اشتدت حدة الصراع بين مختلف الأحزاب الإسرائيلية المشاركة في انتخابات الكنيست الـ25 التي من المزمع عقدها الثلاثاء القادم، حتى وصل لمحاولات الفوز بأصوات المستوطنين أمام وعود باستمرار الاستيطان في الأراضي المحتلة بشكل أكبر.
وأكدت صحيفة "إسرائيل اليوم" في خبرها الرئيس الخميس الذي كتبه هنان غرينوود، أن أحزاب اليمين في "إسرائيل" تتصارع فيما بينها من أجل الفوز بأصوات المستوطنين، في انتخابات الكنيست القريبة التي هي الخامسة التي تجرى في "إسرائيل" في أقل من 4 سنوات.
وأطلق رئيس حزب "الصهيونية الدينية" اليميني، النائب بتسلئيل سموتريتش، إلى جانب رفاق حزبه أمس في مستوطنة "أفرات" في "غوش عصيون"، "خطة طموحة لمكافحة السيطرة الفلسطينية على المناطق "ج" والدفع قدما بالبناء (الاستيطاني) في المناطق".
وذكرت الصحيفة أن "سموتريتش بسط رؤيته الخاصة بمستقبل الاستيطان التي ستكون قابلة للتنفيذ مع تشكيل حكومة اليمين، وضمن أمور أخرى، أوضح أنه يعتزم إغلاق معظم الإدارة المدنية كونها غير مناسبة لمعالجة شؤون المستوطنين الإسرائيليين، مع مواصلة شق الطرق في المنطقة ورفع الصراع على المناطق "ج" إلى جدول الأعمال الحكومي".
وأوضح النائب اليميني المتطرف، أنه سيعمل تخصيص قوة من وحدة "حرس حدود" من أجل "مكافحة السيطرة على مناطق "ج"، كما سنعمل على توسيع الاستيطان الرعوي الإسرائيلي في المناطق المفتوحة، وهذه المناطق بحاجة إلى معالجة، وعلينا أن نقرر حقائق على الأرض، وسنطالب بتشكيل لجنة وزارية للحفاظ على مصالحنا القومية في المناطق".
وأشار إلى أنه "يعتزم العمل على إلغاء العملية المضنية لإقرار البناء الاستيطاني الذي يتطلب اليوم 4 أذون منفصلة في مجلس التخطيط الأعلى في الإدارة المدنية".
ونبهت "إسرائيل اليوم"، أنه "بالتوازي بدأ الصراع على تسوية الاستيطان الفتي في "غوش عصيون" بين رؤساء الأحزاب، فحين كشف سموتريتش عن خطته لتسوية الاستيطان جاء رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو (رئيس حزب الليكود) في نفس الوقت تقريبا ليزور مستوطنة "جفعات هرئيل" في بنيامين".
وأضافت: "أثناء الزيارة وقع نتنياهو على تعهد؛ بأنه في الحكومة التالية التي سيشكلها؛ ستكون تسوية الاستيطان الفتي جزءا من الخطوط الأساس للحكومة".
وأعلن نتنياهو أنه طلب في الماضي الدفع قدما بالاستيطان، لكن وزير الأمن بيني غانتس كبح الخطوة، وقال: "لأجل تحقيق هذا، نحتاج لحكومة يمين قوية، يقف على رأسها من يمكنه أن يقول كلمة واحدة قصيرة أمام الضغوط الدولية، وهذا الكلمة هي "لا".
وفي السياق ذاته، حاول رئيس وزراء الاحتلال، يائير لابيد، حث المواطنين العرب في الداخل المحتل عام 1948، على المشاركة بالتصويت في انتخابات الأسبوع المقبل، وذلك خلال زيارته لمدينة الناصرة شمال فلسطين المحتلة، والاجتماع بالعديد من رؤساء السلطات المحلية العربية.
وحسب موقع "تايمز أوف إسرائيل"، يتوقع أن تكون نسبة التصويت العربية في الانتخابات منخفضة، حيث يشعر الكثير من الناخبين العرب بـ"اليأس من العثور على حزب يعطيهم دافعا للتصويت له".
كما لفت الموقع العبري إلى أن استطلاعات الرأي، أظهرت أن "كتلة المعارضة بقيادة حزب نتنياهو، وتحالفه مع الأحزاب اليمينة والمتدينة بعيدة عن تحقيق الأغلبية (60 مقعدا من 120 إجمالي عدد المقاعد في الكنيست)؛ ولكنها لا تزال أقرب إليهما من كتلة لابيد التي تضم أحزابا من مختلف ألوان الطيف السياسي".
وأشار الموقع إلى أنه في الوقت الذي يسعى لابيد إلى رفع نسبة التصويت لدى الناخبين العرب، يسعى نتنياهو إلى "تنويم الشارع العربي".