رفض مسؤول فلسطيني أن يكون التعثر في مسار التسوية والسلام، في الشرق الأوسط هو السبب في الأحداث الأخيرة بباحة المسجد الأقصى بين الشرطة الإسرائيلية ومصلين فلسطينيين، قائلا أنه حتى لو قامت دولة فلسطينية، فإن دخول اليهود لن يكون مسموحا به". فبعد تسع سنوات بالضبط من زيارة شهيرة قام بها رئيس وزراء إسرائيل السبق أرئيل شارون، لباحة المسجد الأقصى، تسببت في اندلاع انتفاضة فلسطينية موجعة للفلسطينيين والإسرائيليين على السواء، تفجرت في نفس المكان اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين اتهموها بحماية مستوطنين يهود و"متطرفين" حاولوا اقتحام ثالث الأقداس الإسلامية، فيما قالت إسرائيل أن الزوار كانوا سياحا يهود فقط، متهمة الفلسطينيين بإثارة الشغب. وقال حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح " إن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت المزيد من الشبان الفلسطينيين، بمدينة القدس صباح اليوم، والأجواء لازالت متوترة في المدينة، وما حدث يلقي بظلاله على المدينة". روايتان واندلعت الاشتباكات بين المتظاهرين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية يوم الأحد الذي كان يصادف يوم عيد الغفران اليهودي، خلال زيارة قامت بها جماعة يهودية للمدينة المقدسة وذلك خلال أداء الفلسطينيين الصلاة داخل حرم المسجد، الذي يطلق عليه المسلمون الحرم الشريف، فيما يتعارف اليهود على تسميته بجبل الهيكل، وينبغي على الزوار اليهود الحصول على تصريح مسبق بزيارة المكان. وطبقا للرواية الإسرائيلية فيتلخص الموقف في غضب فلسطينيي من ملابس غير محتشمة لبعض الزائرين، قائلة أنها أغلقت الحرم القدسي واحتوت الاضطرابات. بعد أن بدأ الفلسطينيون بإلقاء الحجارة على الزوار، او السواح كما تقول الشرطة العبرية، معترفة بإصابة اثنين من كل جانب، لكن الفلسطينيين قالوا ان إصاباتهم تجاوزت التسع خلال المواجهات. ملابس غير محتشمة وقال صائب عريقات لشبكة سي إن ان الأمريكية " الزيارة كانت "متعمدة عشية الذكرى السنوية لزيارة شارون، واصفا الزيارة بأنها استفزاز متعمد من جانب المتشددين المعارضين لإيجاد تسوية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كما انتقد رد فعل الشرطة الإسرائيلية. وأضاف كبير المفاوضين الفلسطينيين أن توفير الشرطة حمايتها لمن يرفض السلام لا يعبر عن موقف راغب في السلام إطلاقا قائلا "رأينا هذا من قبل، ونحن نعرف ما هي العواقب". والحرم القدسي هو موقع مقدس لدى الديان السماوية الثلاث (اليهودية – المسيحية – الإسلام) وتنص العقائد اليهودية والمسيحية على كون تضحية إبراهيم بابنه واستبداله بملاك كانت على نفس الموقع المقام عليه حاليا مسجد قبة الصخرة. حرام قبل الطهارة وإلى جانب المسجد الأقصى الذي تعود عمارته للقرن الثامن حيث تنص عقيدة المسلمين على أن معراج النبي محمد كان من نفس المكان عند رحلة الإسراء والمعراج بين مكة والقدس والسماء. إلى جانب ذلك، يقع حائط المبكي اليهودي وهو موقع صلاة لليهود يعتقد انه جدار من الهيكل الثاني. إذ لليهود هيكلان احدهما شيده النبي سليمان قبل آلاف السنين فيما دمر الرومان معبدا آخر لهم في نفس المنطقة. علما بأن للمسيحيين أيضا اعتقاد بأن السيد المسيح درس في ذلك المعبد اليهودي. ويقول المسلمون أن المسجد الأقصى ونواحيه هي وقف إسلامي، ولا ترفض غالبية المتدنين اليهود هذا الأمر، باعتبار أن اليهود ممنوعون من الدخول للحرم المقدسي، ولا يمكن تطهر اليهود إلا بعد دخول الهكيل نفسه، ولا يزور المساجد إلا أقليات لطوائف يهودية تخالف هذا الاعتقاد أو يهود علمانيون. تصعيد عربي.. وصمت إسرائيلي و في أحد المواقف القليلة التي أبانت عن وحدة الموقف الفلسطيني تشابهت لغة المواقف بين السلطة الفلسطينية وغريمتها حركة حماس، حيت الحكومة الفلسطينية الذين واجهوا الشرطة الإسرائيلية في القدس بوصفهم مدافعين عن أحد مقدسات المسلمين واتهمت الإسرائيليين بالسعي لتدمير محادثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة... بحسب رويترز. وحذرت القيادة الفلسطينية من انتفاضة ثالثة، فيما قال القيادي بحركة حماس فدعا خالد مشعل "أن على الولايات المتحدة وأوروبا ألا تسيء قراءة الصمت الحالي في المناطق الفلسطينية وعلى الحكومة الفلسطينية إنهاء التعاون الأمني مع إسرائيل وإحياء برنامج المقاومة" كما قال. وفي الأردن ومع تظاهر فعاليات شعبية ونقابية احتجاجا على الأحداث قال السلطات الأردنية أنها استدعت القائم بالإعمال الإسرائيلي في عمان احتجاجا على المصادمات معتبرة أن هذا عمل استفزازي يقوض جهود السلام. وقالت وزارة الخارجية أنها طلبت من القائم بالإعمال الإسرائيلي في عمان إبلاغ حكومته "استهجانها واستغرابها لهذا الاعتداء السافر وتوقيته على المصلين العزل". بحسب وكالة بترا. أما المغرب فقالت أن العاهل محمد السادس باعتباره رئيسا للجنة القدس الشريف قد عبر عن إدانته القوية " للعمل الشنيع الذي تعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات مبيتة ومستفزة لمشاعر المسلمين." لكن حاتم عبدالقادر قال " رغم أهمية الاحتجاجات وتصعيد لغة الرفض فإن هذا لا يكفي، إسرائيل لا تعترف بلغة الاحتجاج بل بالتحركات العملية على الأرض".ولم يصدر موقف رسمي عن الحكومة الإسرائيلية غير التصريحات الميدانية للشرطة خلال الأحدث، وما تبعها. عن اذاعه هولندا