اتصالات جديدة..صحيفة: رسائل إسرائيلية بعدم اغتيال السنوار.. والمقاومة لا تأمن وعود الاحتلال

الأحد 08 مايو 2022 07:02 م / بتوقيت القدس +2GMT
اتصالات جديدة..صحيفة: رسائل إسرائيلية بعدم اغتيال السنوار.. والمقاومة لا تأمن وعود الاحتلال



القدس المحتلة/سما/

يواصل وسطاء التهدئة في هذه الأوقات العمل على إعادة الهدوء في المناطق الفلسطينية، وبالأخص حاليا في مناطق الضفة الغربية، من خلال وقف التصعيد الحاصل عبر معالجة الجذور، وذلك بعد كشف النقاب عن توصيه رفعها جيش الاحتلال إلى المستوى السياسي في تل أبيب، تعارض الأصوات المطالبة باغتيال قائد حماس في غزة يحيى السنوار.

ومنذ “عملية إلعاد” التي نفذها شابان فلسطينيان يوم الخميس الماضي، قرب مدينة تل أبيب، والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين، يكشف الوسطاء اتصالاتهم لنزع فتيل انفجار خطير، خاصة بعد التحريض الذي شاركت فيه وسائل إعلام عبرية، وأعضاء كنيست، ضد قائد حماس في غزة يحيى السنوار، والمطالبة باغتياله.

وعملت صحيفة “القدس العربي” أن هذه الاتصالات، تأتي استكمالا لاتصالات أخرى قام بها الوسطاء، خاصة الجانب المصري خلال الفترة الماضية، وتحديدا في نهايات شهر رمضان، بهدف إعادة الهدوء الكامل في الضفة الغربية وقطاع غزة، بما يشمل وقف العمليات التي تخطط لها الفصائل الفلسطينية، وإعادة الأوضاع لما كانت عليه قبل شهر رمضان.

اتصالات جديدة

وتخلل الاتصالات الجديدة نقل رسائل عبر الوسطاء بين غزة وتل أبيب، ففي الوقت الذي طالبت فيه الأخيرة بوقف العمليات في مناطق الضفة، وتلك التي تضرب في مدنها الرئيسية، حذرت فصائل المقاومة من أي عمل قد يفجر الموقف بشكل خطير، لا يتوقعه أحد، حال أقدمت حكومة تل أبيب على تنفيذ عملية اغتيال لأحد قادة المقاومة، وتحديدا يحيى السنوار، لترميم صورتها أمام الجمهور الإسرائيلي، ولوحت بعودة العمليات المسلحة الكبيرة داخل المدن الإسرائيلية، وبهجمات قوية من قطاع غزة.

وتضمنت تلك الاتصالات، السابقة والجديدة التي تبعت “عملية إلعاد”، طلب الوسطاء من حكومة تل أبيب العمل بشكل سريع على وقف كل الأفعال “الاستفزازية” التي ترتكب في القدس وتحديدا في المسجد الأقصى، بما في ذلك هجمات المستوطنين ضد مناطق الضفة، كونها كانت السبب في تصعيد الفعل المقاوم خلال الفترة الأخيرة، في حين طالبت إسرائيل بأن يتم وقف ما سمته “التحريض الإعلامي”، لفصائل المقاومة، والذي ينعكس على الميدان في الضفة الغربية، ويتجسد في صورة “عمليات فردية”.

الاحتلال مدد الطوق الأمني المفروض على المناطق الفلسطينية وفتح معبر غزة التجاري

ولا تزال خطوط الاتصالات التي يقوم بها الوسطاء مفتوحة على مدار الساعة ما بين غزة وتل أبيب، وذلك لضمان عدم الدخول في موجة تصعيد عسكري جديدة، كما يجري الوسطاء المصريون اتصالات مع مسؤولين آخرين في السلطة الفلسطينية، لضمان عودة الهدوء في كافة المناطق الفلسطينية.

ويتردد أن فصائل المقاومة في غزة، أكدت قبل “عملية إلعاد” أن التصدي لاقتحامات القدس، لا يعني إطلاق الصواريخ من غزة، في المرحلة الحالية، وأن الأمر سيكون من خلال الحراك الجماهيري في القدس والأقصى.

وطالبت الفصائل الفلسطينية، في غزة بعدم قيام سلطات الاحتلال بالمساس بأي من التسهيلات التي أدخلت مؤخرا على الحصار المفروض على السكان، بما في ذلك حركة المعابر والتجارة وإعادة الإعمار.

وفي غزة، ورغم استمرار قرار سلطات الاحتلال بتمديد الطوق الأمني المفروض على المناطق الفلسطينية، إلا أن سلطات الاحتلال، قامت بفتح معبر كرم أبو سالم التجاري الأحد، من أجل إدخال العديد من السلع للسكان، وذلك بعد فترة إغلاق دامت عدة أيام، بسبب عطلة أحد الأعياد اليهودية، وما تلاها من إغلاق بسبب الوضع الأمني.

