تحدى رجل بريطاني توقعات الأطباء واستطاع أن ينجو من مرض الإيدز ويتعايش معه لمدة 4 عقود، على الرغم من أن الأطباء توقعوا وفاته في غضون 6 أشهر.
و يتجه جوناثان بليك في معظم فترات الصباح إلى شغفه المحلي للسباحة لمسافات طويلة، ومع اقتراب عيد ميلاده الثالث والسبعين هذا العام، يشعر بالامتنان لكونه على قيد الحياة ويتمتع بأسلوب حياة نشط. و منذ ما يقرب من 40 عامًا، وتحديداً في أكتوبر (تشرين الأول) 1982، أخبر الأطباء جوناثان إنه لم يبق لديه سوى ستة أشهر ليعيشها عندما أصبح من أوائل الأشخاص في المملكة المتحدة الذين تم تشخيص إصابتهم بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة (الإيدز).
وكان الخبر مدمراً في وقت لم يكن يُعرف سوى القليل عن الفيروس الناشئ حديثًا، والذي تسبب في بؤس لا يوصف لدى الكثير من المرضى. جوناثان - الذي كان مصدر إلهام لشخصية دومينيك ويست في الفيلم البريطاني الشهير برايد - ظهر في سلسلة بي بي سي التي من المقرر أن تبدأ الليلة في استكشاف جائحة الإيدز.
وفي حديثه لصحيفة ميرور البريطانية قال جوناثان إن من المهم أن يتحدث الناس عن الوباء وتأثيره المستمر. و بالعودة إلى التسعينيات من القرن الماضي، عندما لم يكن يعتقد أن لديه وقتًا طويلاً ليعيش، أجرى جوناثان سلسلة من المقابلات مع الباحثين الذين درسوا الأزمة، والتي تم تخزينها منذ ذلك الحين في المكتبة البريطانية. و ستظهر كلمات جوناثان في فيلم وثائقي بعنوان "الإيدز: الأشرطة غير المسموعة".
و مع مرور الوقت، وجد جوناثان أن من الأسهل التحدث عن حالته، والتي تمكن من إدارتها بفضل الإنجازات العلمية المذهلة في العقود الأربعة الماضية. ويعني العلاج الفعال أن كمية الفيروس في دم المريض يمكن أن تصبح غير قابلة للكشف ولا يمكن نقلها. و قال جوناثان إن بقائه على قيد الحياة حير الكثيرين. وبشكل مأساوي، رأى عددًا من الأشخاص يموتون نتيجة مرضهم، وليس لديه أدنى فكرة كيف استطاع البقاء على قيد الحياة ليرى طرح الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، والتي تساعد المرضى على إدارة الحالة. و في الوقت الحاضر، يعد جوناثان مدافعًا كبيرًا عن ضرورة إجراء اختبار فيروس نقص المناعة البشرية، حيث أن التشخيص المبكر يحدث فرقًا كبيرًا بالنسبة لأولئك الذين يعيشون مع الفيروس.