خبر : جبال من الكلام والوعود والاحتلال يزدهر.....!...*نواف الزرو

الأحد 27 سبتمبر 2009 06:28 م / بتوقيت القدس +2GMT
جبال من الكلام والوعود والاحتلال يزدهر.....!...*نواف الزرو



  نعتقد اليوم في ضوء كل تراكمات الاخفاقات الفلسطينية العربية الامريكية الاوروبية في مسالة تجميد الاستيطان، وفي ظل اخفاق الرئيس الامريكي اوباما بشكل خاص وفشله في زحزحة نتنياهو عن اللاءات الاسرائيلية الكبيرة، وكذلك في ضوء الانجازات التي حققتها اسرائيل تباعا على مختلف الصعد السياسية والاممية والاستيطاننية التهويدية، ان الاصرار الفلسطيني العربي على استئناف عملية المفاوضات باعتبارها  الخيار الوحيد امامهم انما هي دفن للرؤوس في الرمال، ومضيعة للوقت، وتضليلا للاري العام، ناهيكم عن ان ما  نواجهه  اسرائيليا امريكيا انما هو نصب سياسي على العرب بامتياز...!فما بين خطاب اوباما ورؤيته للحل، وما بين اللاءات والنتهاكات والممارسات الاسرائيلية على الارض مسافة زمنية طويلة جدا، فما تبنيه دولة الاحتلال من حقائق الامر الواقع على الارض من شانه تهويد الارض والوطن بالكامل، وما بين خطاب ووعود اوباما من جهة، وبين "التطمينات الامريكية التضليلية المخادعة للعرب" من جهة اخرى تجري عملية تحييد الدور والفعل العربي الحقيقي، لتواصل "اسرائيل" استفرادها بالفلسطينيين وانتزاعها للقضية الفلسطينية من عمقها وتواصلها العربي...!ونعود مرة اخرى لنقتبس الملخص المفيد- ففي قصة السلام الاسرائيلي كان الكاتب عبد الفتاح القلقيلي قد اشار في كتابه "الأرض في ذاكرة الفلسطينيين"، إلى "أن: يوسف فايتز (مدير الصندوق القومي اليهودي الاسبق) ذكر في مذكراته، أنه منذ آب 1948 تم الاتفاق أن تشن إسرائيل حملة إعلامية لإقناع الرأي العام العالمي"بأنه لم يعد لدى الفلسطينيين مكان يعودون إليه، وليس أمامهم سوى فرصة واحدة لإنقاذ ممتلكاتهم، وهي بيعها والاستفادة مِن ثمنها، كي يستقروا في مكان آخر/عن تحليل لعلي جرادات في الايام الفلسطينية". واضاف: "أن بن غوريون ذكر في مذكراته، أن آبا ايبان نصحه في يوم 14-7-1948، بأن لا يلهث وراء السلام، وتكفي اتفاقات الهدنة"، معللا ذلك بالقول: "لأننا إذا ركضنا وراء السلام فإن العرب سيطالبوننا بالثمن، والثمن هو تحديد الحدود أو عودة اللاجئين أو الاثنين معا".ومن بن غوريون الى الراهن الاسرئيلي حيث كتبت صحيفة هآرتس العبرية"أن أية حكومة إسرائيلية ليس باستطاعتها التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين مهما كان نوع ولون هذه الحكومة".وأضافت" انه في حال تحول الفلسطينيين إلى "فنلنديين" ولفظوا حركة حماس من بين صفوفهم فان أي حكومة لن توقع للفلسطينيين على اتفاق سلام".واوضحت الصحيفة "إن السلام مع الفلسطينيين يعني الانسحاب من الأراضي المحتلة بما فيها القدس إضافة إلى عودة اللاجئين الأمر الذي لا يمكن أن تقبل به أية حكومة إسرائيلية ".وفي المضمون ذاته نذكر بما قاله حنان كريستال، معلق الشؤون الحزبية في الإذاعة والتلفزيون الاسرائيلي باللغة العبرية " لو قام ابو مازن بتقديم رؤوس قادة حماس والجهاد الاسلامي لأولمرت على طبق من فضة، فأن الأخير غير قادر على التقدم خطوة حقيقية واحدة في اتجاه التوصل لتسوية القضية الفلسطينية / المصادر العبرية ". وكان جدعون ليفي المحلل في هآرتس قد كتب حول هذه الحقيقة تحت عنوان:"اسرائيل لا تريد السلام" يقول: "حانت لحظة الحقيقة، وهذا يجب أن يقال: اسرائيل لا تريد السلام، انتهت ترسانة الذرائع، مخزن الرفض بات فارغا، واذا كان  ممكنا حتى وقت اخير مضى القبول بالكاد بجملة حجج وشروط اسرائيل "لا شريك" و "لم يحن الوقت"، فان الصورة الناشئة الان لا تدع اي مجال للشك، فقناع اسرائيل المحبة للسلام تمزق تماما، ومن الان فصاعدا يقال: لا محبة ولا سلام/ عن هآرتس".