"غلاف غزة" لبينيت: لن نترك أولادنا ضحية لـ"إدارة الصراع" والسنوار يستمتع بالربيع

الثلاثاء 26 أبريل 2022 07:20 م / بتوقيت القدس +2GMT
"غلاف غزة" لبينيت: لن نترك أولادنا ضحية لـ"إدارة الصراع" والسنوار يستمتع بالربيع



القدس المحتلة/سما/

  يديعوت أحرونوت  - بقلم: متان تسوري   عندما انتهوا من صب السور الإسمنتي العميق (العائق) على طول الحدود بين إسرائيل وغزة، وأقاموا فاصلاً تحت أرضي مع القطاع، اشتكى أحد الجنرالات في الجيش الإسرائيلي: “ما تبقى عمله هو دق إسفين في الأرض وقطع قطاع غزة نهائياً عن أراضي إسرائيل وبذلك إنهاء النزاع”.

إنهاء النزاع بين إسرائيل وقطاع غزة بعيد عن الانتهاء، ولا يهم عدد الأسافين التي تدق في الأرض. فمن غير الصواب القول إنه ليس لدولة إسرائيل سياسة، والعكس هو الصحيح. وهذا محبط أكثر: فستتفاجأون حين تكتشفون أن لدولة إسرائيل سياسة واضحة تجاه غزة، ويجمل بنا أن نعترف بها، خصوصاً نحن سكان غلاف غزة ومدن الجنوب: إسرائيل قررت سياسة تقول إنها تدير النزاع حيال قطاع غزة، ولا تؤدي إلى إنهائه.

ما المعنى؟ المعنى هو أن طرفاً ما يتلقى الضربة، في إطار إدارة النزاع، والطرف الثاني يوجه الضربة، أو العكس – وهكذا دواليك في دائرة خالدة. ثمة بادرات طيبة إنسانية، كدخول عمال من غزة إلى إسرائيل ووقف النار لبضعة أشهر ضمن إدارة النزاع. بالمناسبة، إن جولات التصعيد القاسية هي الأخرى تدخل في إطار إدارة النزاع. لا سبب يجعلنا نتفاجأ بنار الصواريخ، إذ إن سياسة إسرائيل ثابتة في دائرة الدماء التي لا تنتهي. قادة حماس في غزة، وعلى رأسهم يحيى السنوار، يتجولون بلا معيق – يتنفسون هواء ربيعياً. هم يعرفون، وبخاصة السنوار، بأن إسرائيل لن تمس به. لماذا؟ لأن حكومة إسرائيل تريد السنوار زعيماً في غزة. من ناحيتها، هو “أهون الشرور”. السنوار، رغم أنه قاتل غاشم، كما يعتقدون، لكنه يحرص على سكان غزة ويهمه هدوء المنطقة، فهو شخص براغماتي ويعرف كيف يدير النزاعات. من ناحية إسرائيل، وفي إطار سياسة إدارة النزاع، فإن واحداً كهذا مناسب للمنصب.

بالمقابل، إدارة النزاع لا تمس بلدات غلاف غزة و”سديروت”، حيث مزيد من العائلات في البلدات، وزخم بناء، ووسائل تحصين في كل زاوية، وقبة حديدية، والمواطنون في معظمهم يظهرون مناعة نفسية، رغم الخدوش النفسية. وبالتالي، لماذا ننهي النزاع مع غزة؟ غير أن المشكلة تبدأ هنا، وهي خطيرة جداً. إدارة النزاع، التي تتواصل منذ أكثر من عشرين سنة من نار الصواريخ، تسحق القوى. إذا لم يتوقف، فسندفع ثمناً باهظاً في المستقبل. على الحكومة أن تجتمع وتقرر سياسة جديدة تؤدي إلى إنهاء النزاع، بطريقة سياسية أو بطريقة عسكرية. لا يمكن أن يعيش المواطنون ويربوا أولادهم تحت سياسة إدارة النزاع، حتى وإن وجدت فترات طيبة وهادئة. يجب أن يتوقف الأمر مرة واحدة وإلى الأبد، حتى بثمن تصعيد عسكري ونقد دولي.

من حق سكان الجنوب أن تتوقف هذه السياسة فوراً، ويوضع حد واضح يبدأ منه عهد جديد. وذلك بشرط أن ينتهي النزاع في اليوم التالي مرة واحدة وإلى الأبد. على إسرائيل أن تعلن عن ذلك بشكل علني، وأن يصل إلى أذني السنوار أيضاً: إما أن تأتوا بالخير أو سنأتي بأقل خير. يجب طرح إنذار واضح والإيفاء به. أما مواصلة إدارة النزاع، وفقاً لمنظومة توازنات وإدارة مخاطر، فلن تحملنا إلى مكان هادئ. حان وقت الخروج من الدائرة التي نركض في داخلها، وفتح طريق جديدة.