قال الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" إنه يرفض بشدة الدعوة التي وجهها يوم السبت الموافق 23 نيسان 2022 المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني إلى اللاجئين الفلسطينيين والقاضية بزيادة الشراكات داخل منظومة الأمم المتحدة للقيام بتقديم الخدمات المنوطة بالوكالة نيابة عنها.
وأضاف "فدا" في بيان اليوم أنه يشتم من هذه الدعوة التي جاءت في رسالة نشرت على الموقع الرسمي للوكالة رائحة كريهة كونها تشير في طياتها إلى مخطط خبيث وخطير، وهو مخطط إسرائيلي-أمريكي قديم-جديد، يستهدف إضعاف الأونروا وصولا إلى تقويضها ونقل صلاحياتها لمنظمات دولية ولحكومات الدول المضيفة.
وتابع "فدا" أن الدعوة ذاتها مشبوهة كونها تأتي في توقيت يتجند فيه عموم الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية من أجل استقبال وإغاثة لاجئي أوكرانيا في حين لا يغض فيه هذا الغرب طرفه فقط، بل ويشيح وجهه عن اللاجئين الفلسطينيين ومعاناتهم التي تستمر منذ 73 عاما.
وأوضح "فدا" أننا إذ نتمنى وضع حد لكل الحروب وايجاد حل لكل الأزمات الدولية بالطرق السلمية؛ لأن ذلك هو المدخل الوحيد لتفرغ الدول المختلفة من أجل النهوض بأوضاع شعوبها ومعالجة الازدياد في نسبة الفقراء وأعداد اللاجئين في العالم، فإننا نؤكد على ضرورة تحمل منظمة الأمم المتحدة وكل الدول الأعضاء فيها للمسؤوليات المنوطة بهم تجاه الأونروا بما فيها دفع الالتزامات المالية المترتبة عليهم للوكالة من أجل تقديم الخدمات المكلفة بها لللاجئين الفلسطينيين لحين إيجاد حل لقضيتهم وفقا للقرار الأممي 194.
وأكد "فدا" أن بقاء الأونروا بشكلها الحالي واستمرارها بالقيام بالدور الاغاثي المنوط بها تجاه اللاجئين الفلسطينيين، بما يشمل الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية وغيرها من خدمات، يجب أن يكون مسؤولية منظمة الأمم المتحدة بالدرجة الأولى وكل الدول الأعضاء فيها بالدرجة الثانية من خلال توفير الأموال اللازمة لذلك، وإن القضية الفلسطينية، واللاجئون الفلسطينيون جزء أصيل لا يتجزأ منها، ليست قضية إنسانية فحسب بل وقضية سياسية بامتياز تتعلق بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وكاملة السيادة بعاصمتها القدس الشرقية جنبا إلى جنب مع تمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها في نكبة عام 1984 وفقا للقرار الأممي 194، ودون ذلك لن يتحقق الأمن والسلام، ليس في المنطقة فحسب، بل وفي العالم أجمع.
وختم "فدا" بأن كل أبناء شعبنا وفي مقدمتهم اللاجئون في مخيمات الوطن واللاجئون في مخيمات بلدان اللجوء والشتات، وكما قاوموا كل محاولات التوطين المشبوهة، سيقاومون اليوم محاولة الانقاض على الأونروا لإضعافها مقدما وصولا لإنهاء دورها تاليا ضمن المخطط النهائي الهادف لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين التي تشكل عصبا وأساسا رئيسيين من أسس القضة الفلسطينية لا مجال لإيجاد حل عادل وشامل لها دون إيجاد حل لقضيتهم، ودعا البيان الدول العربية والاسلامية الشقيقة والأجنبية الصديقة وكل الدول المحبة للعدل والسلام في العالم إلى تقديم كل أشكال الدعم الممكنة للأونروا وفي مقدمته الدعم المالي حتى تستطيع الوفاء بالتزاماتها.