نيويورك تايمز: لماذا لجأ بوتين بسرعة للتهديد النووي ؟

السبت 02 أبريل 2022 05:15 م / بتوقيت القدس +2GMT
نيويورك تايمز: لماذا لجأ بوتين بسرعة للتهديد النووي ؟



واشطن/سما/

قامت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بعمل مثير للإعجاب للتحقق من جهود التضليل الروسي من خلال الكشف عن تقييمات المخابرات الأمريكية لنوايا موسكو وحشد الدعم السياسي الموحد للسيادة الأوكرانية، ولكنها لم تتحدث عن التهديد الروسي الضمني باستخدام الأسلحة النووية، حيث قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطاب الغزو أن “أي شخص يحاول الوقوف في طريقنا سيواجه عواقب مثل تلك التي لم نشاهدها في التاريخ، وأمر وزير دفاعه بوضع القوات النووية الروسية في حالة تأهب، وفقا لملاحظات جوناثان ستيفنسون وستيفن سايمون في مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”.

 موقف الولايات المتحدة المتسم بضبط النفس قد يضر بموقفها في أماكن أخرى، وخاصة فيما يتعلق بحسابات إيران وإسرائيل فيما يتعلق بالقوة النووية

وبحسب ما ورد، قال بايدن مراراً إن الولايات المتحدة لن تتصرف بطريقة قد تجعل القوات الأمريكية أو قوات الناتو على احتكاك مع القوات الروسية، وأكد بأنه لن يخوض الحرب العالمية الثالثة في أوكرانيا.
وبالنسبة لستيفنسون و سايمون، فقد كان يجب على الولايات المتحدة أن تظهر القليل من الاحترام لمحاولة بوتين ممارسة التهديد بالأسلحة النووية، ليس فقط من أجل دعم أوكرانيا ولكن، ايضاً، من أجل ضمان الاستقرار الجيوسياسي العالمي في المستقبل، وقالا إن بوتين قدم إلى الاستراتيجيين موقفاً لم يواجهونه من قبل: رئيس مارق يستخدم التهديد النووي للغزو، مع الإشارة إلى أن هذا هو السبب الرئيسي لدول مثل إيران وكوريا الشمالية وكوريا الشمالية لبناء أو نشر أسلحة نووية.

 بوتين يخشى التفوق العسكري التقليدي للولايات المتحدة، ولهذا جاء التهديد النووي

ويعتقد الكاتبان أن موقف الولايات المتحدة المتسم بضبط النفس قد يضر بموقفها في أماكن أخرى، وخاصة فيما يتعلق بحسابات إيران وإسرائيل فيما يتعلق بالقوة النووية، وأوضحا أن أمريكا طورت مع الحلفاء إطاراً للردع التقليدي والنووي في الستينيات من القرن الماضي، حيث ابتكر “هيرمان كان” نظرية “سلم تصعيد” التي تحدد مستويات معينة من التوسع العسكري، وكان المفتاح هو الحفاظ من خلال التفوق العسكري على القدرة على ردع العدو على كل مستوى.
وما يخشاه بوتين على الأرجح هو التفوق العسكري التقليدي للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في كل مستويات الحرب باستثناء المستوى النووي، ولهذا جاء تهديده النووي السابق لأوانه، والذي يحاول استبعاد خيارات حلف الناتو العسكرية المحدودة.

التهديد الروسي باستخدام الأسلحة النووية لا يتناسب مع “عقيدة موسكو” ولكنه يتناسب مع قدراتها

وبالنسبة لروسيا، هناك عدة شروط للاستخدام النووي، من بينها إطلاق صاروخ نووي ضد روسيا او القيام بهجوم فعلي أو وشيك على البنية التحتية للقوات النووية الرادعة أو أي عدوان خارجي يعرض وجود الدولة الروسية للخطر، وعندما أصدار التهديد النووي، أثار بوتين ضمناً مبدأ “التصعيد لنزع التصعيد” لاستباق الإجراءات التقليدية واسعة النطاق من قبل الناتو، والمبدأ لا يتناسب مع أي من السيناريوهات العقائدية المذكورة سابقاً ولكنه يتوافق مع قدرات موسكو.