مصادر تكشف تفاصيل المحادثات الأخيرة بين حماس والجهاد والوسطاء بشأن التصعيد في غزة

الأحد 17 أبريل 2022 06:31 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مصادر تكشف تفاصيل المحادثات الأخيرة بين حماس والجهاد والوسطاء بشأن التصعيد في غزة



غزة/سما/

قالت مصادر فلسطينية مطلعة على الاجتماعات الأخيرة بين حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، والاتصالات بين «حماس» ومسؤولين ووسطاء في المنطقة، إن الحركة الحاكمة في قطاع غزة قالت إنها لا تسعى إلى تصعيد في القطاع، وقد بذلت جهوداً مع حركة «الجهاد الإسلامي» التي كانت قريبة من التصعيد، وأقنعتها بأن الوقت والوضع السياسي لا يسمحان الآن بمواجهة جديدة في القطاع.

وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «قبل بدء الاتصالات من قبل الوسطاء يومي الخميس والجمعة، التقى مسؤولو (حماس) بمسؤولي (الجهاد) أكثر من مرة، وتم ترتيب لقاءات أوسع مع القواعد، على قاعدة أنه لا يمكن التورط في حرب في هذه الفترة، بسبب الوضع الإنساني والاقتصادي في قطاع غزة، وبسبب انشغال العالم بالحرب الروسية- الأوكرانية».

وأكدت المصادر أن مسؤولي «حماس» كانوا يريدون إشعال الضفة والقدس في وجه إسرائيل أولاً، باعتبار أن ذلك يشكّل إرهاقاً أكبر للدولة العبرية، وأن على الضفة وغزة تبادل الأدوار أحياناً في المواجهة، والتكامل أحياناً أخرى.

وشددت المصادر على أنه رغم هذا التصور الداخلي لدى «حماس»، فقد أبلغت الحركة الوسطاء بأن هذا الموقف يمكن أن يتغير فوراً إذا استمر المساس بالمسجد الأقصى، وأن الحركة لا يمكن لها أن تقف متفرجة في وضع مثل هذا.

وكان ذلك جزءاً من النقاشات التي أدارها مسؤولون مصريون مع «حماس» وإسرائيل أمس، وهي مباحثات لم تنتج اتفاقاً حول القدس والضفة، كما ذكرت تقارير.

وقالت مصادر إن الوسطاء ضغطوا من أجل عدم جر غزة إلى مواجهة جديدة، وطلبوا من الفصائل التريث وإعطاءهم فرصة لتهدئة الموقف في القدس. وأضافت: «نقلت (حماس) شروطها، ومن بينها وقف الهجوم على القدس وفي الضفة، ورفضت إسرائيل التجاوب مع أي صيغة يمكن أن تعطي إشارة إلى أن هناك اتفاقاً حول القدس أو الضفة، وأبلغت الوسطاء فقط أنها غير معنية بالتصعيد، وأن الفلسطينيين هم الذين أججوا الوضع في القدس، كما أبلغتهم أنها تريد التهدئة، وأن المعتقلين (على خلفية الصدامات في الأقصى) سيغادرون إلى بيوتهم بحسب القوانين الإسرائيلية».

وأكد مسؤولون في «حماس» أمس، أنه لا يوجد اتفاق تهدئة مع إسرائيل. وقال عضو المكتب السياسي لـ«حماس» عزت الرشق، إن رسالة الحركة كانت واضحة لكل الوسطاء بأن القدس والمسجد الأقصى خط أحمر.

وأضاف الرشق: «جرى التواصل مع (حماس) من قبل عدد من دول المنطقة، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة، خشية تصعيد الأوضاع في شهر رمضان بسبب انتهاكات الاحتلال وجرائمه المتواصلة في القدس والمسجد الأقصى، ورسالتنا واضحة لكل الوسطاء بأن القدس والأقصى خط أحمر، وأي استفزاز لشعبنا في مقدساته سيقابل بالمواجهة، وأننا لا نسعى لحرب جديدة في غزة؛ لكن المقاومة في غزة تتابع كل التطورات، ويدها على الزناد؛ لأننا شعب واحد، وإذا انتُهكت مقدساتنا فإن شعبنا في كل مناطق وجوده سيقوم بواجب الدفاع عنها».

