خبر : ليس فينا من يفرط بالقدس .. منير جابر

الإثنين 05 أكتوبر 2009 10:10 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ليس فينا من يفرط بالقدس .. منير جابر



   ليس الأحياء وحدهم الذين يعانون من الاحتلال وغطرسته ولا الجماد والحيوان والشجر ،بل تعدى ذلك إلى الهواء والنفس والأموات والأسماء والأشياء. كل يوم شجر الزيتون يقلع ،وبيوت تهدم ،ونفوس توأد وأطفال بلا مأوى ، ومساجد بلا حرمة ، وفي كل بيت وشارع غصة وقصة ، الراحة والهدوء ليس له مكان هنا ، لست حيَا لتعيش ، ولست ميتا لتسكن القبور ، حرم عليك ظهر الأرض وباطنها ، تلاحقك الجرافات أينما كنت وسكنت ، تقلعك لتزرع مكانك الدمار وتقبرك بأسنانها لتزول عن البسيطة .وحدها القدس تقاوم بتراثها ، بحضارتها ، بحجارتها العتيقة ،بأهلها ، بشجرها ، بحرمة المكان ، وعبق الزمان ، بالحديث والقرآن ، بالحجة الدافعة بالتاريخ ، بأرواح الشهداء ، هي مدينة السلام ، ولباسها إسلامي عربي ، ، هي الحضارة والمنارة ،والظل في وقت الحرارة ، هي العقيدة والإيمان ،والروح ، ريحها برد وسلام على أهلها ، وريح سموم على مغتصبها ،جلادوها من جحيم إلى جحيم ، إلى سموم وحميم وظل من يحموم ،وماء لا بارد ولا كريم ، أهلها في كل دقة قلب ، وفي كل حجر باليد ، وفي كل رمشه عين ، وفي كل خطوة ، وفي كل حركة باليدين ، بنومهم ، بسهرهم ، بفرحهم وبعزائهم ، تقربهم ألف وألف حسنة من الرضوان ، من الرحمن ، من الذي لا يغفل ولا ينام ، جمعوا خير الدنيا والآخرة ، فمن رباط في الدنيا ، إلى مغفرة وجنان ، ردد الكون بكل مكنوناته وكنوزه  (ليس فينا وليس منا من يفرط بالقدس ) فهي الجسد والروح والولد والقلم والكتاب والسنة والقرآن ، والإسراء بمعراجه ، هي الشوكة في حلق مغتصبيها ، هي الماء في الصحراء ، والخضرة في السهول ، والورد في الحقول ، والتاج على الجبين ، درة العالم لأنها اختصار تاريخ العالم ، هي الحاضر والماضي يا ولدي ، هي الروح والجسد عليها ينادي ، فهل تصورت انك جسد بلا روح ، هي قلب فلسطين ودرة العالم ، هي الأصل والأمل ، فلا حياة بدون أمل ، ولا حياة بدون عمل ، هي الحياة في الدنيا ، والحياة في الآخرة ، هي صوت الحق والحقيقة ، قلم الكاتب ، وريشة فنان ، وليس بالإمكان أن يحيا بدونها الإنسان ، هي الوحي والإلهام ، والحاضر وقبل الحاضر ، هي التلاقي والمودة بين الرمل والبحر ، ، العين والجفون ، من الجنون أن تعيش والقدس وتاريخها بقلبك غير مسكون ، هي الجنة من سكنت علياؤه جنى الفردوس ، ولبس الزبرجد والحرير ، هي الشرق والغرب ، والأقصى على الجبين ، هي الشرف .في القدس اختصار لتاريخ البشرية، تلك المدينة لفظت وستلفظ البربرية، ولا صوت يعلو فوق صوت الحقيقة، صوت القدس وأزقة وشوارع القدس.لن تتغير القدس إن احتل الغربان أعالي الجبال ، ولن يتوقف السنونو وطائر فلسطين عن التغريد ، إن اقتلعت أشجارها ، ولن تمحى القدس من الذاكرة والعقل ولب العقل إن بدلت أسماؤها .القدس قاهرة الزمان ،جربها الرومان ، والغيلان وحيتان الزمان ، أين هم الآن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟                         ،ذهبوا ،سحقوا ،وبقيت القدس .القدس عاصمة العواصم ،ستبقى شامخة كشموخ جبال الكرمل وعيبال ، ستبقى حية ما دامت الخليل والجليل ،ستبقى وسيزول الاحتلال وزبده ومخالفاته . اسم القدس يقاتلهم ... أقوى من مدافعهم .. أثبت من حصونهم و قلاعهم ... حجارة القدس العتيقة أصدق و أبلغ من كل شهاداتهم وكتاباتهم .لنا التاريخ والـتأريخ واليوم وغداً.