خبر : القدس وغولدستون ..ودور حماس..!! ... بقلم: عماد عفانه

الخميس 08 أكتوبر 2009 01:51 م / بتوقيت القدس +2GMT
القدس وغولدستون ..ودور حماس..!! ... بقلم: عماد عفانه



لا شك أن ما يحيق  بالقدس الآن من مخططات تهدد إسلاميتها وهويتها العربية أهم بكثير من الضجة المثارة على سحب تقرير غولدستون على أهميته. شخصيا استغرب هذه الضجة الكبيرة من العالم بأسره العربي والإسلامي والحقوقي والدولي على عباس لأمره بسحب تقرير غولدستون في حين لم نرى هذه الضجة ولا هذا الاحتجاج العالمي على تنازل عباس نفسه في اتفاقات اوسلو عن أكثر من ثلاثة أرباع الوطن..!! واستغرب هذه الضجة على عباس وفريقه لأمرهم بسحب تقرير غولدستون الذين يدين إسرائيل لجرائمها إبان حربها على غزة في الوقت الذي لم نرى فيه اثر لهذه الضجة لتحريض عباس وفريقه المباشر على الحرب على غزة وتوفير كل المعلومات اللازمة لضرب المقاومة والتحريض على استمرارها حتى إنهاء حكم حماس في غزة وعدم اهتمام فريق المقاطعة بحجم الضحايا.!! لماذا نسمح كعرب ومسلمين وحركات مقاومة بإثارة كل هذا الغبار حول تقرير غولدستون الأمر الذي يهدد بالتعتيم على ما يحدث في القدس من تآمر وحصار ومخاطر تقسيم. اعتقد انه تقع على عاتق حماس كرأس حربة للمقاومة الفلسطينية، وكحركة منتخبة لقيادة وحكم هذا الشعب القيام بمسؤولية تاريخية حيال التحديات التي تواجه شعبنا وقضيتنا وعلى رأسها قضية القدس كقضية جامعة وأحد أهم ثوابت قضيتنا فلسطينيا وعربيا وإسلاميا. ما يحدث في القدس امتداد للتآمر الحاصل في قضية تقرير غولدستون، بدليل ما تردد عن رفض عباس عقد قمة عربية طارئة لبحث الأخطار التي تهدد القدس. ما يحدث في القدس يلزم حركة حماس كحركة ذات امتدادات فلسطينية وعربية وإسلامية وتملك من المقومات ما يساعدها على اتخاذ ما من شأنه وقف أو على الأقل إبطاء الهجمة الصهيونية على القدس والأقصى إلى حين توفر الأجواء الإقليمية والدولية لإنهاء هذه  القضية لصالح شعبنا وحقنا. اعتقد أنه بات على حماس وفي هذا الوقت العصيب الذي تمر به قضيتنا في ظل التآمر من فريق عباس وأنظمة عربية وإسلامية بدعم وإسناد أمريكي وأوروبي أن تعمل بقوة على قلب الطاولة في وجه الجميع وذلك من خلال: -         تكريس كل جهود المقاومة وتوجيهها لصالح تنفيذ عمليات عاجلة في مدينة القدس خصوصا والداخل الفلسطيني عموما على  أن : o        لا تستثني هذه العمليات أي شكل أو أي نوع من أشكال وأنواع المقاومة بما فيها المقاومة الفردية والجماعية بالسكين كما بالحجر، بالتراكتور كما بالتفجير، بالرصاص كما بالقنص..الخ من أشكال المقاومة. o       أن تقام وتتوسع بنية المقاومة في القدس خصوصا بعد ضعف فرص المقاومة في غزة المحاصرة بالجدران والرصاص، وفي الضفة المكبلة بالتعاون الأمني المكشوف والعمالة للمحتل بقيادة دايتون. -         توفير كل أشكال الدعم لإسناد صمود شعبنا في القدس o        دعم إسكان أهل القدس وتثبيتهم في المدينة المقدسة. o       دعم المقدسيين لفتح مشاريع صغيرة والعمل على إنجاحها لخلق فرص عمل ولتشجيع المقدسيين على البقاء في مدينتهم بل والعمل على عودة المقدسيين الذين غادروا مدينتهم للعودة للعمل فيها. o       دعم مؤسسات القدس خصوصا التعليمية والثقافية والرياضية للحفاظ على ثقافة وهوية المقدسيين التي تتعرض للإلغاء والتلاشي. o       تشجيع كبار المستثمرين العرب والمسلمين على الاستثمار في القدس استثمار نابع من بعد وطني وإسلامي لصالح هوية القدس ولصالح تثبيت أهالي القدس في مدينتهم. o       توفير كل مقومات الدعم والإسناد المعنوي والمادي الداخلي والخارجي لشعبنا في الداخل الفلسطيني وبقيادة الحركة الإسلامية التي يقف على رأسها صقر القدس الشيخ رائد صلاح، لمواصلة ملحمته التاريخية الوقوف بقوة في وجه مخططات الاحتلال تجاه القدس والأقصى.   إذا نجحت حماس في هذين التحديين المهمين فإنها ستعمل وبلا أدنى شك على إفشال وقطع حلقات التآمر التي قادها عباس وفريقه ودايتون ومؤسسته الأمنية العميلة للمحتل طوال السنوات الأربع الماضية، فدايتون وفياض وعباس بذلوا أقصى جهودهم لإنهاء المقاومة في الضفة وتوفير الأمن للمحتل ومغتصبيه، فكيف بهم وإسرائيل وبأمريكا من خلفهم  إذا نجحت حماس في تفعيل المقاومة في قلب القلعة الأمنية الصهيونية والعاصمة الصهيونية المزعومة وهي مدينة القدس المحتلة التي هي في قلب وعين الاهتمام العالمي والعربي والإسلامي والفلسطيني. ألن تعيد الأمور إلى المربع الأول وتثبت بان لا فائدة ولا جدوى لا من عباس وسلطته فاقدة الشرعية ولا فائدة من فياض وحكومته المغتصبة للسلطة، ولا فائدة من دايتون ومؤسسته الأمنية التي تقتات على دماء وملاحقة واغتيال المقاومة وشعبنا في الضفة. ألن يضع ذلك كل الأوراق القوية والفاعلة في يد حماس القائدة والمنتخبة والمقاومة المؤهلة الوحيدة للدفاع عن وصون حقوق شعبن الفلسطيني..!! صحفي وباحث سياسي / غزة