بقلم: يوني بن مناحم- محلل ومستشرق إسرائيلي:
حماس والفصائل جاهزون لجولة قتال جديدة مع إسرائيل نهاية رمضان، وحماس تعمل على ترسيخ معادلة "عدم الفصل بين الجبهات الفلسطينية" وكذلك ترسيخ مكانتها كزعيمة المقاومة ضد إسرائيل.
ليلة الأحد-الاثنين، أُطلق صاروخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل وسقط في منطقة مفتوحة شمالي البلاد دون التسبب بأضرار أو إصابات، وردًا على ذلك، قام الجيش الإسرائيلي بقصف مدفعي باتجاه مناطق مفتوحة جنوبي لبنان، وتفيد تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن حماس-فرع لبنان هي المسؤولة عن إطلاق الصاروخ.
واضح أن حماس تسعى في الوقت الحالي إلى إظهار قدرتها على تشغيل كل الجبهات ضد إسرائيل. وإطلاق الصاروخ من جنوب لبنان هو بادرة خطيرة للغاية ولا تدل بالضرورة على توقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة بل العكس.
في قطاع غزة، يسري هدوء حذر، حيث إن إسرائيل أغلقت معبر إيرز أمام دخول 12 ألف عامل من غزة إلى إسرائيل كعقوبة اقتصادية، في محاولة من إسرائيل لخلق ضغط داخلي في القطاع ضد حماس من أجل وقف إطلاق الصواريخ، لكن يبدو أن الأمر غير فعال، وحماس تدعي أن ذلك (إغلاق إيرز) سيقود إلى تصعيد فحسب.
لا يزال أمامنا مناسبات لاندلاع المواجهات، وهي: ليلة القدر وعيد الفطر ويوم الاستقلال الإسرائيلي ويوم النكبة الفلسطيني وكذلك يوم تحرير القدس الذي يتخلله قيام نشطاء يمين إسرائيليين بمسيرة الأعلام في البلدة القديمة بالقدس، وبالضبط كما حدث العام الماضي كانت مسيرة الأعلام الشرارة التي أدت إلى تفجر الأوضاع وإطلاق صواريخ من القطاع نحو القدس، ما قادنا إلى عملية "حارس الأسوار" (الحرب على غزة في مايو 2021).
الكثير من الأمور تعتمد على ما يحدث هذه الأيام في القدس والمسجد الأقصى.
إلى جانب ذلك، حماس تراقب ما يحدث شمال الضفة الغربية، والذي لا يزال على صفيح ساخن.
إذ إن الجيش الإسرائيلي لم يقض بعد على البنية التحتية للعمليات الفلسطينية في منطقة جنين، حيث يوجد المئات من المسلحين والآلاف من الأسلحة غير القانونية، كذلك لا تزال تأتي تحذيرات استخباراتية ساخنة عن نية نشطاء من حركتي "فتح" و"الجهاد الإسلامي" تنفيذ عمليات ضد إسرائيل. فحماس نصّبت نفسها على أنها "حامي جنين" ووسعت من معادلة "غزة - القدس" التي تم وضعها العام الماضي.
المنظمات الفلسطينية قطاع غزة تعي جيدًا الجهد الإسرائيلي المبذول لفصل جبهات المواجهة عن بعضها وهي شرق القدس والضفة والداخل الفلسطيني. وتجدر الإشارة إلى أنه حتى الآن تمكنت إسرائيل بمساعدة التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية من الحفاظ على الهدوء النسبي في مناطق الضفة الغربية، ورغم محاولات حماس لإشعال المنطقة.
حماس ترى إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل بمثابة نقل رسالة بأن العلاقة بين قطاع غزة والقدس والضفة الغربية متلازمة غير منفصلة.
لا شك أن إسرائيل تبذل جهودًا كبيرة لمنع جولة قتال جديدة في قطاع غزة، غير أن المنظمات الفلسطينية تملؤها الثقة بالنفس بسبب تعاظم قوتها العسكرية والضعف السياسي للحكومة الإسرائيلية.
ينبغي علينا الانتباه جيدًا لما قاله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الأسبوع الماضي: "نحن فقط في بداية المعركة"، فرغم ضغوط مصر الشديدة على حماس، فإن الحركة مستعدة لبدء جولة قتال جديدة في غضون أيام قليلة لترسيخ انجازاتها الأخيرة ولتنصيب نفسها كزعيم للساحة الفلسطينية على جميع الجبهات.
وبحسب مصادر أمنية في إسرائيل، فإن الجيش الإسرائيلي مستعد أيضًا وجاهز لجولة جديدة من القتال على مدى عدة أيام.
الأيام المقبلة حاسمة وتعتمد على الكثير مما يحدث في القدس والمسجد الأقصى.