وكانت السلطات الإسرائيلية قد قررت في نهاية تقييم الوضع تمديد إغلاق الضفة الغربية، ومعابر قطاع غزة حتى يوم الاثنين. جاء ذلك بعد أن ذكرت تقارير عبرية، أن حكومة تل أبيب تميل في الوقت الحالي إلى عدم السماح باستمرار دخول العمال من غزة، مشيرة إلى أن هذه محاولة لإرسال رسالة إلى حماس ضد التحريض.

ونقلت “قناة كان” العبرية، عن نائب وزير الاقتصاد الإسرائيلي يائير غولان قوله: “استهداف قادة كبار في حماس سيضر باستقرار الحكومة، وبشكل لا لبس فيه سيضر باستقرار الجيش الإسرائيلي”.

لكن رغم هذا الحديث الإعلامي، إلا أن المقاومة في غزة تأخذ حملة التحريض الإسرائيلية لاغتيال قائد حماس في غزة على محمل الجد، مع عدم خروج مواقف رسمية إسرائيلية من الحكومة أو قادة الجيش والأمن تتبنى الفكرة. ولذلك خرجت خلال الساعات الـ 24 الماضية، العديد من التحذيرات من خطر إقدام الاحتلال على تنفيذ هكذا أمر، ما يدلل على عدم ثقة المقاومة بالرسائل الإسرائيلية التي نقلتها وسائل الإعلام العبرية.

وقد أصدر أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، بيانا شديد اللهجة، حال حاول المساس بالسنوار، أو أي قائد آخر بالمقاومة.

وجاء في البيان “في ضوء تهديدات العدو فإننا نحذر وننذر العدو وقيادته الفاشلة بأن المساس بالأخ المجاهد القائد يحيى السنوار أو أي من قادة المقاومة هو إيذان بزلزال في المنطقة وبرد غير مسبوق، وستكون معركة سيف  القدس حدثا عاديا مقارنة بما سيشاهده العدو، وسيكون من يأخذ هذا القرار قد كتب فصلا كارثيا في تاريخ الكيان وارتكب حماقة سيدفع ثمنها غاليا بالدم والدمار”.

كذلك أصدرت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بيانا ردا على المطالبات الإسرائيلية باغتيال السنوار، أو أي من قادة المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج، وقالت إن إقدام الاحتلال على هكذا خطوة “سيفتح عليه بابا من أبواب جهنم”.

جاء ذلك في بيان مقتضب لفصائل المقاومة جاء فيه ” نؤكد أن ارتكاب مثل هكذا حماقة ستزلزل أركان الكيان المأزوم الذي يعيش حالة واضحة من التخبط والإرباك”.

وكانت مسيرة جماهيرية انطلقت في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، ووصلت إلى منزل السنوار دعما له ورفضا للتصريحات الإسرائيلية المطالبة باغتياله.

وحمل المشاركون خلال المسيرة التي شارك فيها قادة المقاومة صورا للسنوار كتب عليها “المساس بالسنوار، ايذان بزلزال يهز المنطقة”، كما رددوا هتافات داعمة له.

على محمل الجد

وقال القيادي في حماس مشير المصري، في كلمة له خلال المسيرة، “إن التهديد باغتيال السنوار هو لعبٌ بالنار وتجاوز للخطوط الحمراء”، مؤكدا أن حماس تأخذ التهديد على محمل الجد. وأضاف “الحشود اليوم أمام منزل السنوار هي ترجمة شعبية قبل الترجمة الصاروخية خاصة بعد تصريح القسام”، وأضاف مهددا “الدم بالدم، والقصف بالقصف، والاغتيال بالاغتيال”، داعيا قادة إسرائيل إلى “التقاط رسالة القسام قبل فوات الأوان”. وأكد أن عمليات الاغتيال التي نفذتها قوات الاحتلال على مدار التاريخ أثبتت فشلها، محذرا دولة الاحتلال من الاستمرار في “استفزاز مشاعر المسلمين في القدس”. وخلال المسيرة قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خالد البطش، إن “التهديد باغتيال السنوار يعد رسالة حرب على شعبنا وما رآه العدو في معارك سابقة هي نماذج مصغرة لما سيراه حال أقدم على تنفيذ جريمته”، مؤكدا أن المساس بالسنوار يعد “مساسا بكل فصائل المقاومة كونه قائدا وطنيا”. وأكد أن المقاومة الفلسطينية “لن تقف مكتوفة الأيدي في حال المساس بالسنوار أو أي قائد وطني آخر”، وطالب بوقفة عربية وإسلامية مع الشعب الفلسطيني في معركته التي يخوضها لإنهاء الاحتلال.