كما أكد القيادي في الحركة محمود مرداوي، أن الأنباء التي تتحدث عن وجود تهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي عارية عن الصحة. وقال مرداوي، السبت، إن ما يتم تداوله «يهدف للإضرار بالحالة المعنوية للشعب الفلسطيني الذي يخوض معركة ضارية دفاعاً عن مقدساته ويضحي فيها بأغلى ما يملك». وطالب الجميع بـ«عدم تداول هذه الإشاعات»، مؤكداً في الوقت ذاته أن قيادة حركة «حماس» بالتعاون مع الفصائل، تجري حواراً مع الوسطاء لنزع فتيل الأزمة «التي فرضها الاحتلال بانتهاك حرمة المسجد الأقصى».

وأعاد عضو المكتب السياسي للحركة، زاهر جبارين، التأكيد على أنه لا توجد تهدئة، وقال في بيان إن الحركة «تواصل جهودها الميدانية واتصالاتها السياسية لوقف العدوان الصهيوني على شعبنا ومقدساتنا، وخصوصاً المسجد الأقصى المبارك، بكل الوسائل الممكنة». وأضاف: «لا هدنة مع الاحتلال».

ودعا جبارين الفلسطينيين «في الضفة الغربية والدّاخل المحتل، إلى مواصلة الزَّحف لشدّ الرّحال والرّباط والاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك».

وكان إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة، قد أجرى أمس والذي قبله سلسلة اتصالات شملت مسؤولين في المخابرات المصرية، ومسؤولين قطريين وعمانيين، ومسؤولاً أممياً.

وأعلنت «حماس» أن هنية هاتف وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، وهاتف مسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية، كما تلقى اتصالاً من تور وينسلاند المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الشرق الأوسط، وتلقى رسالة من نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وجاء ذلك بعد اتصالات أجراها في وقت سابق مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر. وقالت «حماس» إن كل هذه الاتصالات كانت مخصصة لوقف العدوان الإسرائيلي.

في غضون ذلك، أعربت المملكة المغربية التي يرأس عاهلها الملك محمد السادس لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، عن إدانتها الشديدة واستنكارها القوي لإقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصـى وإغلاق بواباته والاعتداء على المصلين العزل داخل المسجد وفي باحاته الخارجية. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية المغربية مساء أمس إن المملكة المغربية تعتبر أن هذا الاعتداء الصارخ والاستفزاز الممنهج خلال شهر رمضان المبارك على حرمة المسجد الأقصى ومكانته في وجدان الأمة الإسلامية، من شأنه أن يقوي مشاعر الحقد والكراهية والتطرف، وأن يقضي على فرص إحياء عملية السلام في المنطقة.

وفي الإطار ذاته، أكد الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، أن إدانة بلاده لاقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك تعبير عن الموقف الرسمي والشعبي الرافض للعنف بكافة أشكاله، والمتمسك بوقف أي ممارسات تنتهك حرمة الأقصى.وقال الدكتور قرقاش، في تغريدة على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، أمس، «اللجوء للعنف يعرقل جهودنا المشتركة للوصول إلى حل سياسي، بما في ذلك دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية».

كانت الإمارات قد دانت بشدة اقتحام القوات الإسرائيلية، المسجد الأقصى المبارك، الذي أسفر عن إصابة عدد من المدنيين.

وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان لها، أول من أمس، ضرورة ضبط النفس وتوفير الحماية للمصلين، مشيرة إلى موقف الدولة الداعي إلى ضرورة احترام السلطات الإسرائيلية حق الفلسطينيين في ممارسة شعائرهم الدينية، ووقف أي ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى.