اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، شابا من قرية شويكة قرب مدينة طولكرم، بزعم الاشتباه بانتمائه إلى "خلية مسلحة" ضمت الشبان الثلاثة الذين أقدمت قوات الاحتلال على اغتيالهم في بلدة عرابة جنوب مدينة جنين، وادعى أنها خططت لتنفيذ عمليات إطلاق نار ضد أهداف إسرائيلية.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اعتقلت الأسير المحرر يوسف مهنا (22 عاما)، بعد محاصرة منزله واقتحامه في حارة النعالوة في ضاحية شويكة شمال طولكرم.
واعترفت مصادر في الشاباك أن الجهاز لم يكن يملك أية معلومات محددة حول مخططات الشبان صائب عباهرة (30 عامًا) وخليل طوالبة (24 عامًا) وسيف أبو لبدة (25 عامًا) الذين استشهدوا في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، فجر اليوم، السبت، بحسب ما ذكر موقع "واينت" الإلكتروني.
وفي تسريبات لوسائل الإعلام الإسرائيلية، استعرض جهاز الشباباك ما اعتبره "سيناريوهات محتملة" لعمليات خطط لها الشهداء الثلاثة الذين ينتمون لـ"سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "ألجهاد الإسلامي".
وادعى الاحتلال أن "الخلية" التي نسب لها عمليات إطلاق نار متفرقة في منطقة طولكرم، خططت، من ضمن سيناريوهات أخرى، لـ"التسلل" إلى مستوطنة في الضفة المحتلة وتنفيذ عملية إطلاق نار تستهدف مستوطنين وعناصر أمن.
غير أن السيناريو الذي ادعى الشاباك أنه "الأرجح" هو إقدام الشهداء الثلاثة على الدخول تنفيذ عملية إطلاق نار في مدينة إسرائيلية على غرار عملية إطلاق النار في بني براك، التي نفذها الشهيد ضياء حمارشة، يوم الثلاثاء الماضي.
واستبعد الشاباك أن يكون الشهداء عباهرة وطوالبة وأبو لبدة - الذين وصفهم الاحتلال بـ"القنبلة الموقوتة" - قد خططوا لاستهداف مركبات المستوطنين في الضفة المحتلة، وذلك نظرا لندرة المركبات المارة في ظل دخول مواقيت يوم السبت.
وفي بيان صدر عن جيش الاحتلال، جاء أنه اعتقل شابا (مهنا) من شويكة "يشتبه في انتمائه إلى الخلية التي تم القضاء عليها الليلة الماضية من قبل قوات خاصة من الشرطة والشاباك".
وقال الاحتلال في بيانه أن عملية الاعتقال التي نفذت "في ساعات النهار"، جاءت "بعد تقديرات" أن مهنا "كان ينوي الرد على عملية إحباط الخلية" عبر تنفيذ عملية إطلاق نار. وزعم الاحتلال أنه عثر "على سلاح من طراز M16 وذخيرة كانت" بحوزة مهنا.
ذكر المراسل العسكري لصحيفة "معاريف"، طال ليف رام، أن حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" تسعى منذ أيام إلى إطلاق سلسلة من عمليات إطلاق النار في الضفة المحتلة، خاصة من منطقتي جنين وطولكرم، زعما أن الاحتلال يكثف "عملياته الاستباقة" في الضفة.
وذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أن التقديرات تشير إلى أن هناك مساع لتنفيذ عدة عمليات ضد أهداف إسرائيلية خلال الأيام المقبلة، مشيرة إلى أن"الوحدات الخاصة في جيش الاحتلال "ستواصل نشاطها الميداني وحملة الاعتقالات في الضفة الغربية والقدس".
وعلى صلة، أعلن مستشفى "رمبام" أن أحد المصابين الأربعة من قوات الاحتلال خلال تبادل إطلاق النار في عرابة، فجر السبت، لا زال يتلقى العلاج في وحدة العناية المركزة وهو مخدر وموصول بأجهزة التنفس الاصطناعي وحالته "خطيرة"، في حين تحسنت حالة مصاب آخر.
وأضاف أن اثنين من عناصر وحدة الشرطية الخاصّة ("يمّام") الذين أصيبوا خلال الاشتباكات المسلحة مع الشهداء الثلاثة في عرابة، فجر اليوم، خرجا من المستشفى بعد أن تماثلا للشفاء.
والليلة الماضية، أصدر وزير الأمن الإسرائيليّ، بيني غانتس، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، تعليمات للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لـ"شهر من التصعيد"، كما أوعزا بـ"تكثيف العمل الاستخباراتيّ"، إزاء "سورية، وسيناء، والفلسطينيين في لبنان".
جاء ذلك بحسب ما أوردت هيئة البث الإسرائيلي العامة ("كان 11")، مساء الجمعة، والتي أوضحت أن "هذا يعني أن القوات على الأرض (إن في الضفة وفي أراضي 48 كذلك) ستبقى في انتشار متزايد خلال هذه الفترة"، وذلك خشية من عمليات محتملة.
وكثّفت أجهزة الأمن الإسرائيلية، حملات اعتقالها، في الضفة الغربية المحتلة، وفي مناطق 48، زاعمةً أنها أحبطت عدة عمليات في الأيام الأخيرة، كانت على وشك أن تُنفَّذ.