تآمر الدول الاستعمارية التي تكالبت عليها وحمايتهم لسيادة أراضيهم واستقلالها ذاتيا . وإذا كان الرئيس عرفات الذي تمت تصفيته جسديا بعد توطئة  لذلك من دول تدعي الجهاد والمقاومة, وذلك  لقيامها بخطوات تصفيته المعنوية لا لشيء إلا لأنه أراد المزاوجة بين المقاومة والمفاوضة ,ولأنه قد نجح في أعادة ثورته إلى أحضان الجماهير لتقرر الاتجاه والمصير بعيدا عن التبعية والوصاية والاحتواء , فان محاربة أبو مازن تتم ألان من نفس تلك الدول التي تدعي المقاومة والجهاد  لا لشيء إلا لإعادة المنطقة إلى منطق اللاحرب واللا سلم لأعوام يتم الاتفاق عليها بين الأطراف فيما بعد.  وإذا كانت مؤامرة  تلك الدول على أبو عمار  كان قد أعلن عنها أداة النظام السوري  في حينه إميل لحود, فان المؤامرة التي تتم على  أبو مازن  اليوم وما زالت تتم فصولها هي من ميليشيات  مواليه  أيضا لتلك الدول التي تدعي الجهاد والمقاومة.  وإذا كانت الدول الأوروبية وأميركا كانت قد أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لتصفية أبو عمار جسديا , فان  الدول الأوروبية وأميركا وحتى إسرائيل قد أعطت الضوء الأخضر لحركة حماس بشكل مباشر أو بإيحاء منها  لتصفيته السياسية,  وذلك لوجود القواسم والمصلحة المشتركة بين هؤلاء جميعا  اقلها إعادة المنطقة إلى منطق  اللاحرب واللاسلم ولمساعدة  هؤلاء جميعا بما فيهم الدول العربية من التهرب من استحقاقات عملية السلام بشكل رسمي بعد رفض إسرائيل لها وفشل إدارة اوباما من الضغط على حكومتها  . نداء إلى إعلاميي فلسطين وقواها السياسية وجماهير شعبنا العظيم استحلفكم أن لا تخذلو أبو مازن كما خذلتم عرفات من قبله, فإن كنتم قد خذلتم أبو عمار لأنكم  قد انزلقتم دون وعي وقصد منكم  لأنكم أدخلتم أنفسكم أو تم إدخالكم بمتاهات كلمة  الحق التي كان يراد بها باطل وهي الإصلاح في الوقت الذي كان فيه بأمس الحاجة اليكم,  فإياكم أن تخذلوا رفيق دربه  لأن عدم التمسك به في ظل هده الظروف هي خيانة له وخذلان منكم  وتكريسا لهدنة تريدها حماس وإسرائيل  دون مقابل فهل نبقى مكتوفي الأيدي لنبكي بعد فوات الأوان , أو أن نتحرك لمبايعته حتى لا نخذله لأن في خذلانه كما قلت ضياع لحقوقنا وتيه لقضيتنا وصوملة لشوارعنا . alazhar76@yahoo.com