خبر : انتفاضة فلسطينية ثالثة.. لا بوادر فى الافق ؟!! ... ماجد عزام

الإثنين 05 أكتوبر 2009 03:29 م / بتوقيت القدس +2GMT
انتفاضة فلسطينية ثالثة.. لا بوادر فى الافق ؟!! ... ماجد عزام



انتفاضة فلسطينية ثالثة العبارة تم تداولها بكثرة في الأيام الماضية، -حتى محمد دحلان تحدث عن ذلك- تعليقا أو تنديداً بالمحاولة الإسرائيلية لاقتحام المسجد الأقصى المبارك في ذكرى يوم الغفران اليهودي , الحقيقة أن الواقع الفلسطيني الحالي لا يسمح باندلاع انتفاضة ثالثة لعدة أسباب ذاتية وموضوع، السبب الأهم برأيي يتمثل بالانقسام الفلسطيني الذي يعصف بقوة في الساحة السياسية الفلسطينية منذ 5 سنوات تقريبا، الأولويات الآن وحتى مع الأخذ بالنيات الحسنة، تقتصر على المصالحة وانهاء الخلاف الحاد والعناوين التي تهيمن على جدول الأعمال تنطلق كلها من ترتيب الوضع الداخلى وتتضمن الانتخابات بتفاصيلها الشيطانية القانون والدوائر واليات الرقابة والاشراف وإعادة الإعمار وترتيب الوضع الأمني خلال الفترة الانتقالية علماً أن الاهتمامات والهموم تبدو متناقضة بين حكومتى رام الله وغزة ولا حديث اطلاقا عن أي انتفاضة أولوية حكومة رام الله هي التفاوض مع إسرائيل وتهئية الواقع المحلى ليتلاءم مع الانطلاقة إالمرتقبة للمفاوضات وفق خطة التسوية التى سيطرحها باراك أوباما  والتى اشار الى خطوطها العريضة فى خطابى القاهرة ونيويورك , اولويات حكومة غزة مختلفة بالطبع تتمحور حول تهدئة طويلة مع إسرائيل وحكومة رام الله ورفع الحصار وإعادة الإعمار وتحسين الوضع الاقتصادي الاجتماعي الكارثى والبائس في غزة، وحتماً ما بين التفاوض والتهدئة ورفع الحصار لا وقت البتة للشروع في انتفاضة ثالثة فى المدى المنظور على الاقل، هذا ذاتيا أو فلسطينياً اما موضوعياً وفيما يتعلق بالتطورات السياسية المرتبطة بالصراع في فلسطين ثمة امر  جوهري و أساسي لا بد من  التنبه حيث ان المنطقة فى انتظار خطة التسوية الاقليمية والشاملة الخاصة بباراك أوباما الذى تعلق عليه الأمال فلسطينيا وعربياً أقله على المستوى الرسمي من أجل التوصل إلى حل نهائي للصراع، هذه الاجواء تتناقض مع تلك التى كانت سائدة بداية العقد الحالي عند اندلاع انتفاضة الاقصى مع نهاية ولاية الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون اثر فشل مفاوضات كامب ديفيد في التوصل إلى تسوية نهائية اى ان الانتفاضة الثانية اندلعت على وقع انهيار المفاوضات ولا يمكن بالطبع توقع اندلاع انتفاضة ثالثة على وقع ترقب و انتظار وأمل الشروع في عملية تسوية جديدة تستفيد من الأجواء الدولية الايجابية و المستجدة منذ وصول باراك أوباما إلى البيت الأبيض. معطى آخر مهم فحواه أن الانتفاضة الثانية اندلعت بعد تسع سنوات تقريبا من نهاية الانتفاضة الاولى اثر النعقاد  مؤتمر مدريد 1991، وإذا كان بالإمكان تاكيد توقف الانتفاضة الثانية في مارس آذار 2005، عند التوصل إلى وثيقة القاهرةواعلان تهدئة شاملة مع اسرائيل حتى نهاية العام نفسه فلا يكون منطقياً توقيع انتفاضة أخرى بعد أقل من خمس سنوات، ناهيك عن أي الانتفاضة الأولى عبرت عن واقع الاحتلال المباشر للضفة الغربية وقطاع غزة وكما عن انتقال المعركة إلى الداخل بعد الخروج من بيروت 1982، أما الانتفاضة الثانية فترجمت وصول التسوية إلى حائط مسدود كما الواقع المستجد اثر إنشاء السلطة الفلسطينية أواسط التسعينات، اذن يبدو من الصعوبة بمكان توقّع انتفاضة ثالثة في ظل الواقع الحالي والاحتلال الذى اضحى غير مباشر-وان بدرجات متفاوتةمباشرة- فى الضفة وغزة والرغبة ببناء اسس الدولة العتيدة خلال عامين من الان انتظارا لاتضاح آفاق التسوية مع نهاية الفترة الرئاسية" الأولى" لباراك أوباما، وفى ظل الاجماع الفلسطيني على اولوية ترتيب البيت الداخلى كما حدث خلال عام 2005، وإعادة الإعمار والانتخابات و بناء المؤسسات الموحدة وبالتالي فان تطور جذري نوعى وكبير بحجم انتفاضة جماهيرية ثالثة لا يمكن توقعه فى المدى المنظور الممتد لسنتين على الاقل مع ضرورة الانتباه فى السياق الى ان التطرف  والجنون العاصف بإسرائيل والذى يترك كل الاحتمالات مفتوحة لو نظرياً على الأقل.                              مدير مركز شرق المتوسط للاعلام