جدّدت أوكرانيا، الإثنين، انتقادها للتعامُل الإسرائيليّ، إزاء الحرب الروسية - الأوكرانية، والتي بدأت بعملية عسكرية شرعت بها موسكو في الرابع والعشرين من الشهر الماضي.
وقالت نائب رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشتشوك، إن "إسرائيل لا تريد الخلاف مع الروس، ولا تدعم العقوبات ضد (الرئيس الروسي، فلاديمير) بوتين بحزم".
وأضافت فيريشتشوك أن "محاولات الإسرائيليين المصالحة بيننا وبين الروس أشبه بسعي لإقناعنا بالاستسلام بشرف".
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الليلة الماضية، إن إسرائيل تبذل جهودا كثيرة لترتيب عقد "محادثات سلام" رفيعة المستوى بين بلاده وروسيا، وأشار إلى أنها قد تعقد في القدس. علما بأنّ زيلينسكي كان قد انتقد ما وصفه بالحياد الإسرائيلي إزاء الحرب مع موسكو، مؤكدا أن بلاده تفضل الحصول على الدعم الإسرائيلي العسكريّ والإنسانيّ، عوضا عن وساطة غير فعالة.
وأضاف زيلينسكي: "بالطبع لإسرائيل مصالحها وإستراتيجية لحماية مواطنيها. ونحن نتفهم كل ذلك".
وقال زيلينسكي: "إن القائمين على الدعاية في روسيا يواجهون مهمة صعبة اليوم. فلأول مرة يتحدث رئيس أوكراني إلى البرلمان الإسرائيلي، ومن خلال تسجيل عبر الفيديو،إلى شعب إسرائيل، أوكراني اتهمته موسكو بالنازية. هذه الحقيقة تثبت بالفعل أن الأمور ليست كما تقول موسكو".
وكان زيلينسكي قد تساءل في خطاب افتراضي، أدلى به مساء الأحد، أمام الكنيست: "لماذا تتخذ إسرائيل موقف المتفرج ولا تختار دعم أوكرانيا التي تتعرض للعدوان؟، ولماذا لا تفرض عقوبات على روسيا وتزود بلاده بالأسلحة على مثال منظومة القبة الحديدية، وهي أفضل منظومة دفاعية ضد الصواريخ في العالم؟". على حد قوله.
فيما رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، الانتقادات التي وجهها زيلينسكي، لإسرائيل وتعاملها مع الحرب في أوكرانيا، وقال في وقت سابق اليوم الإثنين، خلال مراسم أقيمت في مطار بن غوريون: "نقوم بإدارة هذه الأزمة المؤسفة بطريقة حساسة وبمسؤولية عالية، بينما نسعى لنوازن بين مختلف الاعتبارات المختلفة والمعقدة"، على حد تعبيره.
وذكر رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، في وقت سابق الإثنين كذلك، أنه "لا تزال هناك فجوات كبيرة بين الجانبين على الرغم من إحراز بعض التقدم".
وأضاف: "لا يزال الطريق طويلا لأن... هناك العديد من القضايا محل خلاف، بعضها أساسية"، مشيرا إلى أن إسرائيل "ستواصل مع أصدقاء آخرين في العالم محاولة اجتياز الفجوات وإنهاء الحرب"، وفق بيان صدر عن مكتبه.
وحاول بينيت تلميع صورة إسرائيل، قائلا في كلمته "منذ الأيام الأولى بادرنا إلى إرسال طائرات المساعدات المحملة بأطنان عديدة من المعدات، والأجهزة الطبية، والأدوية وغيرها من المستلزمات. بينما نستوعب هنا القادمين الجدد سواء من الأشخاص المؤهلين للقدوم بموجب نص قانون العودة أو الأشخاص غير المؤهلين لذلك. لقد دخل بالفعل مجموع 15,000 مواطن أوكراني إلى إسرائيل، ونفتح أبوابنا حتى تضع الحرب أوزارها"، مع العلم بأنّ اللاجئين الأوكرانيين، وبخاصة غير اليهود منهم، تعرّضوا للتمييز من قِبل السلطات الإسرائيلية.