" إسرائيل" لا تستجيب لنداءات المساعدة من أوكرانيا، قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية، إنه مع أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عزف على وتر حساس خلال الخطاب الذي ألقاه أمام الكنيست والذي طلب فيه المساعدة في مواجهة الحرب الروسية على بلادها، إلا أن إشارته التاريخية إلى الهولوكوست لاقت انتقادات، ولم تقنع الحكومة الإسرائيلية بالتخلي عن “حيادها” في هذه الحرب.
ولعل أبرز مثال على هذا الرفض لتغيير المسار، هو البطاريات الإسرائيلية للصواريخ الاعتراضية من نوع ‘‘القبة الحديدية’’ والتي قال الرئيس زيلينسكي إنها هي الأفضل في العالم، ويمكن أن تساعد في إنقاذ حياة الأوكرانيين واليهود الأوكرانيين. إلا أن نفتالي بينيت، رئيس الوزراء الإسرائيلي، لم يستجب لهذا الطلب. بالنسبة له، ليس هناك مجال لتزويد أوكرانيا بالسلاح، ولا حتى الخوذات أو السترات الواقية من الرصاص، تضيف الصحيفة.
فالأولوية للإسرائيليين -توضح ‘‘لوفيغارو’’- هي تجنب إثارة حفيظة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إذ يخشى المسؤولون الإسرائيليون من أن الجيش الروسي الموجود بقوة في سوريا، يمكن أن يهدد حرية العمل الفعلية للطائرات والصواريخ والطائرات بدون طيار، التي نفذت مئات الهجمات على مواقع وعمليات نقل أسلحة من إيران، التي تعتبر العدو الأول للدولة اليهودية.
وتتابع ‘‘لوفيغارو’’ القول إن نفتالي بينيت، الذي كان يحاول منذ بداية الحرب التوسط بين أوكرانيا وروسيا، تمسك بمواقفه من الناحية الدبلوماسية، حيث أوضح قائلاً: ‘‘نحن ندير الأزمة بحساسية ومع الحرص على الحفاظ على التوازن مع الأخذ في الاعتبار سلسلة كاملة من الاعتبارات المعقدة’’، معلنا أنه ‘‘فخور” بالمساعدات الإنسانية ‘‘المقدمة للمواطنين الأوكرانيين’’.
في لعبة أدوار متقنة، امتنع رئيس الوزراء الإسرائيلي حتى الآن عن إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، بينما انتقد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد هذا الغزو ولكن بعبارات مدروسة.
باختصار -تقول ‘‘لوفيغارو’’- لم يحقق فولوديمير زلينكسي غاياته، رغم أنه لم يتردد في اللجوء إلى الهولوكوست من خلال اللعب على الشعور بالذنب حول موضوع عدم مساعدة شعب في خطر. لم يكن هدفه إقناع الحكومة، بقدر ما كان تشجيع الرأي العام الإسرائيلي لممارسة الضغط حتى تختار إسرائيل بوضوح الجانب الأوكراني.
يوم الإثنين، دفعت وفاة بوريس رومانتشينكو، أحد الناجين من معسكر الاعتقال النازي، في المبنى الذي كان يعيش فيه في خاركيف بأوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي إلى مواصلة دعوته. وكان الرجل البالغ من العمر 96 عاما ضحية قصف روسي يوم الجمعة الماضي على بنايته. استنكر الرئيس الأوكراني في مقطع فيديو نُشر مساء الإثنين على تيليغرام مقتل الرجل العجوز في قصف روسي استهدف مبنى عاديا في خاركيف.