خبر : حماس ومعركة المرجعيات....فهل من خطة..!! ..بقلم:عماد عفانه

السبت 31 أكتوبر 2009 01:27 م / بتوقيت القدس +2GMT
حماس ومعركة المرجعيات....فهل من خطة..!! ..بقلم:عماد عفانه



معركة حقيقية لكنها خفية وأحيانا تبدوا علنية تدور بين كل من حماس وفتح حول المرجعيات تضاف إلى الجبهات المفتوحة بين الجانبين، فكلما ألم بفريق المقاطعة خطب أو رغب هذا الفريق في تمرير قرار ما ، نراهم يعلنون عن مؤتمر صحفي أو خطاب لمحمود عباس، ولكل مؤتمر أو خطاب شكله وطابعه الذي يحرص هذا الفريق على صبغه به ألا وهو شكل الإجماع ، من اجل المبالغة بالإيحاء بالشرعية الوطنية والشعبية والمرجعية. فبنظرة متأنية على نوعية وشخوص الحضور في مؤتمرات عباس الصحفية وخطاباته وحتى مؤتمرات الهياكل والمرجعيات التي فصلها عباس وفريقه ابتداءً من مركزية المنظمة ولجنتها التنفيذية فاقدة الشرعية إلى مركزية فتح ومجلسها الثوري الذي جرت انتخاباته عبر مسرحية هزلية، نرى أن وجوه الحاضرين تقريبا هي ذات الوجوه وكأنهم خشب مسندة، ونرى أنهم قد وضعوا في أماكنهم بعناية فائقة ودقة متناهية، تحيط بهم الستائر الزرقاء كجدران من موج البحر الذي يوشك أن يطبق عليهم. عباس وكما قلت سابقا أكثر من مرة عمل على ترميم الشرعيات والمرجعيات التي أكل عليها الزمن وشرب لجهة تقويه ظهره ظاهريا أمام نتن ياهو الذي  يعتبر عباس غير ذي صفة وليس شريكا للسلام حتى بالمواصفات الصهيونية.  أما في الحقيقة فعباس يقوي ظهره بإحياء المرجعيات المتهالكة والتي فقدت مبرر وجودها للوقوف في وجه حماس ووقف مشروعها التحريري المقاوم الذي يناقض تماما مشروع عباس الذي لا يؤمن بالمقاومة أو التحرير أو حق العودة أو الدولة وعاصمتها القدس والذي يدفع أجهزته الأمنية بقيادة دايتون للمشاركة في فرق القوات الخاصة الصهيونية للعمل على قمع حماس في كل مدن الضفة المحتلة وحتى في القدس المحتلة مقابل تصاريح الـ VIB وقيام الاحتلال باعتقال الحرائر الماجدات اللاتي لا ينصعن لاستدعاء أجهزة عباس دايتون..!! فيا لها من مهزلة. في المقابل لا نرى حماس التي حازت على الشرعية الانتخابية عبر صناديق الاقتراع والتي هددت في السابق بإقامة جسم يضم فصائل المقاومة في الخارج ويشكل مرجعية وطنية ولا تكون بديلا عن منظمة التحرير جادة في هذا المسعى، وللتذكير فما أن سمع فريق عباس في حينه بالأمر حتى هرولوا غالى  القاهرة للتواصل مع حماس وإطلاق ماراتون  لا ينتهي من الحوارات لثني حماس عن هذا التوجه خوفا من حلول هذا الجسم الذي تحدثت عنه حماس بديلا عن منظمة التحرير التي باتت جسما لا قيمة له بعد أن جوفه عباس سياساً وجرف الزمن قادته التاريخيين من الوطنيين الحقيقيين واختطفه أزلام أمريكا والصهاينة من أصحاب مشاريع الإثراء المصابين بعقدة حب الظهور وامتلاك النفوذ حتى ولو كان في جحر جرذ يسمى المقاطعة. حماس صاحبة الشرعية الانتخابية من حيث الشكل قابلت خطوة عباس وفريق المقاطعة بحشد ذوي الوجوه المتخشبة من أعضاء  المرجعيات الفلسطينية التي أصيبت بداء الهزال الوطني والسياسي لسماع كلماته العبثية عن مشاريعه التفاوضية وعن أوصافه التي يطلقها بحق حماس والتي تأكل كل من مرة من صورته ومن رمزيته وتتركه كالخرقة البالية في مهب رياح نتن ياهو الاستيطانية والتهويدية. حماس قابلت هذه الخطوة بخطوة مماثلة في الخارج ولكنها شكلية فجمعت في مؤتمرات رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل قادة الفصائل وأمنائها العامين وعدد كبير من الشخصيات السياسية الاعتبارية والوطنية والكتاب ..الخ.