اختارت صحيفة يسرائيل هيوم الإسرائيلية اليوم الجمعة، رسم ملامح الملك البريطاني الجديد تشارلز الثالث، من المنظور الإسرائيلي والزاوية اليهودية، وبعبارة أخرى من منظور علاقاته المتوقعة مع إسرائيل.
فأبرزت الصحيفة في تقرير موفدها إلى لندن ثلاث عبارات رئيسية، تجمل مواقف الملك البريطاني تشارلز كالتالي: مناهض لحركة المقاطعة، ذاكر للهولوكوست، وصديق للجالية اليهودية في بريطانيا.
وتكفي هذه العبارات الثلاث عملياً لتلخيص ما يريد التقرير الذهاب إليه في توقعات إسرائيل من الملك المقبل، في وقت أشارت فيه الصحيفة إلى أن الملكة الراحلة إليزابيث، رغم عدم اتخاذها موقفاً علنياً من الملف الفلسطيني والاحتلال، إلا أنها على مدار سنين حكمها، زارت الأردن ومصر، لكنها امتنعت عن زيارة إسرائيل. وطرحت الصحيفة في هذا السياق تساؤلاً، "هل سيكون الملك تشارلز أول ملك بريطاني يزور إسرائيل؟".
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن الملك تشارلز حافظ على علاقة جيدة طوال الوقت مع الجالية اليهودية في بريطانيا، كما حافظ على علاقة جيدة بين آل ويندسور وبين دولة اليهود، متسائلة عما إذا كان سيقوم بزيارة رسمية، علماً بأن والده الأمير فيليب، زوج الملكة الراحلة، والذي توفي العام الماضي، كان أول من كسر المقاطعة الرسمية للعائلة الملكية لإسرائيل عندما قام عام 1994 بزيارة خاصة، وزار قبر والدته الأميرة أليس المدفونة في القدس.
ولفتت الصحيفة في تقريرها أيضاً إلى أن ولي العهد الجديد، الأمير وليام، كان أول من قام بزيارة رسمية إلى إسرائيل عام 2018، إلا أن تشارلز البالغ من العمر 73 عاماً، كان أكثر فرد من أبناء من العائلة الملكية الذي زار إسرائيل أكثر من مرة، إضافة لزيارة قبر جدته، عندما شارك في مراسم تشييع كلّ من رئيسي الوزراء الأسبقين إسحق رابين عام 1995 وشمعون بيريز عام 2016، وقام بأول زيارة رسمية لولي عهد في يناير/كانون الثاني م العام 2020، عشية افتتاح "منتدى الهولوكوست الدولي".
وبحسب الصحيفة نفسها، فإن امتناع الملكة الراحلة عن زيارة إسرائيل، ولاحقاً الأميرة ديانا، كان بسبب معارضة وزارة الخارجية البريطانية، التي أحبطت مثل هذه الزيارات طالما لم يتم التوصل لاتفاق سلام مع الفلسطينيين، لكن هذا الموقف، بحسب الصحيفة، ضعف كثيراً في السنوات الأخيرة، بما في ذلك بفعل تعزيز العلاقات بين بريطانيا وإسرائيل، وعليه قد يكون الملك تشارلز الذي ولد عام 1948، أول ملك بريطاني يزور إسرائيل.
وأبرزت الصحيفة في تقريرها ما وصفته بالعلاقة الحميمة والدافئة التي يكنها تشارلز للجالية اليهودية في بريطانيا، و"التزامه العميق بمعاداة اللاسامية" التي ورثها عن جدته الأميرة أليس، التي أنقذت خلال الفترة النازية يهوداً من النازيين عند احتلالهم لليونان. كما يرعى تشارلز أربع منظمات يهودية بحسب الصحيفة، وكان وراء إقامة مركز للجالية اليهودية في كراكوف في بولندا.
وأعلن تشارلز في خطاب ألقاه في مايو/أيار الماضي، بدلاً من والدته، أن الحكومة البريطانية تعتزم سن قانون يحظر على البلديات البريطانية تبني مبادرات لحركة المقاطعة المناهضة لإسرائيل.
وعلى الرغم من مواقفه المؤيدة للصهيونية وإسرائيل كما ترسمها الصحيفة في تقريرها، فقد تعرض تشارلز لانتقادات من قبل الجالية اليهودية البريطانية، عندما دعا، في خطاب ألقاه في كيغالي عاصمة رواندا، إلى وضع مناهج تعليمية لتدريس تاريخ "الهولوكوست والعبودية"، حيث اعترضت الجالية اليهودية البريطانية على ربط الأمرين معاً.