الى ذلك- هاهو وزير شئون الاستخبارات الإسرائيلي دان مريدور يقول" أن أبا مازن لن يحصل من رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ما وعده به رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت/معاريف/2009-6-20"، وكان مريدور قد قال في وقت سابق بأنه "إذا لم يتنازل الفلسطينيون عن القدس وحق العودة فلن يكون هناك اتفاق سلام".ويضيف السفير الاسرائيلي لدى الولايات المتحدة الأمريكية مايكل اورون للإذاعة العبرية"أن إسرائيل لن تعود إلى حدود عام 1967 "، ويوضح"أن هناك توافقا إسرائيليا واسعا من جميع التيارات والقوى السياسية حول هذا الموضوع، وإدراكا في الجانب الأمريكي أنه لا يمكن لإسرائيل الدفاع عن مثل هذه الحدود". وتحت عنوان"هناك خطة لإضاعة الوقت"كتب بن كاسبيت في  معاريف يقول:"اين الخطة الاسرائيلية الجريئة الجديدة، تلك التي كان من المفترض ان تتبلور اثر سلسلة هامة من المداولات الاستراتيجية بما في ذلك اجراء استعراض معمق لكل قادة الاذرع الامنية؟، هم جلسوا مرات كثيرة، بجدية واهتمام كبير: باراك، ليبرمان، يعلون، مريدور وبيغن، كل واحد جلس قبالتهم بدوره مع استعراض معمق، رئيس هيئة الاركان، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، رئيس الشاباك، رئيس الموساد، ومن بعدهم مستويات العمل والاستخبارات الاخرى. اذا اين النتيجة؟، ماذا عن الخطة؟.ولان هناك خطة لاضاعة الوقت فان اقطاب"اسرائيل" يطالبون الفلسطينيين والعرب على مدار الساعة  بالمزيد والمزيد من الشروط والاشتراطات التطبيعية والاستراتيجية، فاول طلقة اطلقها نتنياهو كانت ان  طالب الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي كشرط للحديث عن حل الدولتين".ويذهب نتنياهو ابعد واوضح مخاطبا الفلسطينيين قائلا:" لا تحلموا بالقدس ولا بعودة اللاجئين".وعن قصة الدولتين، كتب درور زئيفي في  يديعوت أحرونوت- يقول:"إن نتنياهو محق للأسف، فقد عفا الزمن على حل الدولتين"المحلل جدعون ليفي كتب في هآرتس يصف قصة السلام:"يا للسماء: مرة اخرى تعود الساحة السياسية لتكون ساحة الكلام، سيقولون ما يقولون ويصرحون ما يصرحون، هذه ضمانة لفشل جديد معروف سلفا، ان قال نتنياهو كلمة الدولتين وان لم يقل، لن يتغير اي شيء، الامريكيون سيثرثرون والاوروبيون سيتأثرون بانفعال واليمين الاسرائيلي سيعبر عن الغضب والمحللون سيكتبون مرة اخرى كيف زال حلم اسرائيل الكاملة بينما يواصل الاحتلال ازدهاره، المستوطنات هي الاخرى ستواصل امتدادها ومد اذرعها، فاغلبية الاسرائيليين وعلى الاقل رئيسي وزراء ورئيسي معارضة قد قالوا منذ زمن نعم للصيغة الا ان شيئا لم يحدث".ويضيف:"الاعيب الكلمات في قضية "الاعتراف" الفلسطيني المنشود في اسرائيل لا تقل سخرية، منذ سنوات طوال ونحن نتسلى بهذه الكلمات، قبل 16 عاما كان من المفترض ان تنتهي اللعبة السخيفة".ونعتقد في ضوء كل ذلك ان على الفلسطينيين والعرب  ان يستيقظوا ..!فكفى لاكذوبة السلام...!وكفى للتنازلات المجانية...!وكفى للتطبيع العربي المجاني على حساب نكبة فلسطين...!كان عميد البيت العربي عمرو موسى قال مرة:’’إننا نسمع قعقة ولا نرى طحنا في عملية السلام".هذه هي اذن الحقيقة الكبيرة الصارخة التي يفترض ان يتوقف عندها الفلسطينيون والعرب: نسمع –اذن- قعقعة وجعجعة ولا نرى طحينا" /وكل قصة المفاوضات والسلام اكذوبة كبرى ...!. nawafzaru@yahoo.com