في الوقت الذي يذهب فيه الأمريكيون اليوم إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات النصفية، فإن تقديرات إسرائيلية تتزايد بأن نتائج هذه الانتخابات سيكون لها تأثير مباشر على مدى ضغط الرئيس جو بايدن على إسرائيل في موضوع القضية الفلسطينية، فضلا عن مستوى التعاون الأمني والمدني بينهما، وكذلك على السياسة الأمريكية تجاه إيران والسعودية والإمارات ومصر، والحرب على الجماعات الإسلامية.
شمعون رفائيلي خبير العلاقات الدولية والتاريخ، ذكر أنه "وفقًا لمسح غالوب 2022 حول مكانة دول العالم بين سكان الولايات المتحدة، فإن إسرائيل تتمتع بتعاطف بنسبة 71%، ما يمثل المتوسط منذ 2013، وبالتالي فهو سبب رئيسي للتأييد لإسرائيل بين غالبية المشرعين في مجلسي الكونغرس، في حين أن 17% فقط من سكان الولايات المتحدة راضون عن أوضاعهم عشية انتخابات التجديد النصفي الأولى لبايدن، وهذا الرقم الأدنى منذ 1982، ما يعني أننا أمام تآكل دراماتيكي في مكانته".
وأضاف في مقال نشره موقع "القناة 14"، أن "التفسيرات الإسرائيلية لتراجع مكانة بايدن تنبع من تدهور الاقتصاد، خاصة الارتفاع المفاجئ في التضخم، بما فيه أسعار الوقود، وتفاقم الجريمة، والموجات المستمرة لملايين المهاجرين غير الشرعيين، وتراخي الحكم، والهجوم التقدمي على الهوية الأمريكية، ونظام التعليم، وإرث الآباء المؤسسين، وكل ذلك سيترك أثره بشكل كبير من قدرة بايدن على المناورة أمام إسرائيل في الملفات ذات الخلاف الثنائي، سواء الاتفاق النووي مع إيران، أو الموضوع الفلسطيني، أو المساعدات العسكرية لإسرائيل".
وأشار إلى أن "التطلعات الإسرائيلية من هذه الانتخابات أن تسفر عن تطور يتمثل بزيادة لجان مجلس الشيوخ الحيوية المؤيدة لمصالح إسرائيل، لأن تغيير مجلس النواب بشكل كبير سيحدّ من قدرة بايدن على المناورة أمامها، وقد يؤدي هذا التغيير لتحويله إلى "بطة عرجاء"، في الطريق لاستعادة قوة الردع الأمريكية؛ وزيادة الضغط على إيران، والعمل على تغيير النظام فيها؛ وإزالة الضغط عن السعودية والإمارات ومصر، التي تندفع نحو أحضان الصين وروسيا؛ وتخفيف ثقل القضية الفلسطينية في السياسة الأمريكية؛ وتخفيف الضغط على إسرائيل، وعدم السماح للقضية الفلسطينية بصرف الانتباه عن مكانة إسرائيل في الولايات المتحدة".
في كل جولة انتخابية أمريكية، سواء كانت رئاسية أم نصفية، يؤكد الاحتلال أن نتائجها تترك تأثيراتها عليه، سلبا أو إيجابا، خاصة مع التخوف الإسرائيلي المتصاعد من تصدع العلاقة بين أكبر حليفين استراتيجيين، واتهام من يصفهم الإسرائيليون بالأعضاء "الراديكاليين" في الحزب الديمقراطي، واعتبارهم "لعنة" على إسرائيل، لأن جهودهم في الكونغرس تتجه نحو تقويض الدعم للاحتلال، والتطلع الإسرائيلي إلى أن انتخابات اليوم سوف تسهم في تعميق عزلتهم السياسية.
يزداد الاهتمام الإسرائيلي بالانتخابات النصفية الأمريكية مع صعود اليمين الصهيوني المتطرف، الذي يتمنى ألا يتعامل مع رئيس ديمقراطي في واشنطن، بسبب التغذية الراجعة من توتر علاقته مع الرئيس الأسبق باراك أوباما، ولن يكون مفاجئا إن عمل بنيامين نتنياهو وحلفاؤه في الكونغرس على المضي قدما في ترشيح الرئيس السابق دونالد ترامب للانتخابات الرئاسية القادمة.
عربي 21