البعض قلق والبعض فرح ،والبعض الآخر في حالة ارتباك والجميع يتساءل ..لأي منعطف خطير نحن ذاهبون في المرحلة المقبلة ؟ فمنذ أن أعلن الرئيس محمود عباس اعتزامه عدم التنافس في الانتخابات الرئاسية القادمة المزمع عقدها في 24 كانون الثاني 2010.. وبدأ الساسة والمحللون والاحزاب والحركات وغيرهم يخضّون ويعجنون ويتدارسون ما الذي يريده الرئيس محمود عباس في حقيقة الأمر ؟! كثر من قالوا انها مناورة وآخرين وضعوا سيناريوهات المرحلة المقبلة , والبعض الآخر بدأ يبحث عن قادة ويطرح أسماء جديدة للترشح.. وهناك من قال انها رسالة ضغط لإدارة اوباما كونها غيرت من مواقفها بشأن الاستيطان ..وآخرون قالوا انها رسالة لحماس ..وغيرهم قالوا انها لإسرائيل ..والبعض قال :"انها للجميع.. الخ في حقيقة الأمر أن الرئيس أبو مازن شعر بإهانة كبيرة ولطمة من الأصدقاء المصريين , كون مصر رعت على مدار اشهر طويلة المصالحة الفلسطينية., فبعد أن توصلت الفصائل الى لغة مشتركة وخرج الجميع متفائلا , وعليه تأمل الشعب الفلسطيني خيرا بقرب التوصل الى اتفاق ينهي حالة التشرذم والشقاق ومن ثم العزلة والحصار (..) ..فكانت اتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني, المسماة بالورقة المصرية , وبعد مناقشتها في الأطر الفتحاوية وكذلك فصائل منظمة التحرير الفلسطينية , وقع عليها الرئيس انتظارا أن يتلوه توقيع الأخوة في حركة حماس ,إلا أن هذا التوقيع لم يأت حتى اللحظة ولحماس أسبابها..بغض النظر ترضي هذا الطرف أو ذاك أم لا ! الرئيس محمود عباس هنا بالضبط شعر بلطمة كبيرة من قبل المصريين الذين حتى اللحظة لم يحملوا حركة حماس تعطيل المصالحة , أو لم يتخذوا أي اجراء , بالمقابل يدور الحديث عن ملحق ما للورقة المصرية.تدون فيه ملاحظات حماس على وجه التحديد وملاحظات الفصائل الأخرى بما فيها حركة فتح. وبعد أن تأكد الرئيس أبو مازن من الموقف المصري الذي اعتبره مهين وغير مسئول وكذلك عدم رغبته القول علنا أن مصر (مضغوط عليها) أو أنها لم تف بوعهدها ولكي لا تتضرر العلاقات المصرية الفلسطينية التاريخية آثر سيادته أن يتلقى الضربة وحيدا وأن يستعرض رسالته التي عرج خلالها على الاحداث السياسية المختلفة والتاريخ الفلسطيني ومسيرة السلام (التي وصلت طريقا مسدودا) والتي من خلالها قال :" أنني أبلغت اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف واللجنة المركزية لفتح عدم رغبتي في ترشيح نفسي للانتخابات الرئاسية ,مؤكدا انها ليست مناورة أو مساومة ..مضيفا :"آمل أن يتفهموا موقفي (..) وأن هناك خطوات أخرى سأتخذها في الوقت المناسب.! ونحن في انتظار خطوات الرئيسالقادمة, نأمل أن تكون الرسالة قد وصلت للمعني.