وذلك لإقامة نوع من التوازن غير الحقيقي بين فريق المقاومة وفريق المقاطعة، وذلك لعدد من الاعتبارات: أولا : على صعيد عباس وفريق المقاطعة: -          عباس وفريقه أعادوا إحياء ما مات من مؤسسات ومرجعيات وطنية ووضعوا لها أرجلا من خشب كاللجنة التنفيذية  والمجلس المركزي للمنظمة ولحركة فتح، وهي أجسام رغم تجوفها السياسي وتنكرها لبرنامجها السياسي الذي أقيمت عليه وهو التحرير وتبنت برنامج آخر قائم على المفاوضات والتمرير لكل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، إلا أنها تبقى أسماء لهياكل ومرجعيات لها تاريخا الوطني ولها رمزيتها التمثيلية وفوق ذلك تحظى باعتراف وتعامل المجتمع الدولي معها وفي مقدمهم الدول العربية. -          عباس وفريق  المقاطعة غيبوا عن سبق إصرار المجلس التشريعي المنتخب عبر تعطيله والتحريض على اختطاف نوابه، وعبر منع رئيسه بعد خروجه من سجون الاحتلال من دخول المجلس التشريعي ومن ممارسة مهامه كرئيس للمجلس التشريعي وكرئيس دستوري للسلطة بعد انتهاء ولاية عباس مطلع 2009م ، وقبل ذلك خرقوا كل القوانين باعتدائهم على حصانة المجلس التشريعي عبر إحراقه وعلى حصانة نوابه عبر الاعتداء عليهم معنويا وجسديا بإطلاق النار عليهم وضربهم واقتحام منازلهم ومكاتبهم وإغلاقها والاعتقال المتكرر لموظفيها. -          عباس وفريقه قزموا أنفسهم وحشروا مرجعياتهم بين جدران الاحتلال في الضفة المحتلة وانكمش تمثيلهم وتواجد مرجعياتهم من الخارج إلى الداخل واخلوا ساحة الخارج لصالح الداخل – وكان آخرهم عودة ابو ماهر غنيم مسئول التعبئة والتنظيم في حركة فتح ليتحول إلى مجرد ديكور في الخطابات التي يلقيها عباس- في عملية تقزيم وفلسطنة مخزية لتسهيل تمرير مشاريعهم التصفوية لقضيتنا ومعاناة شعبنا.   -          ثانيا:  على صعيد حماس وفصائل المقاومة:   -          أما حماس فرغم نجاحها في التفاهم مع قادة فصائل المقاومة وأمنائها العامين وإفلاحها في جمعهم وعدد كبير من الشخصيات السياسية الوطنية والاعتبارية والمثقفين في الخارج لحضور مؤتمرات حماس، إلا أنهم سرعان ما ينفضون بعد مثل هذه المؤتمرات، ولم تفلح حماس حتى اليوم في خلق جسم وطني شرعي مرجعي يجمعهم في الخارج ويعبئ الفراغ الذي تركه عباس في الخارج ويمثل توازن حقيقي بين الأجسام الوطنية التي اختطفها عباس وسيطر عليها أزلامه وحشروها في الداخل، وبين هذا الجسم الوطني الحقيقي الذي يجمع كل قادة الفصائل المقاومة وأمنائها العامين والشخصيات الوطنية والمفكرين والمناضلين . -          ورغم أن المجلس التشريعي الفلسطيني أكثر الأجسام الوطنية الفلسطينية شرعية على الصعيد الفلسطيني إلا أن حماس التي واصل نوابها في المجلس التشريعي بغزة على الأقل - بعد أن غيب الاحتلال بتحريض من عباس وفريقه نحو ثلثي نوابه خلف القضبان - عقد جلسات المجلس التشريعي لإقرار القوانين والموازنات والقيام بمهمة الرقابة على السلطة التنفيذية، ولم تعمل حماس على دفع نوابها في الضفة المحتلة الذين أفرج عنهم مؤخرا من سجون الاحتلال لأخذ مواقعهم كنواب شرعيين منتخبين وممثلين حقيقيين لشعبنا خاصة في قضايا عليها إجماعاً وطنياً كقضية جولد ستون وقضية تصاعد تهويد القدس والاستيطان فيها وفي مدن الضفة المحتلة وفي قضية الجدار، كما لم نسمع لهم صوتاً ولا ظهوراً في قضية مراسيم عباس وقراراته التي تخرق القانون وتعتدي على الدستور، وتتنكر لكل مساعي المصالحة وجولات الحوار بما يحقق الأجندة الصهيونية بإدامة الانقسام للامعان في تفتيت وإذابة القضية الفلسطينية. لذا نرى كمطلعين ومتابعين لشأننا السياسي الفلسطيني وكوطنيين حريصين على تولي قضيتنا المخلصين الشرفاء من أبناء شعبنا انه يقع على عاتق حركة حماس التي باتت أملاً للأمة في التغيير والإنعتاق والتحرير، أن تعمل على إقامة مرجعيات فلسطينية وطنية وقومية وإسلامية في الداخل والخارج لا يكون همها مواجهة عباس وفريقه وأزلامه-  فهم اصغر وأحقر من أن نلقي لهم بالا-، بقدر ما يكون همها إعادة القضية ذات البعد والعمق العربي والإسلامي بل والمسيحي لبريقها وتلألؤها في قلوب وعيون امتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم اجمع استعدادا لخوض المعركة النهائية مع العدو المحتل ألا وهي معركة القدس قلب الأمة وعزها المختطف.   صحفي وباحث سياسي