اعتبرت صحيفة "معاريف" العبرية أنّ حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نجحت في إدخال المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في "حالة تأهّب قصوى"، ومارست "عملية خداع" متكاملة الأركان خلال "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية التي نُظّمت يوم 29 مايو/أيار الماضي في القدس المحتلّة.
وكتب محرر الشؤون العربية في الإذاعة العسكرية الإسرائيلية جاكي حوجي، في مقال نشرته الصحيفة العبرية، أنّ "يوم القدس" الذي وافق الأسبوع الماضي قد "أنهى حملة مثيرة للاهتمام في حد ذاتها في مجال الوعي قادتها غزة، حيث اعتبر قادة حماس المسيرة الاحتفالية فرصة لتحقيق بعض المكاسب في الجمهور الفلسطيني واستنزاف "إسرائيل" أيضًا".
وأضاف حوجي "ومن خلال التهديدات والتصريحات المتكررة على غرار "أنتم تلعبون بالنار"، أدخل المتحدثون باسم حماس المؤسسة الأمنية (الإسرائيلية) في حالة تأهب قصوى. ساعدهم في ذلك الصاروخ نفسه الذي أطلق على القدس في 10 أيار 2021 والذي أظهر استعداد حماس للتضحية".
وأشار إلى أنّ قادة "حماس" حرصوا في الأيام التي سبقت "مسيرة الأعلام" على توزيع التحذيرات والتهديدات ضد "إسرائيل" بألّا يتجرأ المستوطنون خلال المسيرة على انتهاك قدسية الحرم القدسي الشريف، لافتًا إلى تحذير رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية قبل أسبوع من المسيرة بالقول "سنقاتل بكل الوسائل"، ثم تصريحه قبل المسيرة بيومين والتهديد بأنّ "كل الاحتمالات مفتوحة".
وتابع الصحفي الإسرائيلي "خشيت إسرائيل من تكرار سيناريو العاشر من أيار من العام الماضي (معركة سيف القدس)، واعلنت حالة الاستنفار، وتمّ وضع مئات الجنود حول قطاع غزة في حالة تأهب، وتم نقل الآلاف من عناصر الشرطة إلى القدس، ورفع جهاز الأمن العام حالة اليقظة"، لافتًا إلى أنّ "التوتر الأمني" أثّر بشكل مباشر على سكان وسط الكيان وجنوبه وزرع لديهم المخاوف ممّا هو قادم.
ورأى أنّ "حماس لم تكن تعتزم القتال، بل كانت تريد خلق عناوين ضخمة، والباقي سيأتي تلقائيًا. هم منذ سنوات يصلون لهذه اللحظة، ويتمكنون من تحديد أولويات الإسرائيليين بطريقة عبثية"، على حدّ قوله.
وأضاف "قبل يوم واحد من (مسيرة الأعلام) أطلق الجناح العسكري لحركة حماس وابلًا من الصواريخ إلى البحر، لكن ذلك كان جزءًا من عملية الخداع. هدفت الرشقة إلى إدخال اسرائيل في حالة من التوتر والضغط، وإظهار جدّية نواياهم".
وواصل "بدأت الأخبار العاجلة بالتدفق واحدًا تلو الآخر: وصل رئيس الشاباك رونين بار إلى غرفة القيادة عند باب العامود. مفتش عام الشرطة يعقوب شبتاي كان هناك منذ وقت طويل مع الشرطة، عديد القوات وصل إلى الآلاف. الجميع تساءل فيما إذا كانت الشرطة ستستطيع تحمل العبء الملقى على كاهلها".
وأردف حوجي قائلًا "دولة واثقة من سيادتها على القدس، ولكنّها تحتاج كل الوقت لتذكير العالم أنّ هذه السيادة لا زالت قائمة".
واختتم مقالته بالوصول إلى نتيجة أنّ "ما حصل كان كمينًا في مجال الوعي، ووقعت فيه المؤسسة الأمنية والسياسيون، وحصدت حماس النقاط، وأظهروا أنّهم رغم مرور عام (على معركة سيف القدس) ما زالوا يدافعون عن القدس، رغم أنّهم معتقلون في قطاع غزة تحت القبضة الإسرائيلية".